صمّمت فاطمة اللساب سيناريو مرئيا لفيلم خيالي اعتنت به، عنايتها بأناقة الحياة.. فكرة نوعية تجمع بين الماضي والحاضر، وبين التجديد والذائقة، أنجزتها المصممة المتألقة والسهلة الممتنعة: فاطمة اللساب، استدعت فيه خطوات ومراحل وعادات الأمهات المعتّقات في نهر الفطرة الأولى، بما كنّ ينسجن ويرتدين من الثياب المجنبة شكاً وتطريزاً باستلهام الموروث الجنوبي للأزياء ودمجه بلمسات فائقة الحرفية بالزي المعاصر، ليحتفظ الزي بذاكرة حيوية، وواقع جميل، ومستقبل مشرق، وكأنما هو إنسان.وضم الفيلم المرئي الذي أعدّته وأشرفت عليه المصممة اللساب، من الأعمال المحترفة، إذ مازجت فيه وبمهنية عالية ما بين العروس في الواقع وما بين العروس التي تعيشها اللساب كحالة إبداعية في التصميم عبق المكان، وملامح إنسانية الإنسان، وفضاء أزمنة تعطره رائحة الجاوي، ويموسقه صوت قطار قربة الماء، ونكهة الشاذلية بالهيل والزعفران.لمن يعرف تجربة اللساب يتضح جلياً الجرعة الإبداعية الهائلة التي ضختها في هذا الفيلم وهذا العرض الذي اشتغلت فيه على أفكار متجاوزة لحدود الزمان والمكان من خلال صنع مفاهيم جديدة، نحن أمام قيمة فنية وفكرية ومعرفية كبرى تنتجها فاطمة اللساب.< Previous PageNext Page >
مشاركة :