«ظهران الجنوب».. طراز عمراني فريد يؤكد عبقرية المكان

  • 9/2/2021
  • 23:12
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

تحظى المواقع التاريخية والقصور والقلاع الأثرية في محافظة ظهران الجنوب «جنوب منطقة عسير» بمكانة متميزة على خارطة السياحة السعودية، وتتصدر السوق القديمة تلك الأماكن، وعرفت بمسجدها الأثري وساحاتها الشهيرة كمركز لالتقاء القوافل بين الشمال والجنوب، في حين تشتهر سوقها الشعبية الأسبوعية «سوق الخميس» بصناعة الخناجر والسيوف والجنابي، إلى جانب صناعة المنسوجات والجلود والأواني الفخارية والحجرية.تطوير السوقوعملت بلدية المحافظة على تطوير السوق، ببناء عشرات المحال التجارية المجاورة للسوق راعت فيها طبيعة المكان وأصالته ونمطه المعماري، حفاظا على السمة التاريخية والثقافية والسياحية، فضلا عن توفير مختلف الخدمات البلدية في الموقع، وأوضح نائب رئيس جمعية بلدة ظهران الجنوب القديمة م. محمد يحيى الوادعي أن البلدة كمنطقة عمرانية، يمكن تقسيمها حسب استعمالات الأراضي فيها إلى ثلاث مناطق متوازية أساسية، شكلت عبر السنين شخصية البلدة من الناحية الحضرية، أولها المنطقة الزراعية وتقع جنوب البلدة على ضفاف الوادي، تليها مباشرة بشكل مواز، وعلى هضبة شبه مستوية المنطقة السكنية التي تتوسط بموقعها المنطقة الزراعية والمنطقة التجارية «منطقة السوق» الواقعة إلى شمال البلدة.نمط مميزوأوضح أن الهدف من تقسيم البلدة وتخطيطها في الماضي البعيد على ذلك النحو هو سهولة الحركة والاتصال السريع بين أجزائها، فضلا عن المزايا الاجتماعية والأمنية التي خدمت سكانها في الماضي، لا سيما أن هذا التخطيط قديما توافق مع نمط معماري مميز، أخذ طابع القلاع الدفاعية المشرفة على فضاء واسع من الأرض، مشيرا إلى أن أهالي البلدة في القدم بنوا في مواقع مختارة سدودا صخرية قوية البنيان، لحجز مياه السيول لأطول مدة ممكنة، شيدت على امتداد الوادي لتستفيد منها الآبار المنتشرة لري المزارع عند انقطاع السيل ولسقيا الأنعام.الطراز المعماريوأضاف إن من مميزات البلدة الطراز العمراني لقصورها وبيوتها وقلاعها وإطلالة بيوتها على ساحة السوق من الجهة الشمالية، وعلى المزارع من الجهتين الجنوبية والغربية، متوسطة المنطقة الزراعية والتجارية، ولها مداخل من جهة ساحة السوق ما زالت قائمة حتى الآن، وكانت في الماضي عبارة عن بوابات تغلق ليلا وتفتح صباحا لدواع أمنية، وتشتمل البلدة على مسجد أثري لا يزال قائما في الجزء الغربي، موضحا أن ما يلفت نظر الزائر هو تخطيط البلدة القديم وعمرانها التقليدي المكون من مبان طينية على شكل كتل متراصة تخترقها ممرات متعرجة، وصممت رغم صغر مساحتها التي لا تتجاوز 40 مترًا مربعًا، لتلبي احتياجات ووظائف ساكنيها في الماضي بتوجههم نحو التمدد الرأسي في البناء، حتى إنك تجد البيوت قد تصل أدوارها إلى خمسة أو ستة أدوار، استخدم في تشييدها الطين والحجر والخشب، وجميعها من البيئة المحيطة والبيوت من الداخل والخارج تتماثل في أنماطها وتفاصيلها، إلا أن طبيعة التخطيط والبناء تعكس متانة العلاقة الاجتماعية.

مشاركة :