الزفير.. جوهرةٌ بلون الليل والبحر الغزير

  • 9/2/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عُرف‭ ‬الزفير‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬بقيمته‭ ‬العالية‭ ‬وتكلفته‭ ‬الغالية،‭ ‬فقدره‭ ‬قدماء‭ ‬اليونانيين‭ ‬والفرس‭ ‬والرومان‭ ‬وملوك‭ ‬ونبلاء‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭ ‬خير‭ ‬تقدير،‭ ‬لما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬لون‭ ‬أخاذ‭ ‬وصلابة‭ ‬عظيمة‭ ‬وفخامة‭ ‬لا‭ ‬متناهية‭. ‬ويطلق‭ ‬على‭ ‬الزفير‭ ‬أيضاً‭ ‬اسم‭ ‬الياقوت‭ ‬الازرق‭ ‬والسفاير‭ ‬ويقال‭ ‬بأن‭ ‬اصل‭ ‬التسمية‭ ‬يعود‭ ‬للكلمة‭ ‬اليونانية‭ ‬Sapheiros،‭ ‬والكلمة‭ ‬اللاتينية‭ ‬Saphirus،‭ ‬واللتان‭ ‬تعنيان‭ ‬‮«‬اللون‭ ‬الأزرق‮»‬‭.‬ يرمز‭ ‬الزفير‭ ‬إلى‭ ‬الفخامة‭ ‬والوجاهة‭ ‬وارتبط‭ ‬تاريخياً‭ ‬بالمجوهرات‭ ‬الملكية‭ ‬والمقتنيات‭ ‬الفاخرة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الاحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬الدارجة‭ ‬في‭ ‬تيجان‭ ‬وجواهر‭ ‬الملوك‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭. ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬بأن‭ ‬الزفير‭ ‬يرمز‭ ‬للجنة‭ ‬والبركات‭ ‬الإلهية‭ ‬ويحمى‭ ‬حامله‭ ‬من‭ ‬الأذى‭ ‬والحسد‭ ‬ويجذب‭ ‬له‭ ‬الخير‭ ‬الوفير‭ ‬والسلام‭ ‬الداخلي‭. ‬ولازال‭ ‬الكثيرون‭ ‬الى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬يتفاءلون‭ ‬بحجر‭ ‬الزفير‭ ‬ويعتبرونه‭ ‬حجر‭ ‬البخت‭ ‬الخاص‭ ‬بمواليد‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬ومحفزاً‭ ‬للحكمة‭ ‬والابداع‭ ‬وباعثاً‭ ‬للسعادة‭ ‬والأفراح‭. ‬ هذا‭ ‬الحجر‭ ‬النفيس‭ ‬ذو‭ ‬صلادة‭ ‬عالية‭ ‬ومكون‭ ‬من‭ ‬أكسيد‭ ‬الألومنيوم‭ ‬الذي‭ ‬يكسبه‭ ‬خصائصه‭ ‬الرائعة‭ ‬ولونه‭ ‬المميز‭. ‬وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬بأن‭ ‬الزفير‭ ‬يتوفر‭ ‬بعدة‭ ‬ألوان‭ ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬تدرجات‭ ‬الأزرق‭ ‬فقط‭ ‬كالبنفسجي‭ ‬والأخضر‭ ‬والأصفر‭ ‬والأسود‭ ‬وحتى‭ ‬الشفاف‭ ‬اللامع‭. ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬تمييزه‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الاحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬الملونة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خصائصه‭ ‬الفيزيائية‭ ‬والكيميائية‭. ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الزفير‭ ‬مطابق‭ ‬إلي‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬لبنية‭ ‬وشكل‭ ‬الياقوت‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الذرات‭ ‬المترابطة‭ ‬في‭ ‬مصفوفة‭ ‬الألمونيوم‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬التباين‭ ‬والفرق‭ ‬بين‭ ‬الحجرين‭ ‬المذكورين‭.‬ تستخرج‭ ‬أفضل‭ ‬أنواع‭ ‬الزفير‭ ‬بألوانه‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬مناجم‭ ‬آسيا‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬سريلانكا‭ ‬وتايلاند‭ ‬والهند‭ ‬وبورما‭ ‬وقارتي‭ ‬أستراليا‭ ‬وامريكا‭ ‬وكولومبيا‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬الزفير‭ ‬الفاخر‭ ‬في‭ ‬مدغشقر‭ ‬بالعام‭ ‬1990‭. ‬وتعد‭ ‬سريلانكا‭ ‬من‭ ‬اكثر‭ ‬البلدان‭ ‬انتاجاً‭ ‬للزفير‭ ‬بتدرجاته‭ ‬المتعددة،‭ ‬كما‭ ‬تعتبر‭ ‬مناجم‭ ‬كشمير‭ ‬مصدراً‭ ‬مهماً‭ ‬لإنتاج‭ ‬الياقوت‭ ‬الازرق‭ ‬النادر‭.