لندن رويترز: تعتقد شركة فيتول أكبر شركة لتجارة النفط في العالم أن الخام سيجد صعوبة في تخطي مستوى 60 دولارا للبرميل العام المقبل إذ أن عودة الإنتاج الإيراني للسوق وربما الليبي ستؤدي لتفاقم تأثير تباطؤ الطلب العالمي. ونزل سعر النفط إلى النصف على مدى 12 شهرا مضت ويرجع ذلك في الأساس لمستويات إنتاج غير مسبوقة من عدد من الدول الكبرى المصدرة للخام إلى جانب تباطؤ الطلب من الصين ودول اخرى مستهلكة للسلع الأولية مثل البرازيل وروسيا. وقال ايان تايلور الرئيس التنفيذي لفيتول إن الشركة تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بواقع 1.35 مليون برميل يوميا في 2015 انخفاضا من 1.7 مليون في العام الجاري. وشجعت أسعار النفط المنخفضة المصافي على بلوغ مستويات تشغيل قياسية ولكن لم يكن هذا كافيا لامتصاص الفائض في السوق ولذا استقر السعر دون 50 دولارا للبرميل في معظم فترات النصف الثاني من العام الجاري. وتوقع تايلور نمو الاستهلاك في الصين العام المقبل ولكنه رجح أن تقل وتيرة نمو الطلب العالمي عن المستويات التي شهدها العام الحالي. وتابع قائلا في قمة رويترز السنوية للسلع الأولية "هل سنحصل على 1.7 مليون برميل يوميا في 2016؟ لا ، لا أعتقد ذلك وذلك أحد الأسباب التي تدعو للقلق. إذ حصلنا على (نمو) 1.7 مليون برميل يوميا في 2016 بوسعنا بلوغ 60 دولارا للبرميل بسهولة. "هل أتوقع صعودا كبيرا العام المقبل؟ ساندهش بعض الشيء اذا تجاوزنا مستوى 60 دولارا بحلول نهاية 2016" . وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب بواقع 1.21 مليون برميل يوميا في 2016. واستبعد تايلور أن يسفر اجتماع أوبك في اوائل ديسمبر عن أي تغيير في موقف المنظمة الرامي للحفاظ على حصتها في السوق من خلال ضخ كميات قياسية من النفط وأدت الاستراتيجية لتفاقم تخمة المعروض في السوق العالمية. وقال "لا اتوقع ذلك ولكن بكل تأكيد لن أراهن كثيرا على ذلك. لا يزال أمرا ممكنا ولكن ينبغي أن تخفض السعودية 500 ألف برميل يوميا لتصيب السوق بصدمة حقيقية نوعا ما" . وأكثر ما يثير حيرة شركات تجارة السلع الأولية مدى سرعة عودة إيران إلى الأسواق العالمية حينما ترفع العقوبات الدولية عليها. ويجمع مسؤولون في القطاع على أن صادرات إيران سترتفع ما بين 300 و500 ألف برميل يوميا بحلول الربيع المقبل. وقال تايلور "سيدور صراع للفوز بحصة في السوق لاسيما في اسيا والشرق الأوسط إلى حد ما. سيكون من الصعب بيع هذا النفط (الإيراني). لأعتقد أن الأمر سيتوقف إلى حد كبير على مدى تراجع الإنتاج الأمريكي في ذلك الحين" . وتكبد منتجو النفط الصخري الأمريكي أفدح الخسائر في الحرب التي شنتها أوبك للحافظ على حصتها في السوق على مدى العام المنصرم ويتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن أكبر خفض للإنتاج على الانطلاق في نوفمبر.
مشاركة :