خلال العقد الماضي، ازداد الاعتماد الشديد على السلع الأساسية على الصعيد العالمي من 93 دولة في 2008 - 2009 إلى 101 دولة في 2018 - 2019، ما ترك نحو ثلثي الدول النامية عرضة للصدمات الاقتصادية مثل التقلبات الحادة في أسعار السلع الأساسية. تضع الذراع التجارية للأمم المتحدة الدولة في فئة "المعتمدة على تصدير السلع الأساسية" عندما يتكون أكثر من 60 في المائة من إجمالي صادراتها من السلع". وفقا لتقرير "حالة الاعتماد على السلع 2021" الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" أمس، فإن القيمة الاسمية لصادرات السلع العالمية بلغت 4.38 تريليون دولار في 2018 - 2019، بزيادة 700 مليار دولار "+ 19 في المائة" مقارنة بالفترة 2008 - 2009. خلال هذه الفترة، ظل الوقود يمثل مجموعة السلع الأكثر تصديرا، أو 63 في المائة من إجمالي صادرات السلع في 2008 - 2009 "17 في المائة من صادرات البضائع العالمية" و54 في المائة من إجمالي صادرات السلع في 2018 - 2019 "13 في المائة من إجمالي صادرات السلع العالمية". وانخفضت حصة الوقود في التجارة العالمية للسلع الأساسية بشكل كبير بسبب انخفاض الأسعار بين عامي 2008 - 2009 و2018 - 2019 "-22.3 في المائة" جنبا إلى جنب مع ارتفاع صادرات مجموعات السلع الأخرى. بين 2008 - 2009 و2018 - 2019 ارتفعت صادرات المنتجات الزراعية بنسبة 44 في المائة وزادت صادرات المعادن والخامات والفلزات "يشار إليها باسم صادرات التعدين" بأكثر من 50 في المائة بالقيمة الاسمية. ويشير تحليل الاتجاهات في أسعار السلع الأساسية إلى أن التغيرات في أسعار المعادن ربما تكون قد أسهمت في ارتفاع القيمة الإجمالية لصادرات التعدين بنحو 380 مليار دولار من 750.9 مليار دولار في 2008 - 2009 إلى 1.13 تريليون دولار في 2018 - 2019. فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية، هناك عوامل أخرى غير الأسعار لعبت دورا في زيادة قيمة الصادرات، على سبيل المثال، أسهم ارتفاع حجم الصادرات في نمو قيمة الصادرات من 627.9 مليار دولار في 2008 - 2009 إلى 901.8 مليار دولار في 2018 - 2019، على الرغم من انخفاض مؤشر أسعار الأونكتاد "-12 في المائة" خلال الفترة نفسها. وعموما، كانت هناك سبع دول - بينها مصر وإندونيسيا - معتمدة على السلع الأساسية في 2008 - 2009، لكنها لم تصبح كذلك في 2018 - 2019. على النقيض من ذلك، كانت هناك 15 دولة معتمدة على السلع الأساسية في 2018 - 2019، لكنها لم تكن كذلك في 2008 - 2009، مثل أفغانستان، البرازيل، اليونان، قيرغيزستان، مدغشقر، السودان، وجنوب السودان. في تقديمه التقرير في جنيف أمس، قال خانفيير نكورونزيزا رئيس السلع في "أونكتاد"، "الاعتماد على السلع يجعل الدول أكثر عرضة للصدمات الاقتصادية السلبية، ويكون له تأثير سلبي في الصادرات والعائدات المالية ويؤثر سلبا في التنمية الاقتصادية للدولة". الدول المتقدمة والاعتماد على السلع الأساسية في المتوسط، شكلت صادرات السلع في الدول المتقدمة ما يقرب من 23 في المائة من إجمالي صادرات البضائع في كل من 2008 - 2009 