جسمك يعرف ما ينقصه من غذاء

  • 10/25/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الرغبة في تناول الأطعمة يعني العديد من الأشياء، ومن ضمنها أسباب نفسية، وعادة تدل الرغبة الشديدة في تناول طعام بعينه على أن الجسم في حالة نقصان لمواد مغذية محددة وفيتامينات أو معادن، وهذه الرغبة هي إشارة من الجسم للحصول على ما يحتاج من تلك النواقص. تكمن المشكلة الحقيقة في عدم إدراكنا لما يحتاجه الجسم بسبب وجود الأطعمة المعالجة وغير الطبيعية في حوزتنا، وربما كانت حاجة الجسم لطعام مختلف تماماً، وفي الأغلب يتناول الشخص أطعمة غير صحية وخالية من المغذيات المفيدة بدلاً من الأطعمة الكاملة والغنية؛ والفهم الصحيح لتلك المطالب يقلص العادات الغذائية السيئة وتتراجع الأطعمة غير المفيدة إلى أسفل القائمة أو تختفي لتحل مكانها الأطعمة المفيدة، ومن ناحية أخرى فإن الإسراف في تناول الطعام ربما يسبب التوتر، والشعور بالوحدة، وانخفاض في معدلات السيروتونين والدوبامين، والاكتئاب، وانخفاض نسبة السكر في الدم، والملل وغيرها. أظهرت العديد من الدراسات أن السكر يمكن أن يؤثر في مناطق الدماغ نفسها التي تؤثر فيها الأدوية والكحول، ويمكن للشخص أن يشهد تحسناً في المزاج بعد تناوله السكر والذي سيعقبه تدني المزاج والراحة النفسية؛ ويبدأ الشخص في تناول السكر مرة أخرى للحصول على نفس النتيجة السابقة، وهذا هو النمط الذي سيتحول إلى دورة إدمان ويحدث هذا الإدمان (للطعام أوالسكر) من دون انتباه الشخص له، وذلك لأن الخيارات الغذائية رغم اختلافها إلا أنها تحتفظ بالمكونات الأساسية نفسها. فعلى سبيل المثال، شخص ينهض في الصباح ويشرب كوباً من عصير معلب (له نسبة عالية من السكر ومنخفض في المواد الغذائية)، وحبوب الإفطار (كورن فليكس) التي أساسها الدقيق الأبيض المصنع والسكر وبعد الساعة 10 صباحاً يأكل عدداً قليلاً من البسكويت أو الكعك ثم للغداء يأكل ساندويتش، وباستا أو المعكرونة، وبعد الظهر يتناول شاياً وحلويات، وبعدما يحين وقت العشاء يطلب المأكولات السريعة مثل البيتزا والهمبرجر؛ عندها يكون الدقيق الأبيض والسكر شكلا الأغلبية من الاستهلاك الغذائي لهذا الشخص مع بعض الدهون السيئة، وربما يرى هذا الشخص أن خياراته الغذائية تختلف، ولكن أساساً كانت هي نفسها، وأنه غالباً ما ستكون لديه رغبة شديدة قوية للكربوهيدرات المكررة والسكر على أساس يومي، وربما لا يدرك هذا لأنه أصبح من الطبيعي بالنسبة إليه. ما يتناوله الشخص بانتظام هو في الأغلب ما تتوق نفسه إليه، فعندما لا يشتهي الخضروات ويشتهي بدلاً عن ذلك السكر والملح، يعني ذلك أن جسمه نسي بدرجة ما تلك الأطعمة غالباً، ومن النادر أن يشتهي شخص طعاماً لا يتناوله بانتظام؛ ومن الجيد تغيير النظام الغذائي من وقت لآخر حتى يدرك الجسم المواد التي يحتاجها، فإذا كان الشخص يتناول يومياً كوباً من العصير وجاء يوم وتوقف عن ذلك، فإنه يشعر بأن شيئاً ما ينقصه كما تقل لديه الطاقة والحيوية؛ ويشكل اشتهاء الطعام