مؤخراً اجتاحت موجة من الرياح والأمطار والعواصف الرملية بعض مدن ومناطق المملكة العربية السعودية لمدة ساعات، خلفت وراءها بعض الخراب في الممتلكات والمرافق العامة، وبعض المنشآت الخاصة. ومع تقلبات الأجواء المناخية يرى بعض المتابعين والمختصين أن الأمر طبيعي سواء في مملكتنا أو على مستوى العالم، فما تشهده بعض الدول من أعاصير وزلازل وفيضانات أكثر بكثير مما في بلادنا نتيجة الموقع الجغرافي لكل دولة. وفي أوقات الكوارث والعواصف والأمطار لا أحد يستطيع تقدير حجم الخسائر في الممتلكات والمرافق العامة ولا حجم الخراب في بعض المنشآت، ولاشك أن هذا الابتلاء يتطلب إعادة ترميم وإصلاح وتجديد لما دمرته العواصف والرياح وفي مملكتنا تقوم بعض الأمانات والبلديات بوضع آليات وخطط وبرامج لمثل هذه الحالات الطارئة والموسمية، حيث توجد لجان أنشئت للأمطار والسيول في بعض الأمانات، تعمل على التأكد وضمان جاهزية المعدات والأفراد في مواجهة مواسم الرياح والأمطار والعواصف وما تخلفه من تلفيات، بالإضافة إلى استعدادات مديريات الدفاع المدني تحسباً لموجات العواصف والأمطار، ولأن هذه الكوارث موسمية وتكاد أوقاتها أن تكون معلومة بحسب الأرصاد وخبراء الجو والمناخ، فإن الأمر إضافة إلى التخطيط بحاجة إلى مبالغ مالية ترصد لهذه الحالات وجهود الكوادر البشرية مما يعني أن بعض الأعمال الروتينية اليومية للبلديات والأمانات قد تتعطل أو تتأخر إضافة إلى تعثر بعض المشاريع وذلك كله في مقابل إعادة مجرى الحياة لما دمرته العواصف والأمطار لبعض المرافق وتوابعها، وهذا كله لا يلام عليه أحد فهو خارج قدرة البشر، بل إنه قد يكون فيه من الفوائد والمنافع ما لا يعلمه إلا الله عز وجل. وفي مثل هذه الحالات فإن الإجراءات والاحتياطات المتخذة هي التحذيرات المسبقة فقط من خلال وسائل الإعلام مع حفظ ما يمكن حفظه من ممتلكات ومرافق عامة، ولأن هذه المرافق مثل السلسلة في تناغمها وتتابعها وجمالها وفي حين فرط عقدها فلن يظهر وجه جمالها ورونق إبداعها، فكما هو معلوم فإن هذه المرافق تتطلب تنسيقاً وتنظيماً ومتابعة من عدة جهات، مما يعني تضافر الجهود لتكاملها، لذا فإن الخراب الناتج عن عوامل الطبيعة للمرافق العامة وإن كان ذا كلفة في إصلاحه وإعادة ترميمه فإنه لا طاقة للبشر في كفه ورده، إلا أن الخراب الذي يطال المرافق العامة بأيدينا وأيدي أبنائنا أشد ولا فائدة منه وهو مع الأسف طبيعة في بعض البشر!
مشاركة :