يعيش في اللد نحو 80 ألف شخص، ثلثهم من فلسطينيي الداخل، وهم من أحفاد الفلسطينيين الذين بقوا في بيوتهم بعد قيام إسرائيل في العام 1948. واعتاد الجانبان العيش المشترك لسنوات رغم شكوى العرب من عدم المساواة مع أقرانهم اليهود في السكن والأراضي. وكانت أعمال الشغب والعنف في أيار/مايو غير مسبوقة، وجاءت احتجاجا على مواجهات في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، على خلفية تهديد بطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح لصالح جمعيات استيطانية. تنازلات قضائية من شأنها أن تمنع إجلاء عشرات الفلسطينيين من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية إخلاء منازل في قرى عند أطراف القدس بسبب حريق ضخم شاهد هبّة أهل القدس في مواجهة المستوطنين أثناء مسيرة الأعلام قرب باب العامود وامتد النزاع إلى قطاع غزة متسببا في تصعيد دام بين إسرائيل والفصائل المسلحة استمر 11 يوما، ومخلفا قتلى وجرحى في صفوف الجانبين ودمارا هائلا. بالنسبة ليهوشع، "لم يحصل في اللد أي شيء مثل هذا منذ 70 عاما". وبين العرب المشتبه بهم في قتل إيغال، فلسطينيون من سكان الضفة الغربية المحتلة وخمسة مواطنين عرب في إسرائيل. وتشير الاتهامات إلى أن الحجارة التي ألقاها المتهمون نحو سيارة يهوشع أدت إلى تهشّم الزجاج الأمامي وإصابته في رأسه. ويقول يهوشع إنه يحضر كل جلسات محاكمة قتلة شقيقه، ويضيف قوله: "أؤمن بالقانون وأؤمن بأن قوات الأمن ستلقي القبض على أولئك الأشخاص وتحاكمهم بما يستحقون". وكانت الشرطة استجوبت أربعة يهود يشتبه بإطلاقهم النار على حسونة، لكنها أطلقت سراحهم في وقت لاحق. ويرى حسونة الذي يتحدث عن "تمييز" في تطبيق العدالة، أن إسرائيل "ترى أنه من الطبيعي جدا أن يموت العرب بدم بارد". وأكدت الشرطة الإسرائيلية لفرانس برس توقيف 154 شخصا، بينهم 120 عربيا على صلة ب"الاضطرابات" التي شهدتها اللد، وقالت إنها تحقق "في كل حالة عنف وقتل بدقة واحترافية دون أي علاقة بخلفية المشتبه به أو الضحية". موجة عنف ويقول مدير مركز "مساواة" لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل جعفر فرح لوكالة فرانس برس: "هناك تطبيق انتقائي للقانون عندما يتعلق الأمر بالمواطنين العرب". وبحسب المركز الذي يديره فرح، اعتقلت الشرطة أكثر من 2300 عربي منذ أيار/مايو، مقابل 180 يهوديا. وهذه الأرقام غير رسمية، لكن وزارة العدل قالت إنها اصدرت 515 لائحة اتهام في جرائم متنوعة، وإن المتهمين اليهود يشكلون 13 في المئة منها. ومن بين المعتقلين شقيق موسى أيوب (29 عاما) الذي لا يزال في السجن بعد اعتقاله في حزيران/يونيو بسبب ما وصفها والده بأنها تهم وهمية. وفي تموز/يوليو، طلب حسونة العدالة لابنه أمام البرلمان الإسرائيلي، ملقيا باللوم على رئيس بلدية اللد يائير ريفيفو، الذي دعا اليهود إلى الخروج بالسلاح. وقال حسونة أمام أعضاء الكنيست: "لو لم يكن هناك يائير ريفيفو لبقي الهدوء مسيطرا". وفي طريق عودته إلى منزله، يقول حسونة إنه تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس البلدية الذي هدده بمقاضاته ومصادرة ممتلكاته. واستمعت وكالة فرانس برس إلى ما قال حسونة إنه تسجيل للمكالمة، ويسمع فيه ريفيفو وهو يقول لحسونة "احترسوا مني". تبرع بالأعضاء ويقول يهوشع إنه أمضى ستة أيام في المستشفى بجانب شقيقه قبل إعلان وفاته، وتبرعت عائلته بأعضائه، ومن بين المستفيدين من تلك الأعضاء، فلسطينية من القدس الشرقية حصلت على كلية. بعدها، عاد يهوشع لعمله في شركة المياه، ويقول إن قناة تلفزيونية تجارية عرضت عليه إنتاج فيلم وثائقي عن شقيقه. أما حسونة فيقول إنه يعمل على تربية أحفاده ومن بينهم أبناء موسى وأبناء ابنين آخرين يقبعان في السجن. ويقول حسونة إن عمله في تشغيل الجرارات لا يغطي نفقاته، ويضيف: "لا أحد يساعدني، أبلغ من العمر 62 عاما وأعاني من أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم". ويتابع: "أخشى أن أنهار وستعاني أسرتي من مشكلة". لكنه يقول إنه وفي وسط الأزمة، يجد العزاء في صديقه الجديد، قائلا: "عندما أرى إيفي أتذكر إيغال وأشعر بالأمان ويهدأ قلبي". أما يهوشع فيقول من جهته عن علاقته بحسونة: "أصبحت رجلا أفضل منذ أن التقينا"، مضيفا "إذا كان بإمكاني أن أكون معه ومع ألمه، فهذه رسالة جيدة للجميع بألا يكرهوا".
مشاركة :