دائما ما تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي بعض من الحكم والمقتطفات ذات الطابع الإرشادي والتوجيهي وغالبًا ما تكون قريبة إلى الفلسفة في تطبيقها لأنها تصطدم بواقع مغاير لما تنص عليه تلك الحكم والمقتطفات ! إذا نظر أحدنا لواقعنا الحالي مقارنةً بواقع الحال في الماضي ويريد أن يعيش التجربة لواقع الآباء والأجداد فهل بإمكانه ذلك ! بالطبع سيرى في قراءته لواقع الماضي أنه فلسفة، لأن واقع الحال في نظره واقع مزدهر وواقع الماضي واقع قاسي مؤلم وغير قادر أن يعيش التجربة ولو لبعض الوقت ناهيك أن يعيش التجربة لفترة زمنية طويلة ! الماضي واقع وليس خيال واقع مؤلم وقاسي ورغم آلامه وقساوته إلا أنه جميل لمن عاشه والحاضر واقع وليس خيال ولكن يعتبر لمن يعيش فيه وعاش فترة الماضي يرى أنه خيال وواقع فلسفي ! واقع الحاضر وضع العالم بين أيدينا وكأننا نعيش داخل قرية صغيرة معروفة الحدود والسكان بينما واقع الماضي كنا نسافر للبحث عن العالم لنتعرف على حدوده وتقاليده وثقافته ! واقع الحاضر رغم أنه وضع العالم بين أيدينا إلا أنه جعلنا هامشيين نعيش على مفترق طرق نحادث أشخاص غرباء تفصلنا عنهم آلاف الكيلو مترات أكثر من محادثة أهلنا وابناءنا الذين لا تفصلنا عنهم السنتمترات ! معادلة صعبة وربما حلها أصعب حاضر مزدهر يحن لماض ٍ مؤلم وماض ٍ مؤلم يرى الحاضر خيال فهل سيأتي ذلك المستقبل ليحل تلك المعادلة الصعبة ! ٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠
مشاركة :