كشف محللون أمريكيون أن تكلفة الخسائر الناتجة عن الإعصار إيدا وما تلاه يمكن أن تصل إلى 95 مليار دولار، معظمها في الولايات الشمالية الشرقية، التي ضربتها أمطار غزيرة، ما وضع العاصفة في فئة الأعاصير المميتة الأخرى، التي شلت المنطقة خلال الأعوام الأخيرة. وقدر جويل إن. مايرز، مؤسس "أكيو ويذر" ورئيسها التنفيذي، إجمالي الأضرار والخسائر الاقتصادية من إعصار إيدا بنحو 95 مليار دولار. وأعرب مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في موديز، عن تقديره للتكلفة الإجمالية للأضرار المادية، التي لحقت بالممتلكات والمباني والبنية التحتية العامة بسبب "إيدا" بما يصل إلى 50 مليار دولار، نصفها في الولايات الشمالية الشرقية للبلاد، حيث تسببت العاصفة في فيضانات وأعاصير أودت بحياة أكثر من 44 شخصا، من بينهم خمسة في منطقة فيلادلفيا. وقال زاندي إن الأضرار الناتجة عن "إيدا" بلغت بسعر الدولار نصف تكلفة الإعصار ساندي، الذي ضرب الساحل الشرقي 2012، وربع تكلفة إعصار كاترينا، الذي ضرب ساحل الخليج ونيو أورليانز 2005. وارتفع عدد قتلى الإعصار "إيدا" إلى 12 في ولاية لويزيانا الأمريكية، السبت، وذلك إضافة إلى عشرات القتلى، الذين سقطوا في الولايات، التي غمرتها الفيضانات في شمال شرق الولايات المتحدة، التي سيزورها الرئيس جو بايدن، هذا الأسبوع، لتقييم الأضرار. وكانت نيويورك ونيوجيرزي من بين الولايات الشمالية الأربع، التي أودى فيها الإعصار بحياة العشرات، وتسبب في توقف وسائل النقل العام في مدينة نيويورك. ووعدت شركات تشغيل وسائل النقل بإعادة بعض الخطوط قبل بدء أسبوع العمل غدا. وبحسب ما نقلته "الألمانية" عن صحيفة "فيلادلفيا انكوايرر"، قال البيت الأبيض إن بايدن سيزور نيوجيرزي ونيويورك، غدا الثلاثاء، بعد أيام فقط من سفره إلى لويزيانا، التي تضررت بشدة بعد وصول الإعصار إليها قبل أسبوع تقريبا. وقال البيت الأبيض إن رحلاته إلى الشمال الشرقي ستشمل مانفيل ونيوجيرزي ومنطقة كوينز في مدينة نيويورك. وأعلن بيل إدواردز؛ حاكم ولاية لويزيانا، في مؤتمر أن عدد القتلى المؤكدين بسبب العاصفة في لويزيانا ارتفع إلى 12 السبت. وحذر من أن هذه الأعداد قد تزداد لأن كثيرين يعتمدون في الحصول على الكهرباء على المولدات، التي تم إلقاء اللوم عليها في أربع وفيات من بين حالات الوفاة الـ12، وذلك بسبب أول أكسيد الكربون. وكبدت الكوارث الطبيعية الاقتصاد العالمي أكثر من 3.640 تريليون دولار خلال خمسة عقود، بما يعادل نحو 202 مليون دولار يوميا. وازداد عدد الكوارث على نحو كبير على مدى الأعوام الـ 50 الماضية، وتسبب في مزيد من الأضرار لكن عدد الوفيات تراجع بفضل تحسن أنظمة الإنذار، وفق ما أفاد تقرير عرضته الأمم المتحدة أخيرا. وبناء على أطلس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الذي يحصي عدد الوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الظواهر الجوية والمناخية والهيدرولوجية الشديدة من 1970 إلى 2019، فقد تضاعفت هذه الكوارث خمس مرات خلال هذه الفترة. ووفقا لـ"الفرنسية"، قال بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة الأممية في بيان "إن عدد الظواهر القصوى الجوية والمناخية والهيدرولوجية آخذة في الازدياد، وستصبح أكثر تكرارا وأكثر عنفا في أجزاء كثيرة من العالم". ورصدت في الإجمالي أكثر من 11 ألف كارثة منسوبة إلى هذه الظواهر على مدار العقود الخمسة الماضية في كل أنحاء العالم، ما تسبب في أكثر من مليوني وفاة وفي أضرار مادية بلغت 3.640 تريليون دولار. وتشمل كوارث كبيرة مثل الجفاف، الذي اجتاح إثيوبيا في 1983، الذي شهد أعلى نسبة وفيات ناتجة عن كارثة طبيعية، إذ أودى بحياة 300 ألف شخص. وكذلك، إعصار "إيدا"، الذي ضرب أخيرا لويزيانا وميسيسيبي، هو حالة نموذجية، يمكن أن يكون هذا الإعصار الكارثة الأكثر تكلفة في التاريخ متجاوزا إعصار كاترينا، الذي أغرق نيو أورلينز 2005 مخلفا أضرارا بقيمة 163.6 مليار دولار، لكنه تسبب فقط في حفنة من الوفيات، وفقا لتقييم أولي، بحسب تالاس.
مشاركة :