حسام محمد (القاهرة) تزايدت الأفلام والمسلسلات التي تقدم العري والإسفاف والابتذال سواء في ملابس الممثلين والممثلات أو في الألفاظ التي ترد على ألسنتهم وهو الأمر الذي دعا الكثير من الشباب إلى تبني حملة لمقاطعة منتجي تلك الأعمال الهابطة مطالبين باحترام قيم وتعاليم الإسلام وهو الأمر إلى رد عليه من يطلقون على أنفسهم حماة الإبداع بقولهم إن ما يقدمونه لا علاقة له بالدين وأن منع تلك الأعمال يصب في خانة المتطرفين. قاعدة مهمة يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر: إن الإسلام لم يرفض الفنون كما يزعمون، فالإسلام دين يشجع على الجمال ويدعو إليه والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرفض أن تستمع السيدة عائشة رضي الله عنها للدف عندما كانت مجموعة من الأحباش يضربون عليه ويتراقصون على أنغامه وعندما حاول أبو بكر الصديق منع السيدة عائشة من المشاهدة نهاه النبي وقال «اتركها يا أبا بكر فاليوم عيد»، وهذه الحادثة توضح قاعدة في غاية الأهمية، وهي أن الإسلام دين لا يعادي الفن ويعتبره إبداعاً جمالياً مقبولاً شريطة أن يساعد على الترفيه الهادف، فالإسلام يريد فقط أن يغلِّب الجانب الأخلاقي على الجانب الترفيهي، ولكن هذا لا يمنع من تشجيع الإسلام للفن الترفيهي وهناك قاعدة صريحة بأن كل شيء حَسَنُه حسن وقبيحه قبيح، ومن يقرأ في كتب السنة النبوية المطهرة سيجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختار أندى الأصوات ليستمع منها للقرآن الكريم وكان يمدح ويستحسن صوت أبي موسى الأشعري، حيث كان رضي الله عنه يتميز بالصوت الندي الجميل وهو يتغنى بالقرآن، وكان النبي يختار من بين أصحابه للأذان أجملهم صوتاً، كل هذا يؤكد أن الإسلام لم يمنع الفن، ولكن فقط وجهه لخدمة الأهداف النبيلة بعكس الموقف اليوم الذي انتشرت فيه المشاهد العارية والألفاظ السوقية التي أفسدت أطفالنا وشبابنا فوجدنا هؤلاء الشباب والأطفال يتحدثون بألفاظ غريبة على مجتمعاتنا ويتبعون أساليب سيئة في ملابسهم تقليداً لما يرونه في الأعمال الفنية، وهكذا كان المسلمون قديماً يستمدون فنونهم من القرآن والسنة، ولكنهم اليوم يتابعون الفضائيات العارية والدجل والشعوذة، ولهذا تراجعت حضارتهم وتداعت عليهم الأمم من كل حدب وصوب فنحن في حاجة لفهم ديننا من جديد بعيداً عن المفاهيم النظرية التي حاول البعض زرعها فينا، والمسلمون في حاجة اليوم لخطاب فني مغاير فالخطاب الفني والسينمائي على وجه الخصوص يجب أن يتضمن قيما تحث على حسن التربية والسلوك والإيمان وأنه ليس هناك فاصل بين التربية المادية والتربية السلوكية. تيار جديد يقول الدكتور محمد كمال إمام عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: الإسلام ليس ضد الفن والإبداع لأنهما وسائل متميزة وراقية لتوصيل الرسالة ونشر الذوق ورفع مستوى الأخلاق بين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى تعميق المفاهيم الوطنية والأخلاقية والقضاء على السلبيات التي قد تنتشر في المجتمع ولكن من الواضح اليوم أن هناك تياراً جديداً يحاول السيطرة على السينما بحيث تُستخدَم لنشر الرذيلة والفحشاء بزعم أنهم يعرضون للظواهر التي تنتشر في المجتمع ويحذرون منها وأوجه سؤالا لهؤلاء وهو ما الذي يفيد المجتمع من عرض مشهد اغتصاب مقزز على شاشة السينما؟ فالسينما وسيلة يجب أن يُستفاد منها في تربية النشء وترسيخ كل ما هو صالح ويفيد في التربية، ونحن نريدها في زيِّها الجميل الذي يستفيد منه الفرد والمجتمع. ... المزيد
مشاركة :