و2018 - 2019. في الفترة 2008 - 2009 كانت أربع دول فقط "10.5 في المائة من المجموعة" وفي 2018 - 2019 خمس دول فقط "13.2 في المائة" تعتمد على السلع الأساسية. وكانت أربع من هذه الدول هي نفسها في كلتا الفترتين: أستراليا وأيسلندا ونيوزيلندا والنرويج. في 2018 - 2019 أضيفت اليونان إلى المجموعة، بمتوسط معدل إعالة 61.3 في المائة، أعلى بقليل من عتبة الـ60 في المائة. على وجه الخصوص، اليونان، وكذلك بعض الدول النامية والاقتصادات التي تمر بمرحلة انتقالية، لديها معدل تبعية بالقرب من العتبة. بين بعض الدول المعتمدة على السلع الأساسية مصر "61.2 في المائة"، إندونيسيا "60.8 في المائة" نيكاراجوا "60.7 في المائة". من بين الدول المتقدمة التي تعتمد على السلع الأساسية، توجد ثلاث في أوروبا واثنتان في أوقيانوسيا. شكلت الصادرات السلعية أقل من 40 في المائة من إجمالي صادرات البضائع في 75 في المائة من الدول المتقدمة في الفترة 2008 - 2009. زادت نسبة الدول المتقدمة في هذه الحالة بين 2008 - 2009 و2018 - 2019 بنحو 3.7 نقطة مئوية، مما كانت عليه في 2008 - 2009". الدول النامية مستمرة في الاعتماد معظم الدول الذي كان يعتمد على السلع في 2008 - 2009 ظل كذلك في 2018 - 2019، ما يبرز استمرار هذه الظاهرة. علاوة على ذلك، الاعتماد على السلع الأساسية يميل إلى التأثير بشكل رئيس في الدول النامية، حيث تعد 87 منها معتمدة على السلع الأساسية في 2018 - 2019. من بين 101 دولة معتمدة على السلع الأساسية في 2018 - 2019 "تمثل 53 في المائة من الدول الأعضاء في أونكتاد"، اعتمدت 38 دولة على صادرات المنتجات الزراعية، و32 على صادرات التعدين و31 على الوقود. جغرافيا من الناحية الجغرافية، كان الاعتماد على تصدير السلع الأساسية في إفريقيا وأوقيانوسيا صارخا بشكل خاص، حيث يعتمد أكثر من ثلاثة أرباع الدول في كلتا المنطقتين على صادرات السلع إلى مستوى يتجاوز 70 في المائة من إجمالي عائدات تصدير البضائع. كما أنه مرتفع بشكل خاص في وسط إفريقيا وغرب إفريقيا، حيث يصل إلى نحو 95 في المائة. في كلتا المنطقتين الفرعيتين، كان جميع البلدان يعتمد على السلع الأساسية في 2018 - 2019، باستثناء جمهورية إفريقيا الوسطى. في أمريكا الجنوبية، كان مستوى اعتماد جميع الدول الـ12 على السلع الأساسية يزيد على 60 في المائة في 2018 - 2019، وبالنسبة إلى ثلاثة أرباع هذه الدول، تجاوزت حصة صادرات السلع من صادرات البضائع 80 في المائة. كانت آسيا الوسطى هي المنطقة دون الإقليمية ذات أعلى مستوى من الاعتماد على السلع الأساسية في آسيا، حيث بلغ متوسط حصة صادرات السلع من مجموع الصادرات أعلى من 85 في المائة في 2018 - 2019. عد جميع الدول الخمسة في المنطقة دون الإقليمية معتمدا على تصدير السلع الأساسية في 2018 - 2019. بين 2008 - 2009 و2018 - 2019، استورد خمسة شركاء تجاريين رئيسين ما يقرب من 40 في المائة من صادرات السلع العالمية. تغيرت حصصهم الفردية في إجمالي واردات السلع العالمية بين الفترتين، مع ذلك ظل أربعة شركاء تجاريين على حالهم في