غير الصحي خطورة، في كونه يحفز الشراهة لدى بعض الأشخاص وينتهي بهم الأمر إلى البدانة واعتلال الصحة، وبالتالي بعض الأطعمة التي يشتهيها الشخص وما تدل عليه: الشوكولاتة: تشير إلى نقص في المغنيسيوم والكروم وفيتامين ب مع أو من دون الأحماض الدهنية الأساسية، والشوكولاتة غنية بالمغنيسيوم لذلك فمن الأفضل الحصول على العصائر والوجبات الخفيفة، التي تحتوي على كاكاو بنسبة 100% أو تناول الشوكولاتة الداكنة المتوفرة، وهنالك علاقة وثيقة بين الشوكولاتة بمادة السيروتونين التي تعزز المزاج ولهذا تكون ذات صلة بالحاجة العاطفية. الكاربوهيدرات الأطعمة التي يكون أساسها الطحين الأبيض ــ وهذا ربما يشير إلى مقاومة الأنسولين، ونقص السكر في الدم (تقلبات السكر في الدم)، ونقص الكروم أو التعب؛ وهذا منفصل عن الرغبة في تناول السكريات، وفي كثير من الأحيان يمكن أن تذهب من دون أن تلاحظ غالباً ما يشتهيه الشخص: البسكويت المالح (الكراكرز) أو البسكويت العادي، أو المكرونة، أو الخبز الأبيض، أو رقائق البطاطا، وغيرها بما في ذلك المزيد من الألياف في النظام الغذائي لتحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم وتناول المزيد من الفواكه والخضراوات الغنية بالكروم والمغنيسيوم مثل الموز، والتفاح، والمشمش، والفلفل الحلو، والسبانخ، والشمندر، والأفوكادو، والقرنبيط، الكرفس، والسلق، والجزر، والجزر الأبيض؛ سوف تساعد في التغلب على هذه الرغبة. السكر: ربما يشير إلى خلل معدلات السكر في الدم ونقص المعادن مثل الكروم والمغنيسيوم؛ وإذا تم تناولها على شكل البسكويت، والكيك، والمشروبات الغازية أو الحلوى المكررة الأخرى؛ فإن الأمر يزداد سوءاً وتسبب المزيد من الشهوات والرغبات؛ لذلك ينصح باختيار قطعة من الفاكهة عند اشتهاء الحلويات، كما تحدث الرغبة الشديدة في السكر أيضاً عندما يكون الجسم جافاً، ويشير ذلك إلى وجوب شرب المزيد من المياه. الملح: ينتج عن تقلبات هرمون التوتر وانخفاض مستويات الإلكترولايت، والأطعمة الغنية بفيتامين ب مهمة خلال فترات الإجهاد؛ كما يجب تناول أطعمة مثل المكسرات، والبذور، البقوليات، الحبوب الكاملة، الفواكه والخضراوات وعلى غرار الرغبة في السكريات تدل كذلك الرغبة في الطعام المالح على جفاف الجسم. الدهون: اشتهاء الأطعمة المقلية والأطعمة الدهنية الأخرى يمكن أن يشير إلى نقص الأحماض الدهنية الأساسية البسيطة، وبمجرد أكل الدهون ذات النوعية الجيدة تحل المشكلة بسرعة فائقة. الجبن: يشير إلى وجود نقص الأحماض الدهنية الأساسية على النحو الوارد أعلاه. المواد غير القابلة للأكل: الرغبة الشديدة في تناول المواد غير الغذائية مثل الثلج والطين والتراب والطباشير يعني غالباً نقص الحديد أو نقص المعادن بشكل عام، ويجب تناول الكثير من الخضراوات الورقية الداكنة والبقوليات والمكسرات والبذور بدلاً عن تناول تلك المواد؛ وأكثر ما تحدث عند الأطفال، وخلال فترات الحاجة الغذائية الأكثر كما يحدث في حالة النساء الحوامل.

مشاركة :