أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن العودة إلى الدراسة فقال: نحمدالله ذو الفضل والنعم على مايسر وأنعم علينا من نعمه العظيمه وآلائه الجسيمة ، ومن تلكم النعم ما نعيشه في هذه الأيام من استئناف الدراسة حضوريا ، وعودة المعلمين والمعلمات والطلاب إلى مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم في منظر جميل ومشهد زاهي يسر الناظرين ، نعم أنه منظر العز والرفعة والكرامة قال الله تعالى : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} . فالعلم أشرف مارغب فيه الراغب ، وأفضل ما طلب وجد فيه الطالب، وأنفع ما كسبه واقتناه الكاسب، وهو تركت الأنبياء وتراثهم ، وهو حياة القلوب، ونور البصائر ، وشفاء الصدور، ورياض العقول، ولذة الأرواح، وانس المستوحشين، ودليل المتحيرين ، وهو الميزان الذي توزن به الأقوال والأعمال والأحوال ، به يعرف الله ويعبد ، ويذكر ويوحد ، ويحمد ويمجد ، واستشهد الله عز وجل بأهل العلم على أجل مشهود به وهو التوحيد ، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته ، وفي ضمن ذلك تعديلهم ، فانه سبحانه وتعالى لا يستشهد بمجروح ، والعلم حجة الله في أرضه ، ونور بين عباده ، وقائدهم ودليلهم إلى جنته . قال تعالى {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} . ثم تطرق فضيلته عن حاجة العلم الضرورية فقال: من المصالح الضرورية والحاجيات الملحة التي تقوم عليها حياة الأمم أفرادا وجماعات العلم والاهتمام به، فبالعلم تتقدم الشعوب والحكومات، وبغيرها لا يصلح أمرها ولايقوى شأنها ، والناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب ، لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه. وما أحوجنا ونحن في بداية عامنا الدراسي الجديد علينا إن ننبه أبناءنا الطلاب وبناتنا الطالبات إلى آداب العلم وأول تلكم الآداب تقوى الله عز وجل والإخلاص له والتحلي بالصبر وتحمل المشاق وسعة الصدر ، والتواضع والحذر من الكبر والغرور ، والتأدب مع المعلم والمعلمة بحسن الإنصات والإصغاء بلباقة في النقاش ولين الجانب . ثم وجه فضيلته في ختام خطبته الأولى رسالة إلى المعلمين وأولياء الأمور فقال: ورسالتي إليك أيها المعلم وأيتها المعلمة أن تتقوا الله تعالى فيمن تحت أيديكم من الطلاب والطالبات وعليكم الاقتداء بأول معلم لهذه الأمة وهو النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد كان بأبي هو وأمي خير معلم ، كان حليما رحيمًا رفيقا رقيقا ييسر ولا يعسر يبشر ولا ينفر طليق الوجه دايم البشر والسرور ، فتأسوا به ، فلقد شرفتم برسالة الأنبياء والرسل مما يوجب عليكم القيام بمسؤولياتكم التعليمية وواجباتكم التربوية ،اسأل الله لي ولكم الهدى والسداد . ورسالتي الى الآباء والأمهات أن يتقوا الله فيما استرعاهم الله ، قال صلى الله عليه واله وسلم: ( إن الله سائل كل رجل عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه ، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته . رواه ابن حبان وإسناده حسن . علموا أبناءكم وبناتكم ما للمعلمين وما للمعلمات من حقوق ، علموهم الأدب قبل أن يجلسوا في مجالس العلم اغرسوا في قلوبهم حب العلم والعلماء وتوقير المعلمين والمعلمات ، وأن ذلك قربة إلى الله تعالى تنال به مرضاته . ثم نصح فضيلته المسلمين في خطبته الثانية بالمبادرة في أخذ اللقاح فقال : ونجدد الحمدلله أيضا على ما أنعم علينا من انحسار هذا الوباء في بلادنا وبلوغه إلى مستويات متدنية وأهيب بإخواني المسلمين بأهمية الالتزام بالتحصين ، والمبادرة في أخذ الجرعات المقررة من اللقاح ، والالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والاشتراطات الصحية من الجهات المعنية حفاظاً على سلامة وصحة أبناءنا الطلاب والطالبات ، والحذر من الشائعات حيال هذه اللقاحات ، والله المسؤول أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يوفق أبناءنا وبناتنا ، ويكتب لهم التوفيق والصلاح والنجاح والفلاح ، ويجزي المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات خيرا ، ويعينهم على أداء رسالتهم ، ودورهم الريادي في خدمة أوطانهم ، لتتم مسيرة التعليم بكل تميز وتطوير ، إن ربي جواد كريم .
مشاركة :