‬ لا‭ ‬يسعنا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الزفير‭ ‬دون‭ ‬ذكر‭ ‬الاميرة‭ ‬الراحلة‭ ‬ديانا‭ ‬سبنسر‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تعشق‭ ‬الياقوت‭ ‬الازرق‭ ‬الذي‭ ‬يتناسق‭ ‬مع‭ ‬لون‭ ‬عينيها‭ ‬الساحرتين‭ ‬بكل‭ ‬جاذبية‭. ‬ويعد‭ ‬خاتم‭ ‬خطوبتها‭ ‬المقدم‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الأمير‭ ‬تشارلز‭ ‬والذي‭ ‬يحوي‭ ‬على‭ ‬12‭ ‬قيراطاً‭ ‬من‭ ‬افخر‭ ‬انواع‭ ‬الياقوت‭ ‬الازرق‭ ‬السيلاني‭ ‬البيضاوي‭ ‬الشكل،‭ ‬من‭ ‬اشهر‭ ‬خواتم‭ ‬الخطوبة‭ ‬ويزين‭ ‬حالياً‭ ‬يد‭ ‬زوجة‭ ‬ابنها‭ ‬الدوقة‭ ‬كيت‭ ‬ميدلتون‭. ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تملك‭ ‬الليدي‭ ‬ديانا‭ ‬عقداً‭ ‬فخماً‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬خيوط‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬المصفوف‭ ‬تتوسطها‭ ‬قطعة‭ ‬بارزة‭ ‬من‭ ‬الزفير،‭ ‬وقيل‭ ‬انها‭ ‬قد‭ ‬صممته‭ ‬بنفسها‭ ‬من‭ ‬بروش‭ ‬عتيق‭ ‬من‭ ‬الماس‭ ‬والزفير‭ ‬اهدته‭ ‬لها‭ ‬الملكة‭ ‬إليزابيث‭ ‬الأم‭ ‬عند‭ ‬زواجها‭. ‬كما‭ ‬يعد‭ ‬الطقم‭ ‬الياقوتي‭ ‬الازرق‭ ‬الذي‭ ‬اهداها‭ ‬اياه‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬عند‭ ‬زيارتها‭ ‬لسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬ارقى‭ ‬المجوهرات‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬التي‭ ‬تزينت‭ ‬بها‭ ‬الاميرة‭ ‬في‭ ‬الاحتفالات‭ ‬والزيارات‭ ‬الرسمية‭.‬ ومن‭ ‬التيجان‭ ‬الياقوتية‭ ‬العريقة‭ ‬تاج‭ ‬الملكية‭ ‬الهولندية‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬تاريخه‭ ‬الى‭ ‬القرن‭ ‬الـ19‭ ‬والمقدم‭ ‬من‭ ‬الملك‭ ‬فيليم‭ ‬الثالث‭ ‬ملك‭ ‬هولندا‭ ‬لعروسته‭ ‬إيما‭ ‬بمناسبة‭ ‬زواجهما‭. ‬وتحرص‭ ‬الملكة‭ ‬ماكسيما‭ ‬ملكة‭ ‬هولندا‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬ارتداء‭ ‬هذا‭ ‬التاج‭ ‬الملكي‭ ‬The‭ ‬Dutch‭ ‬Sapphire‭ ‬Tiara‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬والمناسبات‭ ‬لما‭ ‬يحمله‭ ‬هذا‭ ‬التاج‭ ‬الازرق‭ ‬من‭ ‬هيبة‭ ‬وجمال‭ ‬مترف‭.‬ ولا‭ ‬غرابة‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬الزفير‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬تشكيلات‭ ‬المجوهرات‭ ‬الفاخرة‭ ‬ذات‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬العالمية‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬كشف‭ ‬الستار‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬2021‭. ‬فهذا‭ ‬الحجر‭ ‬النفيس‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬لونه‭ ‬الازرق‭ ‬عمقاً‭ ‬ورصانةً‭ ‬تضيف‭ ‬رونقاً‭ ‬وجمالاً‭ ‬خلاباً‭ ‬على‭ ‬تصاميم‭ ‬المجوهرات‭ ‬وتبرز‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وابعادها‭ ‬بكل‭ ‬دقة‭ ‬وانسجام‭.‬

مشاركة :