نظرة أكثر تفاؤلية للرؤساء التنفيذيين لأكبر الشركات حول العالم بشأن مستقبل أعمالهم، وعلى الرغم من إبطاء متحوّر دلتا لعودة الأعمال إلى «سياقها الطبيعي»، إلا أن معدلات ثقتهم بالاقتصاد العالمي عادت إلى مستويات لم نشهدها منذ بداية الجائحة. إن تقرير نظرة الرؤساء التنفيذيين لعام 2021 من شركة كي بي أم جي الذي سأل أكثر من 1.300 رئيس تنفيذي حول العالم حول استراتيجياتهم ونظرتهم للسنوات الثلاث القادمة، أظهر أن 60% من الرؤساء التنفيذيين هم على ثقة بأن الاقتصاد العالمي سيحقق نموًا خلال السنوات الثلاث المقبلة (بعد أن كانت هذه النسبة 42% في يناير/ فبراير بحسب الاستطلاع الأوّلي في ذلك الحين). تدفع التوقعات باقتصاد عالمي أقوى الرؤساء التنفيذيين إلى الاستثمار في توسيع الأعمال وتحويلها، ويشير 69% من المسؤولين التنفيذيين الرئيسيين إلى أن الرؤساء التنفيذيين إلى أن الطرق غير العضوية (مثل المشاريع المشتركة، وعمليات الاندماج والاستحواذ، والتحالفات الاستراتيجية) تشكّل استراتيجيات النمو الرئيسية لشركاتهم. أفاد غالبية (87%) القادة العالميين أنهم يسعون إلى القيام بعمليات استحواذ خلال السنوات الثلاث المقبلة من أجل مساعدة أعمال على النمو والتحوّل. وقد أظهر الاستطلاع أن 30% من الرؤساء التنفيذيين يخططون لاستثمار أكثر من 10% من إيراداتهم في إجراءات وبرامج الاستدامة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. من ناحيته، علّق جمال فخرو، الشريك التنفيذي في شركة كي بي أم جي في البحرين، قائلاً: «لا شكّ في أن السنة الماضية طرحت العديد من التحديات بالنسبة إلى الشركات في البحرين وعبر الأسواق العالمية. ولكن على الرغم من هذه التحديات، يحافظ الرؤساء التنفيذيون على تفاؤلهم وثقتهم بتعافي الاقتصاد. ووفقًا لهذا الاستطلاع، فإن قادة الأعمال يعملون بشكل نشط على تنمية عملياتهم التشغيلية، كما يعيدون النظر في مقاربات دخول السوق الخاصة بهم. وكل هذه الخطوات دليل على التخطيط لإعادة الأعمال إلى سابق عهدها. إلا أن الرؤساء التنفيذيين أشاروا إلى تشكيل المخاطر المرتبطة بسلسلة التوريد، والأمن السيبراني، وسلوكيات العملاء المتغيرة، والتغيّر المناخي/ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية بعض أبرز التهديدات للنمو في السوق». تحقيق هدف صفر انبعاثات كربون بدعم من الحكومة في ضوء التحديات الاجتماعية الاقتصادية، والاجتماعية، يضع أصحاب المصلحة ضغوطات كبيرة على الشركات لأخذ مشكلة التغيّر المناخي بالاعتبار وترك أثر إيجابي على المجتمع. وبالنتيجة، فإن أكثر من ربع (27%) قادة الأعمال قلقون من أن عدم الارتقاء إلى التوقعات المرتبطة بالتغيّر المناخي سيؤدي إلى عزوف الأسواق العامة عن الاستثمار في شركاتهم. هذا وقال أكثر من نصف (58%) الرؤساء التنفيذيين أنهم يواجهون طلبات متزايدة من أصحاب المصلحة (مثل المستثمرين، والجهات التنظيمية، والعملاء) لتقديم المزيد من المعلومات حول المسائل المرتبطة بالحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. 3 من أصل كل 4 مسؤولين تنفيذيين عالميين (77%) يعتقدون أن المحفزات الحكومية ستكون مطلوبة لتحقيق هدف صفر انبعاثات كربون على صعيد الشركات كافة. كما أن ثلاثة أرباع (75%) الرؤساء التنفيذيين العالميين يرون أن مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ يشكّل نقطة محورية لتسليط الضوء على ألحية تنفيذ أجندة التغيّر المناخي. وقد أظهر البحث أن غرض الشركة أي قيمها وأهدافها وأثرها في المجتمع والكوكب ككلّ، يدفع 74% من الرؤساء التنفيذيين لاتخاذ خطوات تلبي احتياجات أصحاب المصلحة (العملاء، والموظفين، والمستثمرين، والمجتمعات). كما بيّن هذا الاستطلاع ازديادًا في نسبة الرؤساء التنفيذيين منذ بداية عام 2020. الذين يفيدون بأن هدفهم الرئيسي بات تضمين غرض الشركة في قراراتهم من أجل استحداث القيمة على الأمد البعيد لأصحاب المصلحة (64%). إلى ذلك، يشير أكثر من 8 من أصل كل 10 (86%) رؤساء تنفيذيين عالميين إلى أن غرض شركتهم سيرسم ملامح تخصيص رؤوس الأموال كما سيسهم في وضع استراتيجيات النمو غير العضوية. انتقال التركيز باتجاه المخاطر التشغيلية والبيئية حدد المسؤولون التنفيذيون الرئيسيون بالنظر إلى المخاطر التي قد تعترض مسار النمو خلال السنوات الثلاث المقبلة، ثلاثة مجالات تمثّل برأيهم الخطر الأكبر: سلسلة التوريد، والأمن السيبراني، والتغير المناخي. 56% من الرؤساء التنفيذيين العالميين يقولون إن سلسلة التوريد الخاصة بعملهم تعرّضت لضغوطات متزايدة خلال الجائحة. شعور متغيّر إزاء مستقبل العمل 21% فقط من الرؤساء التنفيذيين يقولون إنهم يخططون لتقليص مساحة العمل المادية الخاصة بشركاتهم أو أنهم صغّروها بالفعل، وهو اختلاف كبير مقارنةً بأغسطس 2020 حيث بلغت الموجة الأولى من الجائحة ذروتها، إذ عبّر في ذلك الحين 69% من القادة العالميين أنهم يخططون لتصغير مساحة العمل المادية الخاصة بشركاتهم. عوض ذلك، بات الرؤساء التنفيذيون يركزون على توفير مستوى أعلى من المرونة لموظفيهم، كما ينظر 51% (بعدما كانت هذه النسبة 14% في الاستطلاع الأوّلي في يناير/ فبراير) منهم في الاستثمار في مساحات مكتبية مشتركة. كما أن 37% من المسؤولين التنفيذيين العالميين اعتمدوا نموذج عمل هجينا لموظفيهم بحيث يعمل غالبية الموظفين عن بُعد 3 أو 4 أيام في الأسبوع.
مشاركة :