إعادة العلاقات الصينية-الأمريكية إلى مسارها الصحيح ليست اختيارية، وإنما هي أمر يتعين على الجانبين القيام به، وبشكل جيد. شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على هذه النقطة في محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي جو بايدن اليوم (الجمعة)، وهي أيضا فرضية يجب أن يأخذها الطرفان بعين الاعتبار عند إدارة علاقاتهما. صحيحٌ أن الصين والولايات المتحدة تختلفان في الأيديولوجيا والنظام الاجتماعي والتاريخ والثقافة. لكن، إذا كانت هناك في التاريخ عبرة، فهي أن الاختلافات ليست بالضرورة عقبات أمام تطوير العلاقات الصينية-الأمريكية. سيستفيد البلدان من التعاون وسيخسران من المواجهة. وسيجني العالم الكثير من الخير إذا استطاعت أكبر دولة نامية وأكبر دولة متطورة أن تتعاونا معا. من المؤسف أن العلاقات الصينية-الأمريكية واجهت صعوبات خطيرة خلال الأعوام الماضية بسبب سياسة واشنطن الضالة تجاه الصين. ويبدو أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تتخلص حتى الآن من العديد من المفاهيم الخاطئة المتأصلة تجاه الصين، ولا تزال تسترشد بالإدارة السابقة في التعامل مع بكين. لطالما كانت الصين واضحة وثابتة فيما يتعلق بالاتجاه الذي يتعين أن تتخذه العلاقات الثنائية. وكما قال شي اليوم، يتعين على الجانبين النظر إلى الأمام والمضي قدما وإثبات شجاعة استراتيجية وعزم سياسي، وإعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح المتمثل في التنمية المستقرة، في أقرب وقت ممكن. ولتحقيق هذا، يتعين أن تواصل الدوائر المعنية في البلدين التفاعل والحوار، وتعزز التنسيق والتعاون بشأن تغير المناخ والاستجابة لكوفيد-19 والتعافي الاقتصادي، والقضايا الدولية والإقليمية الكبرى الأخرى، على أساس احترام البلدين الشواغل الأساسية لكل منهما وإدارة الخلافات بطريقة صحيحة. لقد حان الوقت كي تبدأ واشنطن النظر إلى التنمية الصينية بطريقة موضوعية وعقلانية، وأن تقوم بأفعال ملموسة لخلق ظروف مواتية للتنمية الصحية للعلاقات الثنائية. في هذا العصر الذي يتسع فيه الترابط العالمي، أصبح التساؤل حول قدرة الصين والولايات المتحدة على إدارة علاقاتهما بشكل جيد سؤال القرن. لذلك، يجب أن تتشارك واشنطن وبكين في تقديم إجابة جيدة.