حزب العدالة والتنمية يتكبد هزيمة قاسية في انتخابات المغرب

  • 9/10/2021
  • 01:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط‭ - ‬الوكالات‭: ‬مُني‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬الإسلامي‭ ‬بهزيمة‭ ‬قاسية‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬المغربية‭ ‬بعد‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬قضاها‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة،‭ ‬لصالح‭ ‬حزب‭ ‬التجمّع‭ ‬برئاسة‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬الذي‭ ‬يوصف‭ ‬بالمقرّب‭ ‬من‭ ‬القصر،‭ ‬وفق‭ ‬نتائج‭ ‬جزئية‭ ‬أعلنت‭ ‬ليل‭ ‬الأربعاء‭ -‬الخميس‭.‬ وتصدّر‭ ‬التجمّع،‭ ‬المصنّف‭ ‬ليبرالياً‭ ‬والذي‭ ‬لعب‭ ‬أدواراً‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايتها،‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬بحصوله‭ ‬على‭ ‬97‭ ‬مقعداً‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬395‭ ‬بعد‭ ‬فرز‭ ‬96‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الأصوات،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬عبد‭ ‬الوافي‭ ‬لفتيت‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭.‬ أمّا‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬الإسلامي‭ ‬المعتدل‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬2011،‭ ‬فسجّل‭ ‬تراجعاً‭ ‬مدوياً‭ ‬إذ‭ ‬انخفضت‭ ‬حصّته‭ ‬من‭ ‬125‭ ‬مقعداً‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬مقعداً‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المقبل‭.‬ ويرتقب‭ ‬أن‭ ‬يعيّن‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬التجمع‭ ‬يكلّف‭ ‬بتشكيل‭ ‬فريق‭ ‬حكومي‭ ‬جديد‭ ‬لخمسة‭ ‬أعوام،‭ ‬خلفاً‭ ‬لسعد‭ ‬الدين‭ ‬العثماني‭.‬ وبعد‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬هزم‭ ‬الإسلاميين‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬أعوام‭ ‬حافظ‭ ‬حزب‭ ‬الأصالة‭ ‬والمعاصرة‭ ‬على‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬بـ82‭ ‬مقعداً‭. ‬وكان‭ ‬المنافس‭ ‬الرئيسي‭ ‬للعدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أسّسه‭ ‬مستشار‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬فؤاد‭ ‬عالي‭ ‬الهمّة‭ ‬العام‭ ‬2008،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يغادره‭ ‬في‭ ‬2011‭.‬ أما‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ (‬يمين‭ ‬وسط‭) ‬فحلّ‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬بنيله‭ ‬78‭ ‬مقعداً‭. ‬وكان‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬ضمن‭ ‬المعارضة‭ ‬خلال‭ ‬الولاية‭ ‬البرلمانية‭ ‬المنتهية‭. ‬ وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬50,35‭ ‬بالمائة‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬علماً‭ ‬أنها‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المملكة‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬نفسه‭ ‬انتخابات‭ ‬برلمانية‭ (‬395‭ ‬مقعدا‭) ‬ومحلية‭ ‬وجهوية‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬31‭ ‬ألفاً‭).‬ وكانت‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬استقرّت‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬43‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬انتخابات‭ ‬برلمانية‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬أعوام،‭ ‬و53‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬انتخابات‭ ‬محلية‭ ‬وجهوية‭ ‬العام‭ ‬2015‭. ‬ وتُعدّ‭ ‬الهزيمة‭ ‬المدوية‭ ‬للحزب‭ ‬الإسلامي‭ ‬المعتدل‭ ‬مفاجأة‭ ‬كبيرة‭ ‬إذ‭ ‬ظلّت‭ ‬تقديرات‭ ‬محلّلين‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلام‭ ‬محلية‭ ‬ترشحه‭ ‬للمنافسة‭ ‬على‭ ‬المراتب‭ ‬الأولى،‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬استطلاعات‭ ‬للرأي‭ ‬حول‭ ‬توجهات‭ ‬الناخبين‭ ‬قبل‭ ‬الاقتراع‭. ‬ وظلّ‭ ‬الحزب‭ ‬يحقق‭ ‬نتائج‭ ‬تصاعدية‭ ‬منذ‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬انتخابات‭ ‬برلمانية‭ ‬العام‭ ‬1997،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬احتجاجات‭ ‬حركة‭ ‬20‭ ‬فبراير‭ ‬2011‭ ‬المطالبة‭ ‬‮«‬بإسقاط‭ ‬الفساد‭ ‬والاستبداد‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الوزارات‭ ‬الأساسية‭.‬ ويمنح‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬أقرّ‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تلك‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬صلاحيات‭ ‬واسعة‭ ‬للحكومة‭ ‬والبرلمان،‭ ‬لكنّ‭ ‬الملك‭ ‬يحتفظ‭ ‬بمركزية‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والمشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬بالضرورة‭ ‬بتغيّر‭ ‬الحكومات‭. ‬ وبعد‭ ‬خمسة‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الحكومة‭ ‬استطاع‭ ‬الحزب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬موقعه‭ ‬وفاز‭ ‬بانتخابات‭ ‬2016‭ ‬بفارق‭ ‬مهمّ‭ ‬عن‭ ‬أقرب‭ ‬منافسيه،‭ ‬بقيادة‭ ‬أمينه‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬عبدالإله‭ ‬بنكيران‭. ‬واشتهر‭ ‬الأخير‭ ‬بحضوره‭ ‬الإعلامي‭ ‬البارز‭ ‬وانتقاده‭ ‬المتواصل‭ ‬‮«‬التحكّم‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬العميقة‭. ‬ لكنّ‭ ‬بنكيران‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬ثانية‭ ‬لتشبثه‭ ‬برفض‭ ‬شروط‭ ‬وضعها‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬سياسية‭ ‬استمرت‭ ‬أشهراً،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعفيه‭ ‬الملك‭ ‬ويعين‭ ‬بدله‭ ‬الرجل‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬سعد‭ ‬الدين‭ ‬العثماني‭. ‬وقبل‭ ‬الأخير‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بشروط‭ ‬أخنوش،‭ ‬ما‭ ‬أظهر‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬ضعيفة‭.‬

مشاركة :