مقالة خاصة : الفلسطينيون يتطلعون إلى حل سياسي مع إسرائيل لكن للواقع خطط أخرى

  • 9/2/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غزة / رام الله 2 سبتمبر 2021 (شينخوا) يتطلع الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى التوصل لحل سياسي مع إسرائيل أملا في تجاوز الأزمات المتراكمة التي يعانون منها على مدار الأعوام الماضية. وأبدى سكان فلسطينيون في مقابلات منفصلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) الرغبة في العيش باستقرار في ظل علاقات سلمية تجمع بين الفلسطينيين وإسرائيل بعد عشرات الأعوام من الصراع الثنائي. وفي 13 سبتمبر عم 1993 وقعت منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في البيت الأبيض بواشنطن اتفاق "أوسلو" التاريخي للسلام المرحلي سعيا لإنهاء عقود من الصراع تضمن إعلان مبادئ حول ترتيبات الحكومة الانتقالية الذاتية. ويقول مسؤولون فلسطينيون، إن ممارسات إسرائيل على الأرض طوال السنوات التي أعقبت الاتفاق الذي قام أساسا على حل الدولتين جعلت تنفيذه أمرا عقيما ويدور في أفق مسدود. وكان هدف المفاوضات في حينها تشكيل سلطة فلسطينية انتقالية ذاتية في الضفة الغربية وقطاع غزة لمرحلة انتقالية لا تتعدى الخمس سنوات وتؤدي بعدها إلى تسوية نهائية. وضمن الاتفاق للفلسطينيين إقامة سلطة حكم ذاتي وعودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى الداخل وبناء مؤسسات دولة وتحسين مستوى المعيشة للمواطن الفلسطيني إلى حد ما ، غير أنه لم يوفر حتى الآن اتفاقا نهائيا للسلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويقول الأربعيني محمد الغصين من سكان قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ صيف 2007 لـ ((شينخوا)) إن الفلسطينيين منذ عام 1993 حتى 2000 كانوا يعيشون في استقرار ومنشغلين ببناء مستقبلهم إما لأنفسهم أو لأبنائهم. ويضيف الغصين الذي يعمل طبيبا أتذكر أنني كنت على وشك التخرج من كلية الطب والبدء في العمل، مضيفا أن والده وآلاف الفلسطينيين الآخرين من أمثاله كانوا يدخلون إسرائيل يوميا للعمل هناك. وأشار الغصين (45 عاما)، إلى أنه في ذلك الوقت لم تكن هناك قيود أو عوائق كما كان من النادر رؤية الفقراء في القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة حيث كانت الحياة مستقرة وانعكس ذلك على الحياة العامة. ولم يكن الوضع مختلفا في الضفة الغربية التي تتواجد فيها السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس إذ يأمل السكان فيها بوضع حد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعيش باستقرار. ويقول الخمسيني محمد التميمي من رام الله التي تتواجد فيها المقرات الحكومية والأمنية الفلسطينية إن الفلسطينيين يريدون جهدا سياسيا سواء كان على المستوى الدولي أو العربي أو الإقليمي يهدف لمساعدتهم على تأسيس دولتهم المستقلة. ويضيف التميمي أن الاستقرار السياسي ينعكس بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي للفلسطينيين، مشيرا إلى أن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي يتطلعان "للعيش بسلام والتمتع بحقوقهما وفق القانون الدولي. وفي سبتمبر 2000 اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية وبدأت أعمال العنف بعد أن قام زعيم حزب الليكود الصقور آنذاك أرييل شارون بزيارة استفزازية للمسجد الأقصى شرق مدينة القدس ما أثارت احتجاجات وأعمال شغب. ووفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يبلغ معدل البطالة في الأراضي الفلسطينية 23.4 في المائة بواقع 43.1 في القطاع الساحلي الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة و14.9 في الضفة الغربية في الربع الأخير من عام 2020. وبالمقارنة، فإن 53 في المائة من سكان القطاع يعيشون في فقر بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق منذ 14 عاما ، بينما يبلغ معدل الفقر في الضفة الغربية 14 في المائة. وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود. ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية. ويقول المحلل السياسي من غزة حسام الدجني إن الفلسطينيين يتطلعون للتوصل إلى حل سياسي مع إسرائيل يسمح لهم بالعيش في استقرار في دولتهم لكن إسرائيل ترفض بعض العناصر لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67. ويضيف الدجني لـ ((شينخوا)) أن اتفاقية أوسلو لم تتضمن اتفاق سلام نهائي ولا إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرا إلى أن الوسيط الأمريكي هو السبب الرئيسي الذي يؤخر الحل السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين كونه ينحاز لإسرائيل. بدوره يعتقد المحلل السياسي المقيم في رام الله نهرو جمهور، أن 20 عاما من السلوك الإسرائيلي المعادي للفلسطينيين قد غير وجهة نظر الشعبين بشأن أي حل سياسي محتمل. ويقول جمهور لـ ((شينخوا)) إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة خلال الأعوام الماضية رفضت إعطاء الفلسطينيين الفرصة لتحقيق حلمهم في إقامة الدولة المستقلة. ويتابع عندما نتحدث عن التطلع إلى حل سياسي مع إسرائيل يجب حل العديد من القضايا العالقة بين الجانبين بما في ذلك العلاقات الحدودية والأمنية والاقتصادية والسياسية وكافة أشكال العلاقات الثنائية، موضحا "أعتقد أن هذا الأمر لن يكون سهلا أبدا". وسبق أن طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر من العام الماضي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بدء التحضير مع اللجنة الرباعية الدولية والأطراف الدولية لعقد مؤتمر دولي للسلام في النصف الأول من العام الجاري. وحث عباس على إشراك الأطراف الدولية المعنية في عقد مؤتمر السلام بهدف الانخراط في عملية سلام حقيقية على أساس الشرعية الدولية والمرجعيات المحددة، بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.

مشاركة :