الرياض 11 محرم 1437 هـ الموافق 24 اكتوبر 2015 م واس تحتفل الأمم المتحدة اليوم بالذكرى السبعين لتأسيسها التي توافق الـ 24 أكتوبر من كل عام وتصادف الذكرى السنوية لبدء تنفيذ ميثاق الأمم المتحدة في العام 1945 م مع التصديق على هذه الوثيقة التأسيسية من قبل غالبية الموقعين عليها بما فيهم المملكة العربية السعودية. ومنذ العام 1948 م والأمم المتحدة تحتفي بهذا اليوم، ويأتي الاحتفاء هذا العام بشعار " أمم متحدة قوية من أجل عالم أفضل " . وفي رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذه المناسبة التاريخية أكد فيها التزام الأمم المتحدة بتحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان. وقال :" تتيح الذكرى السنوية السبعون لإنشاء الأمم المتحدة الفرصة السانحة لإلقاء الضوء على ما حققته من إنجازات عديدة راسخة، ولتمتين عزمنا الجماعي على بذل مزيد من الجهود في سبيل تعزيز السلام والأمن والنهوض بالتنمية المستدامة وحقوق الإنسان ". وأضاف :" لا يمر يوم إلا والأمم المتحدة تضطلع بأعمال تترك أثرا إيجابياً في حياة الملايين من الناس، بطرق منها توفير اللقاحات لتحصين الأطفال؛ وتوزيع المساعدات الغذائية؛ وتوفير المأوى للاجئين؛ ونشر قوات حفظ السلام؛ وحماية البيئية؛ وبذل المساعي لتسوية النزاعات بالسبل السلمية ودعم إجراء انتخابات ديمقراطية وكفالة المساواة بين الجنسين وإعمال حقوق الإنسان وبسط سيادة القانون، بيد أن تحديات هذا العصر لا تعبأ بالحدود، وتقتضي اجتراح حلول معقدة عن طريق التفاوض والمساعي التوفيقية لذلك جاء شعار الاحتفال بالذكرى السنوية لهذا العام ( أمم متحدة قوية من أجل عالم أفضل ) " ،معبّراً عمّا تتسم به تعددية الأطراف ودور الأمم المتحدة المحوري من أهمية في هذا السياق. وتابع الأمين العام يقول :" ما من سبيلٍ لدحر التهديدات المشتركة واغتنام الفرص المتبادلة سوى العمل المشترك؛ وما من منتدى يتيح لجميع البلدان - كبيرها وصغيرها، غنيها وفقيرها - ولكل الناس إسماع أصواتهم في رحابه سوى الأمم المتحدة " . وأكد أنه في خضم التغيرات المتسارعة التي يشهدها عالمنا، تظل الأمم المتحدة الوسيلة الأنجع لإحراز التقدم المشترك الذي تصبو إليه البشرية،داعياً إلى اغتنام هذه الذكرى السنوية للتدبّر في الدروس المستخلصة على امتداد سبعة عقود خلت، ولإعادة تأكيد التزام الأمم المتحدة بالعمل من أجل " شعوب الأمم المتحدة“، وتوفير أسباب العيش في رخاء وأمن وكرامة للجميع. وأسس الأمم المتحدة وهي منظمة دولية عقب الحرب العالمية الثانية في العام 1945م، 51 بلدا ملتزما بصون السلم والأمن الدوليين، وتنمية العلاقات الودية بين الأمم وتعزيز التقدم الاجتماعي، وتحسين مستويات المعيشة وحقوق الإنسان. وفي حفل أقيم في 26 يونيو 1945 م اجتمع مندوبو الأمم الخمسون في سان فرانسيسكو بين 25 أبريل و 26 يونيو 1945 للعمل على مقترحات مؤتمر دومبارتون أوكس والتعديلات المقترحة من قبل الحكومات المختلفة، ووافق المؤتمر على ميثاق الأمم المتحدة وصدر ميثاق بالإجماع ووقع من قبل جميع الممثلين ودخل حيز التنفيذ في 24 أكتوبر من نفس العام . ويصل عمل الأمم المتحدة إلى أرجاء المعمورة. وعلى الرغم من أن عمل الأمم المتحدة في مجالات حفظ السلام وبناء السلام ومنع النزاعات والمساعدة الإنسانية، إلا أن هناك العديد من الطرائق الأخرى التي تؤثر من خلالها الأمم المتحدة ومنظومتها (الوكالات المتخصصة والصناديق والبرامج) في حياة الناس ولتجعل العالم مكاناً أفضل. وتعمل على نطاق واسع من القضايا الأساسية ابتداءً من التنمية المستدامة والبيئة وحماية اللاجئين والإغاثة في حالات الكوارث ومكافحة الإرهاب وانتهاء بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحة الدولية، وإزالة الألغام الأرضية والتوسع في انتاج الأغذية والكثير غيرها، وذلك في سعيها من أجل تحقيق أهدافها وتنسيق الجهود من أجل عالم أكثر أمنا لهذا الجيل والأجيال المقبلة. وتتكون منظومة الأمم المتحدة مما يزهو عن 30 منظمة تابعة أخرى تسمى برامج وصناديق ومفوضيات ووكالات متخصصة، ولكل واحدة من تلك المنظمات أعضاؤها وقيادتها وميزانيتها. وتُمول برامج الأمم المتحدة وصناديقها بالتبرعات الطوعية، أما الوكالات المتخصصة فهي منظمات دولية مستقلة تُمول بالمساهمات المحددة القيمة والتبرعات الطوعية. وانضمت المملكة العربية السعودية كعضو في الأمم المتحدة بتاريخ 24 تشرين الأول 1945م. ولقد تم توقيع الميثاق كعضو مؤسس من جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - في حفل أقيم في سان فرانسيسكو للدول المؤسسة. وللأمم المتحدة في المملكة العربية السعودية عدة وكالات و برامج متخصصة هي : منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية و مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) و المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومجموعة البنك الدولي و مؤسسة التمويل الدولية - عضو مجموعة البنك الدولي بالإضافة إلى منظمة الهجرة الدولية التي هي أيضا عضو في فريق الأمم المتحدة القطري. ومن الأهداف الإنمائية للألفية إلى أهداف التنمية المستدامة اقترح عدة من قادة العالم أن يتم إنتاج جدول أعمال طموح وطويل الأمد لتحسين حياة الناس وحماية الأجيال القادمة. ومن المتوقع أن جدول أعمال التنمية في مرحلة ما بعد 2015م، سوف تكون لمعالجة العديد من القضايا بما في ذلك القضاء على الفقر وتحسين الصحة والتعليم وجعل المدن أكثر استدامة ومكافحة تغير المناخ وحماية المحيطات والغابات. // يتبع // 16:02 ت م تغريد
مشاركة :