الحرمان العاطفي يدفع الأطفال للسرقة

  • 10/23/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية : لماذا يسرق الأطفال؟.. سؤال يُحيّر كثيرًا من الأمهات اللاتي يكتشفن قيام أبنائهن بسرقة أشياء خاصة بأقرانهم في الدراسة رغم عدم حاجتهم أو حرمانهم من تلك الأشياء. يشعر الآباء بالصدمة من ارتكاب أبنائهم تلك السلوكيات المرفوضة التي تهدّد مستقبلهم، وتجعلهم عرضة للانحراف في المستقبل. ويؤكد علماء النفس والإخصائيون الاجتماعيون أن إقدام الأطفال على سرقة ذويهم وأقرانهم يعكس متاعب نفسيّة وأخطاء تربوية ينبغي علاجها مبكرًا قبل تفاقمها، لافتين إلى أن الأفلام وألعاب الفيديو ساهمت إلى حد كبير في إكساب الأطفال تلك السلوكيات المرفوضة، عند تصوير الأشرار واللصوص بالأفلام وألعاب الفيديو في صورة أبطال، فيقوم الأطفال بتقليد تلك الأفعال وتنحرف سلوكياتهم تدريجيًا. وأشاروا إلى أن سوء المعاملة والحرمان من الأهل والرغبة في الانتقام من الغير أسباب رئيسية وراء قيام الأطفال بسرقة الغير، لافتين إلى ضرورة معرفة دوافع الطفل عند اكتشاف إقدامه على سرقة الغير، وتوعيتهم بخطأ أفعالهم وتوجيههم لتغيير تلك السلوكيات الضارّة. وتشير نوف.م إلى أن الأمهات يعانين كثيرًا من تلك السلوكيات بسبب اختفاء المستلزمات الدراسية لأبنائهن، لافتة إلى أن ابنها يتعرّض لسرقة متعلقاته ومستلزماته الدراسيّة وأحيانًا وجباته المدرسية خلال اليوم الدراسي. وأكدت أن معلمة الصف انتبهت لتلك السلوكيات وتكرار شكاوى ابنها من اختفاء أشيائه، لتكتشف أن زميلاً له يقوم بتلك بسرقتها وإخفائها لمجرد الانتقام منه، فتمّت توعيته بخطورة تلك السلوكيات وجزاء السارق في الآخرة، فامتنع عن تكرار تلك السلوكيات. علاج وتؤكد منى. م أن طفلها يعود يوميًا إلى المنزل باكيًا لفقدانه بعض المتعلقات الشخصية والمستلزمات الدراسية ما أثار غضبها فتواصلت مع مديرة المدرسه لحل المشكلة. وقالت: اكتشاف الطفل السارق سهل ولكن علاجه نفسيًا أمر صعب قبل اكتشاف الدوافع الحقيقيّة، ولذلك يجب تفعيل دور الإخصائيات الاجتماعيات بالمدارس في تغيير تلك السلوكيات المرفوضة. معاقبة الطفل أما س. محمد فتؤكد أن طلفها البالغ من العمر 9 سنوات لديه حرص على الادخار، ولكنها اكتشفت وجود مبالغ كبيرة بحوزته، بالإضافة لوجود متعلقات ثمينة خاصة بآخرين في دولاب ملابسه. وتشير إلى أنه بمواجهته اكتشفت أنه يقلد مشاهد أحد أبطال فيلم يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة من الأطفال، فقامت بتعنيفه وتعريفه بأن السرقة حرام ومرتكبها منبوذ في الدنيا والآخرة. ابني لا يسرق ابني لا يسرق مقتنيات زملائه بهذه العبارة أجابت أم مصطفى معلمة الفصل بعد أن قامت الأخيرة باستدعائها لتخبرها عن استيلاء ابنها مصطفى لمرات متتالية على أدوات زملائه المدرسية، وهو ما عجزت الأم في بادئ الأمر عن تصديقه، واعتبرت أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد اتهامات لا أساس لها من الصحة، قبل أن تتأكد من صحة الوقائع على لسان زملائه، بل وعلى لسان مصطفى نفسه، الذي لم يجد أمامه أي مجال للإنكار. وأوضحت الإخصائية النفسية هند إبراهيم أن معالجة سلوك السرقة لدى الأطفال تبدأ بمعرفة السبب الذي أدّى به إلى السرقة والوصول إلى السبب لن يأتي إلا من خلال الحديث معه للتوصل إلى الدافع الذي أدّى به إلى ذلك. وقالت: إن من السلوكيات الشائعة لدى بعض الأطفال سرقة النقود من المنزل أو الأدوات المدرسية من زملائهم في المدرسة، هذا السلوك يشعر الكثير من الآباء والأمهات بالحرج والانزعاج في الوقت نفسه، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الأطفال الصغار، خاصة في سن ما قبل المدرسة، لا يسرقون لسبب بسيط هو أنهم لا يدركون مفهوم السرقة، لكنها عند الأطفال الأكبر سنًا أمر قد يدعو إلى القلق. لماذا يسرق؟ وتؤكد أن هناك الكثير من الأسباب وراء السرقة عند الأطفال من بينها الانتقام من كل من حوله نتيجة لسوء معاملته، أو للإحساس بالحرمان من اقتناء أشياء الغير، فلا يستطيع أن يقاوم إغراء الشيء المسروق، وأيضًا في الكثير من الأحيان يلجأ الطفل إلى سرقة المال من والديه أو سرقة زملائه في المدرسة لأنه يشعر بأن احتياجاته لا تلبّى، فتكون السرقة هي الطريق البديل لتلبية هذه الاحتياجات. وقالت: من أكثر الأسباب شيوعًا وراء السرقة عند الأطفال، شعور الطفل بنقص عاطفي من الوالدين وأنه بحاجة إلى مزيد من الاهتمام فالطفل الذي يفتقد الإشباع العاطفي والتعبير عن مشاعره يشعر من الداخل بفراغ، ويلجأ إلى ملء هذا الفراغ بارتكاب السلوكيات السيئة، ومن بينها السرقة. كيفية المعالجة؟ وعن طرق المعالجة تقول: عند الشك في أن الطفل يسرق أو عند ضبطه وهو يسرق بالفعل، يجب التعامل مع الأمر بهدوء وعدم المبالغة في ردود الفعل تذكروا أنه في سن صغيرة قد لا تسمح له بمعرفة الصواب من الخطأ. ونصحت بألا نتعامل مع الأمر كما لو كان جريمة، إنما ضعوه في مكانه الصحيح.. مجرد سلوك من تلك السلوكيات التي يرتكبها الأطفال ولا بد أولاً من معرفة السبب الذي أدّى به إلى السرقة والوصول إلى السبب لن يأتي إلا من خلال الحديث معه للتوصل إلى الدافع الذي أدّى به إلى ارتكاب سلوك السرقة. وقالت: إذا اعترف الطفل بأنه سرق بالفعل، فيجب الثناء على هذا الموقف بدلاً من معاقبته والبدء في علاج الدوافع التي تدفعه للسرقة.

مشاركة :