وبين فضيلته أن الله تعالى عظم شأن النبي صلى الله عليه وسلم الكريم في القرآن وأثنى عليه ثناءً عاطراً في عبادته وأخلاقه وسيرته وجهاده، ولم يكن يناديه إلا بــ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ)، أو (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ)، إجلالاً له وإعظاماً، كيف لا .. وهو النبي الأمي الذي ما ضل وما غوى وما ينطق عن الهوى بل هو إلا وحي يوحى علمه جبريل شديد القوى، وكيف لا يعظمه ربه وهو خاتم الأنبياء الشاهد الشهيد، الصادقُ الصدّوَق الذي جاء بالحق وصدق المرسلين، المرسلُ للثقلين الإنس والجن كافة بشيراً ونذيراً، داعياً إلى ربه بإذنه وسراجاً منيراً نبيٌ أميٌ لا يخط بيمينه ولا يقرأ وجاء بأعظم الشرائع وبعث بالحنيفية السمحة، وعلمه ربه ما لم يكن يعلم، وزينة وجملة بالأخلاق الحسنة العظيمة من التواضع وخفض الجناح للمؤمنين والصبر والسماحة والرحمة والعفو والصفح فأحبته القلوب والأرواح، ولو كان فظاً غليظ القلب لأنفض الناس من حوله، مُلئ قلبه الشريف حباً لأمته عزيز عليه ما أعنتها وشق عليها، بالمؤمنين رؤوف رحيم، وكان أشدَّ ما يكون على هداية أمته حتى كاد أن يتلف نفسه فعزاه ربه وصبره وسلاه بأنه رسول وإنما عليه البلاغ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، ولا يحزنك قولهم ولا يضيق صدرك بما يقولون، نبي كريم قام لله فأنذر بقوة وثبات فبلغ رسالات ربه ولا فتر ولا توانى، وما أخذ على تبليغ رسالات ربه أجراً ولا عرضاً من الدنيا، ولم يكن من المتكلفين المتنطعين بل جاء بالسماحة والوسطية والاعتدال، ولم يكن بدعاً من الرسل ولم يأت بشيء من تلقاء نفسه بل مبلغ أمين عصمه ربه وكلاه بعينه من أن يضله الناس أو يضروه أو يزلقوه بأبصارهم أو يفتنوه عن بعض ما أنزل إليه ليفتري على ربه . وزاد الشيخ خالد الغامدي يقول : إن الرسول عليه السلام يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنه إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، نجاه الله من مكر الماكرين وكيدهم، ونصره إذ أخرجه الذين كفرو من قريته التي أحب، وأيده بجنود لم تروها وأنزل عليه سكينته وثبته وأثنى على شجاعته ورباطة جأشه أمره ربه بالعدل فحكم وما جار وما كان للخآئنين خصيماً، بشرت به الرسل وأُخذ عليهم الميثاق إذا جاءكم محمد أن تؤمنوا به وتنصروه، وهو مكتوبٌ عندهم في التوراة والإنجيل، من أبغضه وكره سنته فهو الأبتر المقطوع، ومن آذاه فعليه اللعنة والعذاب الأليم... شرَّف الله أهل بيته وأبعد عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وأعلى قدر نساءه وفضلهم على نساء العالمين (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء )، وعظم شأن صحابته الكرام وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار رضي عنهم وتاب عليهم . وأشار فضيلته إلى ما تحدث به القرآن الكريم من أساليب مشرقة متألقة عن جهاده صلى الله عليه وسلم ومغازيه وكيف كان يعالج أسباب النصر والهزيمة بطريقة فذة مدهشة وما جاء في ذكر معركة بدر والأحزاب وحنين، إلى أحد وصلح الحديبية وفتح مكة وغزوة تبوك، وبعض الأحداث المهمة في سيرته، كحادثة الفيل، والهجرة المباركة، وإبطال التبني، وحادثة الإفك الشهيرة، وتشريع الاستئذان والحجاب وحادثة الإسراء والمعراج، والإشارة إلى قرب أجله في سورة النصر، وغير ذلك من الأحداث والقضايا التي أفاض فيها القرآن بإعجاز وبيان لا مثيل له . // يتبع // 15:41 ت م تغريد
مشاركة :