موسكو - (أ ف ب): أعلنت روسيا أمس الجمعة استكمال بناء خط أنابيب غاز «نورد ستريم 2» المثير للجدل، الذي يربط روسيا بألمانيا ويعتبر منتقدوه أنه سيزيد من اعتماد الدول الأوروبية في مجال الطاقة على روسيا، فيما أكدت أوكرانيا أنها «ستحارب» المشروع حتى النهاية. وقالت الشركة في رسالة نشرتها على قناتها على تطبيق «تلغرام»، «أثناء اجتماع تشغيلي صباحي في غازبروم، صرّح (المدير العام للمجموعة) أليكسي ميلر بأن «هذا الصباح عند الساعة 08:45 بتوقيت موسكو (05:45 بتوقيت جرينتس)، أُنجز بناء خط أنابيب نورد ستريم 2 بالكامل». ودعا الكرملين إلى تشغيل خط الأنابيب «في أقرب وقت ممكن»، مؤكدا أن «جميعنا لدينا مصلحة» في ذلك. في المقابل، صرّح المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية سيرغيي نيكيفوروف لوكالة فرانس برس بأن أوكرانيا ستحارب نورد ستريم 2. رغم استكمال بنائه. وقال «الرئيس (فولوديمير زيلنسكي) أشار دائمًا إلى أن أوكرانيا ستحارب هذا المشروع السياسي الروسي حتى استكمال بنائه، وبعد ذلك وحتى بعد بدء إمدادات الغاز». وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت إن نورد ستريم 2 قدّم طلبا للوكالة الاتحادية للشبكات من أجل مباشرة العمل. وقال ديمتري مارينتشنكو الخبير في وكالة فيتش إن غازبروم لم تسلم مؤخرا كميات إضافية على الرغم من زيادة الطلب الأوروبي. واعتبر مارينتشنكو أن هذا الأمر هو من دون شك وسيلة للضغط ولـ«إظهار أن أوروبا ستكون أمام سوق للغاز أكثر انحسارا من دون نورد ستريم 2». ويحمل إعلان انتهاء الأشغال طعم الانتصار بالنسبة إلى روسيا، في حين أن التوترات الدبلوماسية التي خلفها المشروع البالغة تكلفته 10 مليارات يورو كانت قوية جدًا في فترة معينة، إلى درجة أن البعض أعتقد أن خط الأنبوب لن يرى النور أبدًا. بالنسبة إلى منتقديه في أوروبا وكذلك الولايات المتحدة، سيزيد المشروع على المدى الطويل اعتماد الدول الأوروبية في مجال الطاقة على روسيا الخصم الاستراتيجي الكبير بالنسبة إلى الدول الغربية، ويشكل خيانة لمصالح أوكرانيا حليفة الغرب في مواجهة موسكو. يُفترض أن يضاعف خط الأنابيب الممتد تحت مياه بحر البلطيق عمليات تسليم الغاز الروسي إلى ألمانيا، المروّج الرئيسي للمشروع. ويمتدّ هذا الأنبوب القادر على نقل 55 مليار متر مكعب من الغاز في العام، على 1230 كيلومترًا تحت مياه بحر البلطيق وهو الطريق نفسه الذي يمتدّ عليه مشروع «نورد ستريم 1» الذي وضع في الخدمة في عام 2012. على مدى سنوات، تواجهت واشنطن وبرلين بشأن المشروع إنما أيضًا الأوروبيون في ما بينهم، كذلك روسيا وأوكرانيا، التي ترى أن تشغيل خط الأنابيب يُضعف موقعها. أخيرًا سمح تغيير واشنطن موقفها بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، بالتوصل إلى تسوية ألمانية أمريكية لمحاولة وضع حدّ لهذا الخلاف. أحد الجوانب الأكثر إثارة للجدل في مشروع نورد ستريم 2. هو أنه يلتفّ على الطريق التقليدية لتوصيل الغاز الذي يعبر أوكرانيا ما سيحرم هذا البلد من رسوم عبور قدرها حوالي مليار يورو سنويًا. تخشى كييف أيضًا أن يجعلها المشروع أكثر ضعفًا حيال موسكو، عبر حرمانها من أداة تأثير مهمة.
مشاركة :