دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، مجددا لسحب أي مرتزقة أجانب من ليبيا خلال زيارته هناك أمس الخميس، فيما أثنى رئيس حكومة الوحدة الوطنية على إعادة افتتاح سفارة برلين في العاصمة طرابلس.وقال ماس خلال افتتاحه سفارة بلاده في طرابلس: «عملية سحب قوات أجنبية لا تسير بالسرعة التي كنا نتمناها»، وفي هذا الشأن أوضح الوزير الألماني أنه يعتزم التشاور مرة أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر الجاري مع جميع الأطراف، «من أجل زيادة الضغط لأجل تحقيق هذا التطور».حرب أهليةوأضاف الوزير الألماني أن «الهدف يتمثل في أن يغادر أي مقاتلين أجانب البلاد مع الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر القادم».يذكر أن ليبيا غرقت في حرب أهلية شارك بها كثير من الميليشيات بعد الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي عام 2011، ولكن وقف إطلاق النار لا يزال ساريا منذ العام الماضي، وتم تشكيل حكومة انتقالية بوساطة الأمم المتحدة لقيادة البلاد حتى إجراء الانتخابات.وتولت ألمانيا دور الوساطة، ونظمت الحكومة الاتحادية العام الماضي قمة كبرى في العاصمة برلين بهدف إنهاء تدخل دول أخرى في النزاع من خلال توريدات أسلحة ومرتزقة، وتمت إقامة مؤتمر متابعة لذلك في يونيو الماضي أيضا، ولكن لا يزال هناك آلاف من المقاتلين الأجانب في ليبيا، بحسب ما جاء في تقرير أممي قبل أسبوعين.من جانبه، أشاد رئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد الدبيبة، بإعادة افتتاح السفارة الألمانية في طرابلس، قائلا عبر حسابه على «تويتر»: «استئناف افتتاح سفارة المانيا اليوم (أمس الخميس) في عاصمتنا طرابلس هو خطوة ونتيجة أخرى إيجابية في مسيرتنا نحو الاستقرار».علاقات متميزةوقال الدبيبة: «سعدت بزيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، ونتطلع لعلاقات متميزة بين البلدين».وافتتح الوزير ماس سفارة بلاده في طرابلس، لتضم ليبيا بذلك تمثيلا دبلوماسيا من جديد لألمانيا بعد سبعة أعوام من مغادرة جميع الدبلوماسيين البلاد بسبب الحرب الأهلية هناك.وقال ماس: «نعمق اليوم بإعادة فتح هذه السفارة مساعينا في مساعدة الليبيات والليبيين في بناء مستقبل أفضل»، وأكد أن هذه الخطوة تمثل «أوجه تقدم مثيرة للإعجاب» قامت بها البلد منذ عام مضى.يذكر أنه في يوليو 2014 كان قد تم إجلاء الأفراد العاملين بالسفارة الألمانية في ليبيا إلى تونس، وتم التخلي عن مبنى السفارة القديم في طرابلس، وكان التمثيل الدبلوماسي عن ليبيا متمركزا بشكل مؤقت في العاصمة تونس.ولكن منذ 2018 كانت هناك زيارات دورية مجددا لدبلوماسيين إلى ليبيا، ومنذ نهاية أعمال القتال في يونيو 2020 كان يعمل بعض موظفي السفارة لمدة أسبوع تقريبا شهريا في طرابلس.ومن المقرر حاليا توسيع نطاق وجود التمثيل الدبلوماسي الألماني تدريجيا، ولكن ليس مقررا بعد أن يكون موظفو السفارة مقيمين بشكل دائم في طرابلس.المرحلة المهمةوفي طرابلس، أكد الممثل الأعلى لـ «الأوروبي»، جوزيب بوريل، تمسك الاتحاد بسيادة ليبيا واستقلالها، وعزمه على الإسهام في إحلال السلام والاستقرار في البلاد في هذه المرحلة المهمة.وعقب لقاء بوريل بوزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة يان كوبيش، أكد الأول التزام الاتحاد الأوروبي الراسخ بمواصلة دعم السلطات الليبية في جهودها، وصولا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 24 ديسمبر. وجدد بوريل دعم الاتحاد الأوروبي المستمر للإسهام في تنفيذ وقف إطلاق النار وانسحاب جميع القوات الأجنبية، ومساعدة الحكومة الليبية في إصلاح قطاع الأمن.وفي السياق، التقى وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، برئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، الذي يزور روما حاليا.وأكد الوزير الإيطالي دعم بلاده للعملية السياسية في ليبيا ضمن الاتفاق السياسي، واتفاق برلين، وملتقى الحوار، للوصول إلى الانتخابات المقرر عقدها في 24 ديسمبر، فيما لفت المشري إلى أن أي تعطيل للاستحقاق الانتخابي قد يؤدي إلى الانسداد السياسي.
مشاركة :