تراجعت أسعار النفط، اليوم الإثنين، بعد أن أجرت السعودية تخفيضات حادة في أسعار عقود الخام للمشترين الآسيويين وهو ما جدد القلق بشأن آفاق الطلب. وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول منخفضة 39 سنتا، أو 0.54%، لتسجل عند التسوية 72.22 دولار للبرميل. وهبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط في آخر تداول لها 40 سنتا إلى 68.89 دولار للبرميل. وأخطرت مجموعة “أرامكو” السعودية النفطية المملوكة للدولة الزبائن في بيان، يوم الأحد، أنها ستخفض سعر البيع الرسمي لعقود أكتوبر/تشرين الأول لكل خاماتها إلى آسيا، أكبر منطقة مشترية للنفط السعودية، بما لا يقل عن دولار للبرميل. وجاءت تخفيضات الأسعار أكبر من المتوقع، على أساس استطلاع أجرته رويترز بين شركات تكرير آسيوية. وقال رئيس أسواق النفط في رايستاد إنريجي، بيونار تونهوجن: “عندما يخًفض العملاق السعودي أسعاره للبيع إلى آسيا لشهر أكتوبر، بما يشير إلى أنه يرى أن العلاقة بين العرض والطلب تتغير قليلا، فإن التجار لا يمكنهم إلا أن يواصلوا ذلك المسار اليوم”. وتتزايد إمدادات النفط العالمية بينما ترفع منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، فيما يعرف بمجموعة “أوبك+”، الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر بين أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول. وقال جيفري هالي كبير محللي السوق لمنطقة آسيا-الباسفيك في (او إيه إن دي إيه) للسمسرة “بالنظر إلى أن (أوبك+) تواصل خطتها لزيادة الإنتاج شهريا، رغم بيانات ضعيفة من الصين والولايات المتحدة تزيد مخاوف التباطؤ، وبحث السعودية عن حصة سوقية في المنطقة، فإن من المرجح أن يبقى النفط تحت ضغط”. ومما قيّد خسائر النفط في جلسة يوم الإثنين مخاوف من أن المعروض الأمريكي سيبقى محدودا في أعقاب الإعصار أيدا. وتفرج الحكومة الأمريكية عن خام من الاحتياطي البترولي الإستراتيجي بينما يواجه إنتاج النفط في الجانب الأمريكي من خليج المكسيك صعوبة في التعافي. وقال مكتب سلامة وحماية البيئة في الولايات المتحدة يوم الإثنين ان حوالي 1.5 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك ما زال متوقفا بعد الإعصار أيدا. وما زال 1.8 مليار قدم مكعبة يوميا من إنتاج الغاز الطبيعي متوقفا أيضا. ودفع الإعصار شركات الطاقة الأمريكية إلى خفض عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي العاملة للمرة الأولى في خمسة أسابيع، بحسب بيانات من شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية يوم الجمعة. وسجل عدد حفارات النفط الأسبوع الماضي أكبر هبوط منذ يونيو حزيران 2020 .
مشاركة :