ثمن رئيس جامعة شقراء الأستاذ الدكتور علي بن محمد السيف، الجهود التي تبذلها وزارة التعليم للارتقاء بكليات وأقسام التمريض وتطويرها، بدعم كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين –حفظهما الله- لافتًا إلى أن الوزارة تعكف حاليًا على تهيئة أقسام وكليات التمريض للعمل على سد حاجة القطاع الصحي بالمملكة إلى ممرضين وممرضات، خاصة في ظل الأوضاع الصحية التي فرضتها جائحة كورونا. مشيدًا بدور الممرضين في التصدي لفيروس كوفيد 19، حيث كانوا جنباً إلى جنب مع الأطباء وضربوا أروع الأمثلة في التضحية وأداء الواجب نحو وطنهم ومجتمعهم. جاء ذلك خلال رعاية رئيس الجامعة للقاء العلمي الذي أقامته بكلية العلوم الطبية العلوم الطبية التطبيقية بشقراء، ممثلة في قسم علوم التمريض، بعنوان "التعليم والأبحاث في التمريض في المملكة: الحاضر والمستقبل"، أمس الثلاثاء 30/01/1443هـ، ويستمر على مدى يومين عبر الاتصال المرئي، وبمشاركة نخبة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية. وبين السيف، خلال كلمته، أن وزارة التعليم تسعى لتطوير مخرجات كليات وأقسام التمريض وتعمل على رفع كفاءة الممارسين الصحيين ،بمتابعة مستمرة من معالي وزير التعليم الأستاذ الدكتور حمد آل الشيخ، الذي يتابع بشكل شخصي هذا التوجه ويشجع على زيادة القبول في هذه الكليات، وذلك تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030 للوصول لمستهدفات التحول الوطني ليكون لدينا 70 ممرضًا وممرضة لكل عشرة آلاف فرد في المجتمع. مشيرًا إلى أن تحقيق هذه المتطلبات يستوجب العمل الجماعي يدًا بيد لسد هذه الفجوة، ولذا فإن جامعة شقراء تعمل على تخريج كوادر وطنية في مهنة التمريض لسد حاجة المجتمع لهم. وبدأ اللقاء العلمي للتمريض في يومه الأول، الذي أداره الدكتور فهد الهويمل رئيس قسم علوم التمريض بكلية العلوم الطبية التطبيقية بالجامعة، بالترحيب بالحضور والمتحدثين، وبعد ذلك تم تقديم لمحة تاريخية حول مهنة التمريض. ثم كلمة ترحيبية من عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية بشقراء الدكتور سامر الحربي، رحب خلالها بالحضور ثم قدم نبذة عن اللقاء الذي يعد أحد مبادرات جامعة شقراء من أجل دعم المتخصصين في مجال التمريض للرفع من كفاءة مهنة التمريض. بعد ذلك، تحدث الدكتور بندر البقعاوي الأستاذ المشارك وعميد كلية التمريض بجامعة حائل، حول "اختبار رخصة ممارسة مهنة التمريض مفاتيح للتحضير والنجاح لأعضاء هيئة التدريس والطلاب"، تناول خلالها أهمية التحضير والتجهيز للاختبار الخاص بهيئة التخصصات الصحية حيث تحدث عن أهمية الاختبار وعن أهم المعايير الخاصة بالاختبار والمتطلبات اللازمة لاجتيازه. لافتًا إلى أن طلبة التمريض عليهم مسؤولية كبيرة في التحضير لاختبار الرخصة المهنية من اليوم الأول لانضمامهم للدراسة في تخصص التمريض، حيث إن الممارسة للأسئلة والتدريب المستمر تساعد الطلبة على تخطي الاختبار. ثم شاركت الدكتورة سمى حماد وكلية كلية التمريض للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، والتي تحدثت عن "أبحاث التمريض وخدمة المجتمع في المملكة من خلال نظرة مستقبلية"، مشيدة بدعم قيادة المملكة