توغلت حركة «طالبان»، أمس (السبت)، في عمق وادي بنجشير، آخر معقل لمعارضيها المسلحين شمال كابل، بموازاة مفاوضات تردد أنها تجري معهم لإلقاء السلاح وكذلك مع أطراف أخرى بخصوص الحكومة المقبلة. وأصر ناطقون باسم «جبهة المقاومة الوطنية» التي تضم مقاتلين موالين لأحمد مسعود، نجل الزعيم التاريخي أحمد شاه مسعود، على أنهم مستمرون في «المقاومة»، في وقت أظهرت مشاهد مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي سيطرة مقاتلي «طالبان» على مراكز مهمة داخل بنجشير، وسط معلومات عن تقدمهم أمس نحو آخر مواقع المعارضة المسلحة. وقال فهيم داشتي، المتحدث باسم «جبهة المقاومة الوطنية»، إن قوات «طالبان» وصلت إلى مرتفعات دربند على الحدود بين إقليمي كابيسا وبنجشير، لكن تم صدها، مؤكداً أن «الدفاع عن معقل أفغانستان لا ينكسر». ونقلت «رويترز»، في هذا الإطار، عن مصدر في «طالبان» أن القتال مستمر في بنجشير لكن التقدم تباطأ بسبب الألغام. وذكرت وكالات أنباء أفغانية محلية السبت أن ما لا يقل عن 17 شخصاً قُتلوا وأصيب 41 بسبب إطلاق أعيرة نارية خلال احتفال في كابل بعدما قالت مصادر في «طالبان» إن مقاتليها سيطروا على بنجشير وهزموا قوات مسعود. وعلى وقع تطورات بنجشير، أفيد بأن «طالبان» أرجأت مجدداً أمس إعلان حكومتها، فيما وصل رئيس الاستخبارات الباكستانية (آي إس آي) اللفتنانت جنرال فايز حميد إلى كابل للقاء قادة «طالبان». ولم يكن واضحاً جدول أعمال المسؤول الأمني الباكستاني، لكن لا يُستبعد أنه سيبحث مع «طالبان» مساعيها لتشكيل الحكومة الجديدة وضم وجوه من خارج الحركة إليها، وكذلك مساعدة «طالبان» في بناء الجيش الأفغاني الجديد.
مشاركة :