تقدم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم باقتراح أمام المؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات يتعلق بتشكيل لجنة برلمانية دولية بغرض بحث الأفكار المتعلقة بموضوع كيفية ضمان عدم اساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي مع الحفاظ على قيم الحرية والديمقراطية. جاء ذلك خلال كلمة للغانم أمام جلسة المناقشة الثالثة للمؤتمر المنعقد في العاصمة النمساوية فيينا والتي ناقشت موضوع «مكافحة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على شبكة الانترنت تتطلب لوائح تنظيمية». وقال الغانم «أود هنا أن اتقدم باقتراح إلى اجتماعكم يتعلق بتشكيل لجنة تضم ممثلين عن كافة المجموعات الجيوسياسية بغرض بحث كافة الأفكار المتعلقة بالموضوع تضمن التوازن بين الحفاظ على قيم الحرية والديمقراطية وبين السعي في ذات الوقت الى ضمان عدم استخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل سيء ومدمر». وأضاف الغانم «علينا ونحن نبحث هذا الموضوع تثبيت نقاط أساسية تكون بمثابة إعلان مبادئ عامة، أولها مراعاة التوازن بين أي إجراء قانوني ولائحي، وبين التأكد من عدم المس بأي مبدأ ديمقراطي، خاصة فيما يتعلق بحرية الرأي». وذكر الغانم «ثانيا، ضرورة التوجه الى عالمية الإتفاق على الخطوط العامة، بحيث لا تصبح الدول جزرا معزولة، فما يتم تداوله في الانترنت بطبعه، سريع الانتشار، ولا يعترف بجغرافيا وحدود، ولا يعبأ بالخصوصيات بكل أنواعها، الوطنية والدينية والعرقية وغيرها». واستطرد الغانم قائلا «ثالثا ضرورة التأكيد على إنه لا توجد وصفة جاهزة فيما يتعلق باللوائح التنظيمية المتعلقة بغربلة المواد الخطرة التي يتم تداولها في منصات التواصل الاجتماعي، وعليه فإن النقاش حول هذا الموضوع يجب أن يتواصل بين كافة الأطراف المعنية، الدول، حكومات وبرلمانات، الشركات المصنعة والمديرة لهذه المنصات، النخب المجتمعية والثقافية، وغيرها». وأكد الغانم أن وسائل التواصل الإجتماعي في مجملها، ظاهرة إيجابية ومشجعة، وأعطت زخما للحرية والديمقراطية، وساهمت في كشف العديد من الممارسات الخاطئة، مضيفا «نحن جميعا كبرلمانيين استفدنا منها في تواصلنا مع الناس، لكن لكل فسحة حرية، مسؤولية تقابلها، ولكل رخصة ديمقراطية، هناك احتمال لسوء استخدامها». وقال الغانم «بناء الوعي أمر مهم، لكنه عملية طويلة الأمد، وأكثر ما نخشاه هو إننا بتسامحنا مع الخطاب المثير للكراهية والعنصرية وخطاب التقسيم والإلغاء والإقصاء بحجة الحرية، يمكن أن نساهم دون أن ندري في تدمير مجتمعاتنا وأخذها إلى المجهول». وأضاف الغانم «إذ نتحدث عن وسائل التواصل الاجتماعي، لا نتحدث بالضرورة عن أشخاص لهم شخصية اعتبارية معروفة ومعرّفة، بل في غالب الأحيان نتعامل مع كيانات مجهولة، أجهزة استخبارات، عصابات، إرهابيون، أشخاص موتورون ومسكونون بعقد نقص، وغيرها.. ومع تلك الفئات، يصبح الحديث عن الحرية وبناء الوعي والتربية المتراكمة، حديثا عبثياً لذلك يجب أخذ هذا الملف على محمل الجد». ودعا الغانم إلى مزيد من النقاش والعصف الذهني وتبادل الخبرات فيما يتعلق بها الملف، سواء على مستوى اجتماعات الرؤساء، أو على مستوى البرلمانيين وورش العمل البرلمانية المتخصصة. وأعرب الغانم عن شكره للقائمين على المؤتمر اختيار هذا موضوع «مكافحة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على شبكة الانترنت تتطلب لوائح تنظيمية أقوي» من ضمن الموضوعات التي ستبحث في المناقشة العامة.
مشاركة :