اختتمت، أمس، فعاليات الجلسة الافتراضية الثالثة ضمن «سلسلة جلسات قمة المستقبل الرقمي»، والتي ناقشت مستقبل البيانات ودورها الحيوي في بناء الاقتصاد الرقمي وتطوير منظومات العمل الحكومي. وأكد الدكتور محمد عبدالحميد العسكر، خلال الجلسة الافتراضية الثالثة، أن جلسة، أمس، مثلت منصة حوارية ناجحة تم من خلالها تسليط الضوء على عددٍ من الموضوعات المتعلقة بالبيانات والسبل الأمثل للاستفادة منها وتوظيفها في شتى القطاعات الحيوية، لافتاً إلى أنه لا يمكننا إدراك قيمة البيانات في الحوكمة ورسم السياسات التي تحقق أقصى قدرٍ من الكفاءة التشغيلية، من دون وجود استراتيجية واضحة وبنية بيانات مناسبة، بحيث يتم توظيفها بالشكل الأمثل للوصول إلى النتائج المرجوة. واستعرض العسكر، المدير العام لهيئة أبوظبي الرقمية مدى أهمية إدراك قيمة البيانات في القطاع الحكومي في عرضه التعريفي، وتحدث عن واقع ومستقبل البيانات، وأهمية الاستفادة منها وتوظيفها بالشكل الأمثل والتحديات القائمة في هذا المجال، إلى جانب ذكر أمثلة على تجارب كل من مملكة الدنمارك ومملكة تايلاند والمملكة المتحدة في هذا المضمار. وأضاف: «تمثل البيانات أدواتٍ بالغة الأهمية في وقتنا الراهن، حيث يمكن للحكومات تسخير قوة البيانات في تطوير مبادراتٍ من شأنها المساهمة في تلبية احتياجات مواطنيها بالشكل الأمثل، فضلاً عن كون البيانات تعزز قدرة الحكومات على إطلاق برامج واستراتيجيات اقتصادية تستوفي المتطلبات المُستقبلية، مؤكداً أهمية البيانات، باعتبارها من أهم الأصول التي تمتلكها الحكومات»، معرباً عن «سعادته بنجاح هذه الجلسة في توفير منصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات العالمية، ومعالجة عددٍ من المسائل والتحديات المطروحة». وأكدت الجلسة أن «مستقبل البيانات» لا يقتصر فقط على مسألة توافر مجموعات البيانات أو السجلات الفردية وجودتها، وإنما يتعلق الأمر بالترابط عبر مجموعات البيانات لمواجهة التحديات ودعم التحولات الرئيسية في المجتمع، من قبيل الحد من التغير المناخي، وهي تحولات لا يمكن دعمها بشكل فعال من خلال مجموعات البيانات فقط، وإنما يحتاج الأمر إلى قرارات تعتمد على البيانات مع إطلاق العنان لإمكانات المجتمع عبر الاستفادة من التقنيات الجديدة. وتطرقت الجلسة إلى أهمية البيانات في بناء الاقتصاد الرقمي، مؤكدين أن البيانات تمثل حالياً جوهر عملية صنع السياسات الحكومية العامة في عددٍ من بلدان العالم. وعقدت الجلسة بمشاركة وحضور 575 من الخبراء والشخصيات الريادية من مُختلف دول العالم، بالإضافة إلى ممثلين عن الشركات ومزودي الحلول الرقمية، ووسائل الإعلام، واستضافت دائرة الإسناد الحكومي، ممثلة بهيئة أبوظبي الرقمية، الجلسة الافتراضية الثالثة والتي عقدت بعنوان «مستقبل البيانات: كيف تطور الحكومات منظومة قائمة على البيانات»، وتولَّت تنظيمها شركة «ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط». وشهدت الجلسة مناقشات وحواراتٍ تفاعلية حول أحدث الاتجاهات ودراسات الحالة، إلى جانب الأُطُر التنظيمية والسياسات الكفيلة بتطوير المنظومات الحكومية القائمة على البيانات، وأكَّد المتحدثون والخبراء الدور المحوري للبيانات، باعتبارها ركيزةً أساسية لبناء اقتصادات المستقبل. وتضمنت قائمة المتحدثين في الجلسة كلاً من الدكتور محمد عبدالحميد العسكر، المدير العام لهيئة أبوظبي الرقمية، وكريستيان مولر، المدير العام لوكالة تزويد البيانات والكفاءة في الدنمارك، والدكتور مونساك سوشاروينتوم، نائب الرئيس لحلول البيانات في وكالة تطوير الحكومة الرقمية - تايلاند ودان هو، الرئيس التنفيذي لشركة «جي 42 كلاود»، بالإضافة إلى، جون شيريدان، المدير الرقمي في الأرشيف الوطني البريطاني.
مشاركة :