الخرج نت – رقية المانع : يسارع الناس عادة إلى الطبيب عندما يشعرون بالألم في أبدانهم، لكنهم يترددون في الإقدام على هذه الخطوة، عندما يسوء وضعهم النفسي، وربما يخجلون من الإفصاح عما يختلج البال، من قبيل الأفكار السيئة والخوف والتصرفات غير المنطقة، أو ما يعرف بـ”الوسواس القهري”. والوسواس القهري عبارة عن مرض نفسي عصابي له أكثر من نوع، وقد يجمع المصاب بـ “OCD” بين نوعين أو أكثر من هذه الأنواع. ونتعرف خلال السطور التالية إلى أنواع الوسواس القهري وأعراض كل نوع وطرق العلاج السليمة للتخلص من هذا المرض النفسي. يقول الاستشاري النفسي، جمال فرويز، إنه في البداية يجب التفريق بين المصاب بـ”الوسواس القهري” وصاحب الشخصية الوسواسية؛ فالمصاب بالوسواس القهري يقوم بعدد من السلوكيات التي لا يريد القيام بها، أو بمعنى أصح يكون متضرراً من القيام بها، لكنه لا يستطيع التوقف عن ممارستها. ويضيف فرويز لموقع “سكاي نيوز عربية”، “بينما صاحب الشخصية الوسواسية يكون سعيداً وغير متضرر من القيام بعدد من السلوكيات مرتبطة بشعور داخله بالشك والقلق، وهو نمط شخصية تصل إلى مرحلة الاكتمال عند سن الـ 15 عامًا، نتيجة لعوامل مختلفة قد تكون وراثية أو مرتبطة بأسلوب تربية الشخص والبيئة التي نشأ بها”. ويوضح الاستشاري النفسي أن هناك خمسة أنواع رئيسية لمرض الوسواس القهري وهي؛ الوسواس الفكري، والوسواس الحركي، ووسواس التوهم المرضي، ووسواس المخاوف، والوسواس الومضي. يشير فرويز إلى أن الوسواس الفكري هو أن تسيطر فكرة معينة أو عدة أفكار على عقل المريض، ولا يستطيع التفكير في أي شيء آخر، فيغيب عنه التركيز طيلة الوقت، ولا يستطيع التفكير إلا في الفكرة المسيطرة على رأسه، وتختلف نوعية الأفكار من مريض لآخر، فهناك من يسيطر على عقله التفكير في مسألة فلسفية معينة، وهناك من يفكر أن أحدهم يسعى لتبديد أحلامه، وهكذا. ينتقل فرويز بحديثه إلى النوع الثاني من الوسواس القهري وهو الوسواس الحركي، قائلًا: “المصاب بهذا النوع من الوسواس القهري، يقوم بعدد من السلوكيات رغمًا عنه، وعندما تسأله عن سبب قيامه بها، في الأغلب لا يستطيع الإجابة، لكن تظهر عليه علامات القلق في حالة عدم قيامه بها، مثل غسيل اليد المتكرر والرغبة في تغيير الملابس في حالة التعرض لأتربة وغيرها من السلوكيات الوسواسية التي يفعله الشخص رغمًا عنه ودون أسباب واضحة”. وعن وسواس التوهم المرضي، يقول فرويز: “المصاب بهذا النوع من الوسواس القهري عند الاستماع إلى أعراض مرض معين يشعر أنه مصاب به، والمصابون بوسواس التوهم المرضي دائمو الزيارة للأطباء ومعامل التحليل، ولديهم شكوك دائمة أنهم مصابون بأمراض خطيرة وأن من حولهم لا يريدهم أن يعرفوا ذلك”. ويردف: “النوع الرابع هو وسواس المخاوف، والمصاب بهذا النوع يكون لديه مخاوف من أشياء غير منطقية، فعلى سبيل المثال أغلب الناس تخشى رؤية أسد على الحقيقة، لكن المصاب بوسواس المخاوف قد يكون وقوفه أمام صورة لأسد سبباً في شعوره بالخوف الشديد، وقد يحدث ذلك بشكل مفاجئ وخلال مرحلة عمرية متقدمة”. كما يوضح فرويز أن الوسواس الومضي هو أخطر أنواع الوسواس القهري، حيث تسيطر فكرة معينة على عقل المصاب بهذا النوع بشكل لحظي، وفي الأغلب تكون أفكاراً مؤذية مثل أن يشعر الشخص برغبة شديدة في ضرب أحدهم دون سبب، وفي حالة المقاومة يبدأ بالشعور بضيق التنفس و”الزغللة” وأنه قد يموت في حالة عدم الاستماع إلى الفكرة التي جاءت إلى رأسه. ويتابع: “المصاب بالوسواس القهري بشكلٍ عام، في حالة مقاومة الأفكار التي تأتي إلى عقله تظهر عليه علامات القلق مع شعور بضيق التنفس وارتفاع معدل نبضات القلب ويكون لديه تصور أنه قد يموت إذا استمرت مقاومته”. ويشير الاستشاري النفسي إلى أن مرض الوسواس القهري بشكل تدريجي على المريض، وأن إذا شعر الشخص بأنه يقوم بأفعال رغمًا عنه وهي السمة الأوضح لهذا المرض النفسي، يجب عليه زيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن. ويختم فرويز: “الوسواس القهري ينتج عن خلل في نسبة النواقل العصبية بالمخ، لذا يعتمد الأطباء بنسبة كبيرة على العلاج الدوائي، بالإضافة إلى العلاج السلوكي من أجل طرد الأفكار الوسواسية من عقل المريض بشكل نهائي”.
مشاركة :