من تطوير الاستخدامات المستدامة للهيدروجين الأخضر إلى الوصول نحو المريخ لدراسة مناخه، ساهمت المرأة الإماراتية بدور فاعل في تحقيق طموحات الدولة وتعزيز جهودها للعمل من أجل المناخ في العقد المقبل. محطات تاريخية سجلناها منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة الإماراتية بدولة الإمارات، إلى أن أصبحت رائدة عالمياً في كافة ميادين تمكين المرأة. وفيما تحتفل الدولة بيوم المرأة الإماراتية هذا العام تحت شعار «المرأة طموح وإشراقة للخمسين»، تثمر هذه الاستراتيجية الوطنية لتضع دولة الإمارات في مصاف الدول الـ25 الأولى على مستوى العالم في تمكين المرأة، والمركز الأول إقليمياً، والـ18 عالمياً في مؤشر التوازن بين الجنسين للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. فما يعادل 77% من النساء الإماراتيات حاصلات على تعليم عالٍ، فيما تشكل المرأة الإماراتية 70% من إجمالي أعداد الخريجين الجامعيين في الدولة. والأهم من ذلك لمستقبل مجتمعنا هو أن أكثر من نصف خريجي الجامعات الحكومية الإماراتية ضمن تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هم من النساء. وهذا مؤشر أكيد على أن الدعم اللامحدود من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، التي كان لها فضل إطلاق يوم المرأة الإماراتية عام 2015 قد أثمر، وهو مستمر. وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» أول خطة عمل وطنية حول المرأة والسلام والأمن في منطقة دول مجلس التعاون. وشكلت هذه السابقة الأولى من نوعها، تجسيداً لالتزام دولة الإمارات الذي لا يلين بتطوير دور المرأة ليس في مجالات الأمان والسلم وحسب، بل في القطاعات الحيوية كافة. ولعل المؤشر الأهم على رؤية لتمكين المرأة الإماراتية، من خلال التعليم والتوظيف هو مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» الذي شكلت الإماراتيات 80% من عداد فريقه العلمي الذي أوصله إلى مداره حول الكوكب الأحمر ليجعل دولة الإمارات الأولى عربياً التي تنفذ مهمة فضائية علمية لاستكشاف الكواكب. وتم إثرها تسمية معالي سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء ضمن قائمة أكثر 100 شخص مؤثر في العالم، الصادرة عن مجلة «نكست 100». وتبرز بشكل مستمر على الساحة العالمية مزيد من إنجازات المرأة الإماراتية في قطاعات الأعمال، والمشاريع، والمهام الحكومية. وتلمع أسماء الإماراتيات، كما في قائمة «فوربس» لأكثر 100 سيدة أعمال مؤثرة عام 2020 أكبر عدد من النساء من الإمارات بواقع 23 امرأة، لكن طموح دولة الإمارات لا يعرف الحدود، في قضايا التنمية المستدامة الوطنية، لا سيما تمكين المرأة. وفي هذا السياق، وفي «عام الخمسين» نواصل المسار الذي حققناه، بعد أن رسخت دولة الإمارات مكانتها بين الدول الأكثر تقدماً في العالم في تمكين المرأة، لكن الآن علينا أن ننظر إلى أبعد من ذلك، إلى الخمسين عاماً المقبلة. وكما في مختلف القطاعات الحيوية، يجب أن يكون للمرأة دورها النوعي والفاعل في قطاع الطاقة المتجددة لتطوير مسارات التنمية المستدامة. وعلى المستوى العالمي، ما زالت المرأة لا تشكل سوى ثلث عدد الموظفين في قطاع الطاقة المتجددة، بحسب أحدث البيانات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا». نحن محظوظون في دولة الإمارات بقيادة رشيدة أرست دائماً نموذجاً عالمياً في تمكين المرأة وتعليمها، وفخورون بشابات وسيدات إماراتيات طموحات، متمكنات، قادرات على تحويل الأفكار والرؤى وقيم الشراكة والتعاون من أجل المجتمع والكوكب إلى واقع نعيشه حاضراً زاهراً لخمسين عاماً مضت، ومستقبلاً للخمسين عاماً القادمة. المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»
مشاركة :