لا يزال مجال الألعاب الإلكترونية يحقق نمو كبيرا عاما بعد عام، حيث أشارت تقديرات شركة Newzoo للأبحاث إلى أن سوق الألعاب العالمية لعام 2021 ستحقق إيرادات تبلغ 175.8 مليار دولار، وبوجود 2.9 مليار لاعب حول العالم. وكان عام 2020 استثنائيا بالنسبة إلى سوق الألعاب خاصة مع إجراءات الإغلاق المتعلقة بجائحة كوفيد - 19 الذي أسهمت في رفع الاهتمام بالألعاب بشكل كبير على مستوى العالم، حيث أثرت عمليات الإغلاق في النصف الأول من عام 2020 على طريقة عمل الجميع تقريبا، ولم تكن استوديوهات الألعاب استثناء. ومن المتوقع أن تنخفض سوق ألعاب الكمبيوتر الشخصي 2.8 في المائة على أساس سنوي لتبلغ 35.9 مليار دولار في عام 2021، وبالنسبة إلى أجهزة الألعاب فمن المتوقع انخفاض السوق 9.8 في المائة لتصل إلى 49.2 مليار دولار، وستستمر سوق الألعاب في النمو في الأعوام التالية، بما يتجاوز 200 مليار دولار في نهاية عام 2023، وبحلول ذلك الوقت، توقعت Newzoo أن تنمو سوق الألعاب بمعدل نمو سنوي مركب 7.2 في المائة بين عامي 2019 و2023 إلى 204.6 مليار دولار. وبينما كانت التوقعات تشير إلى نمو ثابت حتى عام 2023، إلا أن الأمر اختلف مع عودة الحياة إلى طبيعتها حيث تركز النمو في فترة الإغلاق خلال النصف الأول من عام 2020، بالنظر إلى المستقبل، فمن المتوقع أن تحقق سوق الألعاب في عام 2023 قيمة 204.6 مليار دولار. ومع هذا النمو، لا يزال مجرمو الإنترنت يقومون بشن هجماتهم على اللاعبين، حيث كشف تقرير لإحدى شركات أمن المعلومات عن رصد أكثر من 5.8 مليون هجوم شنت ببرمجيات خبيثة وبأخرى غير مرغوب فيها متخفية على هيئة ألعاب حاسوب شائعة، وذلك في الربع الثالث من عام 2020 حتى الربع الثاني من عام 2021، وربما يعزى الحجم المتزايد من هذا النوع من الهجمات إلى النمو السريع الذي حصل في ممارسة ألعاب الحاسوب أثناء فترة الإغلاقات التي فرضتها جائحة كورونا. وتخفت البرمجيات الخبيثة على هيئة أكثر 24 لعبة من ألعاب الحاسوب الرائجة وأهم عشر ألعاب مخصصة للهواتف المحمولة، وذلك في عام 2021، من أجل الحصول على صورة واضحة للتوجهات التي سادت في هذا المجال. وأظهرت النتائج أن التهديدات الرقمية المتعلقة بألعاب الحاسوب ارتفعت مع بدايات الشروع في عمليات الإغلاق حول العالم في الربع الثاني من عام 2020 إلى 2.48 مليون حالة في جميع أنحاء العالم، بزيادة قدرها 66 في المائة مقارنة بالربع الأول من 2020 الذي اكتشف فيه 1.48 مليون هجوم. ومن المثير للاهتمام أن عدد الهجمات والمستخدمين المتضررين شهد انخفاضا حادا في الربع الثاني من 2021 إلى 636،904 هجمات فقط. وفي المقابل، أظهرت ألعاب الهواتف المحمولة توجها مختلفا قليلا، إذ زاد عدد المستخدمين المتأثرين بالهجمات 185 في المائة في بداية الجائحة، من 1،138 مستخدما في شباط (فبراير) 2020 إلى 3،253 مستخدما في آذار (مارس) 2020، وعلاوة على ذلك، فإن عدد مستخدمي الألعاب على الهواتف المحمولة لم يشهد انخفاضا ملحوظا بعد موجتي الجائحة، إذ أظهر انخفاضا في المتوسط بلغ 10 في المائة فقط في عدد المستخدمين الذين تعرضوا للهجوم شهريا في الربع الثاني من 2020 مقابل الربع الثاني من 2021، وقد أظهر هذا أن التهديدات التي استهدفت الهواتف المحمولة ظلت جذابة لمجرمي الإنترنت حتى مع إنهاء الإغلاقات حول العالم.