«أبوظبي للصيد» يُسلّط الضوء على دور النساء في «الصقارة»

  • 9/5/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«المرأة في الصقارة»، أحد محاور المؤتمر الهام الذي يستضيفه معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في دورته القادمة، حول «مُستقبل رياضة الصيد بالصقور» بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وبتنظيم كلّ من نادي صقاري الإمارات والاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (الـ IAF) الذي يضم في عضويته 110 أندية ومؤسسة معنية بالصقارة تُمثّل 90 دولة تضم في مجموعها ما يزيد على 75 ألف صقار حول العالم. ويُقام المعرض تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات، وذلك خلال الفترة من 27 سبتمبر ولغاية 3 أكتوبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات. ويحظى الحدث برعاية رسمية من هيئة البيئة - أبوظبي، الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض. كما شهد مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة، الذي نظمّه نادي صقاري الإمارات أعوام 2011 و2014 و2017 في إمارة أبوظبي، إضافة لجميع دورات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، مُشاركة عدد كبير من الصقّارات من مُختلف أنحاء العالم، فضلاً عن العديد من الباحثات من أوروبا والولايات المتحدة واليابان. واحتفت أنشطة وفعاليات أبوظبي التراثية بحضور نسائي أوروبي ياباني من صقارات مخضرمات وواعدات، وعلى مستوى المرأة الإماراتية شاركت صقّارات في مسابقات مهرجان البيزرة المختصة بالصقارة في صحراء «رماح». وأكد معالي ماجد علي المنصوري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض أبوظبي للصيد، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، ورئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، أنّ المرأة الإماراتية شديدة الحرص على خصوصية هويتها الوطنية وعادات وتقاليد مجتمعها، والتي تُعتبر الصقارة أحد أهم ركائزها، وهي تتقدم وتقتحم كافة المجالات بثقة وقوة. وغدت الصقارة رياضة الأسرة الإماراتية، حيث الكثير من الأسر تملك طيوراً. وكان الصقر ذات يوم يُعيل الأسر، حيث كان يخرج به الرجل للقنص والمجيء بما يصطاده رزقاً لأولاده، لذا فإن هناك علاقة وطيدة تاريخية بين الصقر والأسرة الإماراتية، ومن ثم لم يكن هناك كثير عناء في إحياء هذا التراث الأصيل، خاصة أن الأسر الإماراتية تحرص على زيارة فعاليات الصقارة والتمتع بعروضها في الطبيعة، كما تحرص الأمهات على التقاط صور لأولادهن مع الصقارين والصقور. ويوجد في الإمارات اليوم صقارات يُدرّبن ويعلمن ويربين الطيور، وبعضهن متخصصات في تطبيب الصقور، وكما حدثت طفرة في السنوات الماضية في مجال دخول المرأة الإماراتية لعالم الفروسية والخيول، فليس من المُستبعد في المُستقبل القريب بروز المئات من الصقارات الخبيرات، على الرغم من أنّ الصقارة رياضة شاقة وفيها عناء. رياضة النخب ظلت الصقارة على مدى قرون وحتى عهد قريب رياضة النخب الحاكمة في عدد كبير من دول العالم، ومع بنية اجتماعية وسياسية وثيقة الصلة بقواعد وممارسات فن الصقارة، فليس من المُدهش كثيراً الشغف الذي تملّك العديد من الشخصيات النسائية البارزة بالصقارة على مرّ العصور، إذ مارسنها بتقدير كبير ومستوى رفيع، وقد كرست ماري ملكة الإسكتلنديين جُلّ وقتها في ممارسة هذه الرياضة. وكان على النساء أن يخترن دائماً مُتابعة ممارستهن للصقارة المناسبة لهنّ كي تنسجم مع حياتهن المترفة والباذخة، لكننا حين ننظر عن كثب صوب الأجيال المعاصرة من النساء، فمن الواضح ومنذ الحرب العالمية الثانية أن ثمة طفرة حديثة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، تنطوي على مشاركة النساء في الصقارة أكثر من أي وقت مضى في التاريخ. ومن المعروف أنّ الصقارة دخلت إلى أوروبا عبر الشرق العربي، وفيما سبق كان الصيد بالصقور هو الرياضة الوحيدة التي تستطيع نساء القرون الوسطى المشاركة بها. كما وصلت الصقارة إلى اليابان منذ حوالي 2000 عام، وكان الصقار الأول في اليابان كوري الجنسية، ومنحه الإمبراطور آنذاك زوجة يابانية كي يُشجعه على البقاء، فتعلمت زوجته استخدام الصقور في الصيد، فكان أول صقار ياباني امرأة، وتلتها امرأة أخرى، ثم انتقل فن الصقارة إلى عدد كبير من الرجال في اليابان. وأثبتت السجلات والحفريات والنصوص القديمة من خلال التقنيات الجديدة في التنقيب الأثري أن الصقارة انتشرت في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في منطقة الخليج العربي قبل 10000 عام.

مشاركة :