أكّد عضو مجلس الشورى، رئيس لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية د. هادي بن علي اليامي أنّ القضايا الأخيرة التي كشفت عنها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد تأتي في ظل إصرار الدولة على استئصال هذا الوباء، وجلب المسؤولين عنه إلى منصات العدالة، مهما كان حجمهم، وأينما تعددت أماكن عملهم، وهذا الإصرار بمثل ما يؤكد أن سيف الحق سيطال "الهوامير" الكبار، فإن الصغار أيضا ليسوا بمنأى عن الملاحقة والمحاكمة. وقال د. اليامي القضايا التي كشفتها الهيئة تحمل مضامين عديدة ينبغي التوقف عندها واستيعاب معانيها، فعدد كبير ممن تم إيقافهم وتوجيه اللوم لهم هم ضباط في مؤسسات عسكرية وأمنية وقضائية، بعضهم برتب رفيعة، فإذا كان هؤلاء في مرمى العدالة فذلك يعني بوضوح أنه لا يوجد من هم أكبر من المحاسبة، وهذا يؤكد المقولة الخالدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بأن سيف العدالة سوف يطال المفسدين (كائنا من كان)، وهو ما أكد عليه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - بأن كل من تورط في قضايا الفساد لن ينجو. وأضاف د. اليامي وكذلك إذا توهم بعض (الصغار) أنه يمكنهم الإفلات من العدالة لأن المبالغ التي اكتسبوها بطرق غير مشروعة هي مبالغ بسيطة، فهذا يعني أنهم لم يستوعبوا الدرس، ولم يعلموا أن القيادة تحرص على اجتثاث الداء من جذوره، وأن المفسد يتساوى في نظر القانون سواء سرق ريالا أو ملايين الريالات، فكلها جرائم ومعظم النار - كما يقولون - من مستصغر الشرر. وقال د. اليامي: من العبر التي يمكن استخلاصها من بيان الهيئة الأخير أن استغلال النفوذ أو استخدام أصحاب المناصب الرفيعة لمكانتهم سوف يجلبهم إلى منصات القضاء، حتى ولو لم يتورطوا بصورة مباشرة، فالفساد الإداري شديد الخطورة ولا يقل في آثاره السيئة عن الفساد المالي، بل ربما يفوقه سوءا لأنه يغطي على اللصوص ويوقف إجراءات ملاحقتهم أو محاكمتهم. وأضاف: الآن تؤكد هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بصورة قاطعة أنه حتى الكيانات والمؤسسات الأمنية والعسكرية بمختلف درجاتها وتخصصاتها ليست بعيدة عن المراجعة والتحقيق، وأن كل منسوبيها سواسية مع بقية المواطنين أمام القانون. وأردف د. اليامي: في السابق ربما لم يكن أحد يتوقع أن تتم مراجعة حسابات ومشاريع تلك المؤسسات لأهميتها وخصوصيتها، لكن في عهد سلمان الحزم، وعضيده الأمير محمد بن سلمان فإنه لا يوجد مستحيل، ولا حصانة لمرتشٍ، ولا حماية لمفسد. ووجه عضو مجلس الشورى التحية لـ"نزاهة" على العمل المميز، داعيا كافة فئات المجتمع للتجاوب مع جهودها المميزة ونداءاتها المتكررة للمواطنين والمقيمين بالإبلاغ عن شبهات الفساد، حتى يكون ذلك جزءا من ثقافة المجتمع، يشارك فيه الجميع، كلٌ في موقعه وحسب قدرته، لننعم بوطن خالٍ من الفساد.
مشاركة :