كل من 2008 - 2009 و2018 - 2019، هم الصين وألمانيا واليابان والولايات المتحدة. في منطقة غرب آسيا، كان نحو ثلثي الدول "11 من 17" يعتمدان على السلع الأساسية في 2018 - 2019 و2008 - 2009. كانت مجموعة الدول المعتمدة على السلع الأساسية في 2018 - 2019 هي نفسها التي كانت في الفترة 2008 - 2009. ارتفعت القيمة الإجمالية للسلع التي تصدرها الدول المعتمدة على السلع الأساسية في المنطقة بنسبة 13.8 في المائة، من 611.7 مليار دولار في 2008 - 2009 إلى 696.4 مليار دولار في 2018 - 2019. في الوقت نفسه، انخفض معدل الإعالة على السلع الأساسية بمقدار 7.1 نقطة مئوية، ليصل إلى 76.5 في المائة في 2018 - 2019. ويعتمد معظم الدول المعتمدة على السلع الأساسية "9 من 11" في المنطقة على الوقود بالنسبة إلى معظم صادرات البضائع، الاستثناء هو أرمينيا، التي تعتمد بشكل رئيس على المعادن والخامات والفلزات. وصنفت "أونكتاد" اعتماد دول العالم على السلع الأساسية بالشكل التالي: من صفر إلى 20 في المائة "معظم دول أوروبا، الصين، المكسيك"، من 20 إلى 40 في المائة "كندا، بيلاروسيا، أوكرانيا، إندونيسيا، ماليزيا، جنوب إفريقيا، أغلب دول أمريكا الوسطى"، من 40 إلى 60 في المائة "الولايات المتحدة، إسبانيا، بريطانيا، النرويج، فنلندا، المغرب، باكستان، الهند، تايلاند"، من 60 إلى 80 في المائة "روسيا، البرازيل، الأرجنتين، أستراليا، نيوزلندا، كولومبيا"، من 80 إلى 100 في المائة "شيلي، بيرو، إكوادور، بوليفيا، باراجواي، كازاخستان، منغوليا، فنزويلا، معظم الدول الإفريقية". ملامح إحصائية لـ 195 دولة عضوا يوفر التقرير - هو الإصدار الخامس من سلسلة "حالة الاعتماد على السلع الأساسية لـ"أونكتاد" - لمحات إحصائية عامة وملامح فردية مع معلومات متعلقة بالسلع الأساسية لجميع الدول الأعضاء الـ195 في المنظمة، مع تحليل شامل لأسباب وعواقب الاعتماد على السلع الأساسية ومناقشة السياسات حول التدابير اللازمة لمعالجتها على المديين القصير والطويل. وبعد أن بين التقرير الإحصائي مجموعة من المؤشرات حول التقنية لكل اقتصاد، حثت "أونكتاد" الدول النامية التي تعتمد اقتصاداتها على السلع الأساسية على تعزيز قدراتها التقنية للهرب من فخ السلع الأساسية الذي يترك معظم سكانها فقراء وضعفاء. وحذرت المنظمة من أنه من المرجح أن يظل معظم الدول محاصرا في المستقبل المنظور ما لم يمر "بعملية تحول هيكلي مدعوم بالتقنية". منتدى السلع العالمية جاء التقرير تمهيدا لمناقشات "منتدى السلع العالمية" الذي سيعقد من 13 إلى 15 أيلول (سبتمبر). والمنتدى، بدوره، سيكون ممهدا لمؤتمر أونكتاد الـ16 الذي يعقد كل أربعة أعوام، المقرر عقده من 3 إلى 7 تشرين الأول (أكتوبر) لمناقشة السياسة الدولية بشأن السلع الأساسية، ولا سيما بشأن التحديات والفرص المتاحة للدول النامية التي تعتمد على السلع الأساسية. وسيضم المؤتمر أربع جلسات مواضيعية ومائدة مستديرة رفيعة المستوى، تجمع بين الخبراء وصناع السياسات والممثلين السياسيين والمؤسسيين رفيعي المستوى من جميع مناطق العالم.
مشاركة :