احتفال كبير... وفخم... وبحضور كبار الشخصيات... وعزفت الموسيقى... وترددت الخطابات الرنانة... كل ذلك جاء احتفالاً وتبجيلاً لأكبر مقبرة للنفايات في العالم، التي تم نقلها من "إرحية" إلى "السالمي" وتسليم أرضها لمؤسسة الرعاية السكنية! مما يجعلنا نتساءل: كيف استطاع سكان الكويت البالغ عددهم أربعة ملايين ونصف المليون نسمة استعمال 42 مليون إطار سيارة وتركها كمخلفات فترة ثلاثة عقود؟! الآن تم نقل المشكلة إلى بر السالمي، ومازلنا ننتظر إعادة تدويرها لاستغلالها في أغراض أخرى... ووفقاً لتصريح أحد المسؤولين، فإن إعادة تدوير تلك المخلفات ستستغرق 28 عاماً، وستكون الخسارة الشاملة بمئات الملايين! هل هناك دولة تحتفل بالإهمال وعدم الحيطة والحذر من العواقب السيئة بيئياً وصحياً، ولم يتم تدارك حجم المشكلة إلا الآن؟! الاحتفال عبارة عن تذكير بأن المخلفات مثلها مثل أي إنجاز وهمي تستحق التكريم والاحتفال. وعقبال ما نحتفل بإزالة وإعادة تدوير بعض العقليات التي تسببت في ذلك طوال هذه المدة، والتي تعتبر نقل المخلفات إنجازاً كبيراً، برغم كونه- أي ذلك الإهمال- من صنع أيديها في المقام الأول!
مشاركة :