لمهنة التمريض، ومؤكدة على أن الرؤية الواضحة في المملكة ساهمت في تحقيق إنجازات بحثية وخدمات مجتمعية ملحوظة في المجال. تحدث بعد ذلك، الدكتور منير المطيري الأستاذ المساعد بكلية التمريض بجامعة الملك سعود، تحت محور التعلم القائم على تحقيق الكفايات التعليمية في التمريض. حيث سلط الضوء على النمط التقليدي في التعليم، مبينًا أن النمط السائد في التعلم التقليدي هو المحاضرة وأضاف بأن اختبارات هيئة التخصصات الصحية هي التي تحدد مستوى الطالب بعد اجتيازه للبرامج وتطرق المطيري إلى احتياج سوق العمل من الممرضين وضرورة سد هذه الحاجة. كما تطرق للحديث حول نمط التعليم القائم على الكفايات التعليمية، وعن تاريخه ونشأته، كما تطرق المطيري إلى المهارات التي يجب على الطالب أن يتحلى بها، واختتم حديثه بتقديم نموذج وطني لبرامج التمريض بالبكالوريوس والدراسات العليا. وأوضح "المطيري" أن توصيات الجمعية الأمريكية لكليات التمريض تؤكد على أهمية تطبيق ضوابط تعليمية تتبع نمط تعليمي قائم على تحقيق الكفايات التعليمية اللازمة لمتطلبات سوق العمل لتحقيق رعاية صحية آمنة وبجودة عالية. ومن جانبه، تحدث الدكتور أحمد نهاري الأستاذ المساعد بكلية التمريض بجامعة الملك سعود، حول محور أهمية الاعتمادات الأكاديمية، حيث قدم تعريفًا بالاعتماد المؤسسي والاعتماد البرامجي قائلاً بأن الاعتماد المؤسسي هو ما يمثل تطبيق المؤسسة للحد الأدنى من متطلبات الجودة. وبين بأن الاعتماد البرامجي يمثل تقييم البرامج بمؤسسة ما والتأكد من جودة هذه البرامج ومدى تناسبها مع مستوى الشهادة الممنوحة، كما استعرض الفوائد المباشرة للحصول على الاعتماد البرامجي موضحًا الفوائد منه، مستعرضًا للتجربة الغربية في نشأة الاعتماد الأكاديمي. مبينًا بأن الاعتماد البرامجي يساهم في تقليل الفجوة في الاختبارات المعيارية المباشرة، ويرفع مخرجات التعليم لمستوى مقبول في مرحلة معينة، وهو يساهم في زيادة نسبة التوافق بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل. مشددًا على أنه يجب ألا تكون الغاية من الحصول على الاعتماد البرامجي هو فقط الحصول عليه،لأنه بحد ذاته غير كاف لتحقيق الأهداف المستقبلية للتمريض،بل يجب أن ينظر إليه كوسيلة لضبط المعيارية وتلبية متطلبات سوق العمل. واختتم اليوم الأول من اللقاء بمشاركة الدكتور ناهض القويز الأستاذ المشارك وعميد كلية العلوم الطبية التطبيقية بالدوادمي بجامعة شقراء، والتي جاءت بعنوان "تعليم التمريض في المحافظات الطرفية الفرص والتحديات"، قدم خلالها حقائق حول مهنة التمريض. مبينًا بأن مهنة التمريض من أكثر المهن المعرضة للانكشاف المهني محليًا وعالميًا، كما تحدث عن توطين مهنة التمريض بالمملكة عبر المعاهد الصحية وما تلاها من إنشاء للكليات والجامعات وتطرق إلى احتياجات الطالب في المحافظات الطرفية مع تقديم الحلول لذلك. كما تحدث عن إطلاق برنامج "ولي العهد" للتمريض، مبينًا أن الجامعات قد قطعت شوطًا كبيرًا في تحسين جودة التعليم وآن الأوان لزيادة العمل على رفع جودة التدريب في التخصصات الصحية خصوصا في المحافظات الطرفية، بما يساهم في تحقيق معايير الجودة التدريبية في التخصصات الصحية.
مشاركة :