أكد رئيس مجلس إدارة جمعية التوعية الوقائية للشباب حمد العتيبي أهمية التوجيهات الأسرية والوعي والتثقيف الأسري في الوقاية من المخدرات، ومن جميع الانحرافات وتحديات إدمان المخدرات، موضحا في محاضرة تثقيفية نظمتها «افتراضيا» أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، أنه لابد للأسرة أن تحتوي الأبناء في بداية الوقوع في إدمان المخدرات، وأن أهم مسببات الوقوع في المخدرات هو مواقع التواصل التي تؤدي إلى انحراف الأبناء.صناعة الشبابوأضاف: تبدأ «صناعة الشباب» من سن 7 سنوات إلى المراهقة كما أمر الدين، كتعليم الصلاة، ويمكن أن نبدأ في صنع الشباب من بداية حمل الأم، عندما يكون فكر الأب والأم فيه وعي وثقافة، وعندما يكونان مستعدين للتربية وعلى علم بما سيواجهانه عند التربية، وباحتياجات كل مرحلة، وكيف يمكن صناعة شخصية الابن أو الابنة منذ اللحظات الأولى، حتى إن الإسلام أمر بعدم الكذب على الصغير، فيجب لأن نصنع قدوة للطفل، وهنا يبدأ من مرحلة التخطيط للحمل، ويستمر إلى مراحل المراهقة والتربية للأبناء.مواقع التواصلوتابع: التربية حاليا تستوجب من الأسرة أن تعرف مع من تربي أبناءها، وتعي هذه الوسائل من مواقع التواصل والقنوات الفضائية والمدارس وكيف يستفيد منها أبناؤنا، فهو طريق يُبنى فيها أبناؤنا منذ الطفولة، ويحتاج من الوالدين إلى مراقبة جميع هذه الوسائل بما يخدم أبناءنا، وهذا يحتاج إلى جهد عظيم وصبر وتفرغ من العائلة، فهو الطريق الذي يجب أن نعيشه مع أبنائنا، ولو لاحظنا أن مواقع التواصل تساعدنا في التربية، وإذا كان الابن أو الابنة يحصل على وسائل للتواصل قبل السن المناسبة له، فنحن بذلك نفسد الطريق الذي نواصل به التربية، فالإنترنت ومواقع التواصل من مهددات التربية الصحيحة في فترة المراهقة، وإذا لم تستطع العائلة مواجهتها فستخسر أبناءها، لأن مواقع التواصل تبث محفزات على الفساد والانحراف والانحلال، رغم وجود بعض الجوانب الإيجابية فيها.التفكك الأسريوذكر حمد العتيبي أن التفكك الأسري هو أهم أسباب الانحراف للمخدرات، والمقصد هنا ليس فقط الطلاق، بل التفكك الأسري الناتج عن انشغال الأسرة عن أبنائها وعدم التفرغ لتربيتهم، وكل المهددات لها سوابق وعوامل ومخاطر يجب على الأسرة أن تنتبه لها فور رؤية دلائل واضحة على الأبناء وليس عندما يصل الخطر إلى مراحل متقدمة، ويجب على الأسرة أن تعي مسببات المخدرات، وأن أول مسبب هو عدم وعي الأسرة بالمخاطر نفسها، أو بالأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في المخدرات، ولابد أن تعي الخطوات الصحيحة التي يجب اتخاذها مع الوقوع في الإدمان.أهم المسبباتوأوضح أن الخلافات العائلية تتسبب في انحدار الفكر لدى الأبناء، خاصة عندما يتهم كل من الوالدين الآخر ويلقي عليه بالمسؤولية، والمسبب الثاني هو تعاطي أحد الأبوين المخدرات، لأن تعاطي أحد أفراد الأسرة المخدرات فعل خطير جدا لابد من إصلاحه، ويجب على الأسرة معرفة من يرافق الابن أو الابنة ومراقبته بعناية، والتأكد من عدم إدمانه، لأن أصدقاء السوء أحد أسباب الوقوع في المخدرات، والمسبب الثالث هي شخصيات الأبناء، فيجب على الأسرة صناعة شخصية قوية للأبناء، والتأكيد على ضرورة رفضهم الانحرافات والأفعال الغامضة، ويكون ذلك بالاقتراب من الأبناء، وأن تكون الأم صديقة لابنتها والأب صديقا لابنه، وتوجد مفاهيم مغلوطة في الأسرة كأن يقول الأب مثلا: «لا أستطيع الضغط على ابني وخله يأخذ راحته»، وهذا فكر مغلوط يجب ألا نتمسك به، لأن الرقابة والتوجيه يكونان لحماية الأبناء من الوقوع في براثن الإدمان.خطوات العلاجواستطرد: يجب على الأسرة شغل الأبناء بما ينفعهم، حتى لو كان الوالدان منغمسين في عملهما، فيمكن إلحاق الأبناء بدورات تدريبية أو أي نشاط ينتفعون به، وترتيب هواياتهم وتطويرها، مع التنوع في أنشطة تشغل فراغهم بالمنفعة، ويجب أن يقتدي الأبناء بالوالدين وأن تكون الصورة النمطية للوالدين نافعة لهم.وقال إن عدم التأخر في علاج أي مشكلة بسيطة في الأسرة من أهم أساليب تجنب وقوع الأبناء في الإدمان، كذلك لابد أن يتدارك الوالدان الابن عند وجود أي انحراف سلبي، والمبادرة سريعا بالعلاج عند اكتشاف إدمان أحد الأبناء، فالعلاج موجود لكنه يحتاج إلى جهد، فخطوات حل مشكلة الإدمان كثيرة ومرهقة، أهمها الاتجاه إلى المراكز المختصة بعلاج الإدمان، لذا فلابد للأسرة من مساندة الأبناء في هذه المرحلة، وتشجيعهم في هذه المراحل المتقدمة من العلاج، واحتوائهم، ومحاولة التدرج معهم في العلاج الذي يكون متعبا في البداية، لكنه يأتي بنتيجة إيجابية فيما بعد.العلاج المبكر شاق ومرهق لكنه يأتي بنتيجة إيجابيةالتخطيط لصناعة «شاب صالح» يبدأ مع حمل الأم
مشاركة :