وحلت الذكرى العشرون بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بشكل نهائي، لكن الخلافات والصعوبات السياسية التي يواجهها بايدن تلقي بظلالها على أي شعور بأنه تم طي الصفحة. وفي تسجيل مصوّر نشر عشية الذكرى، حض بايدن الأمريكيين على الوحدة التي تعد "أعظم نقطة قوة لدينا". وقال في رسالة من البيت الأبيض مدّتها ست دقائق "بالنسبة إلي، هذا الدرس الرئيسي من 11 أيلول/سبتمبر: في أكثر لحظات ضعفنا وفي التجاذبات التي تجعلنا بشرا وفي المعركة من أجل روح أمريكا، الوحدة هي أعظم نقطة قوة لدينا". وفي "غراوند زيرو" في نيويورك جرى الوقوف ست دقائق صمت أي ما يعادل الوقت الذي استغرقه ضرب البرجين وانهيارهما ولحظات تعرّض مقر البنتاغون للهجوم وتحطّم الرحلة الرقم 93. وقالت مونيكا إكين-مورفي التي فقدت زوجها البالغ 37 عاما مايكل إكين في مركز التجارة العالمي، إن الذكرى هذه المرة "أكثر صعوبة" من العادة بالنسبة للعديد من الأميركيين. وبالنسبة إليها، على غرار العديد من الناجين، فإن حدة الألم لم تخف رغم مرور عقدين. وأضافت لفرانس برس "أشعر كأنه (الاعتداء) وقع للتو". وكبر جيل بأكمله منذ صباح 11 أيلول/سبتمبر 2001. وعلى الإثر، ألقي القبض على مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقتل. وشُيّد برج جديد شاهق في مانهاتن، حل مكان البرجين. وقبل أقل من أسبوعين، غادر آخر الجنود الأمريكيين مطار كابول، مسدلين الستار على ما عرف بـ"الحرب الأبدية". لكن طالبان ، التي كانت في الماضي توفر ملاذا لبن لادن، عادت إلى السلطة في أفغانستان. وفي خليج غوانتانامو، ما زال العقل المدبّر للاعتداءات خالد شيخ محمد بانتظار محاكمته مع أربعة متهمّين آخرين، وذلك بعد تسع سنوات على توجيه التهم إليهم. ولا تزال الرواية الكاملة لكيفية شن الاعتداءات سرية. وأمر بايدن الأسبوع الماضي بنشر وثائق سرّية من التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) خلال الاشهر الستة المقبلة. فيديو | دقيقة صمت في بورصة نيويورك في الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر الدامية الولايات المتحدة تحيي ذكرى 11 سبتمبر مع إسدال الستار على "الحرب الأبدية" عشية إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر.. الرئيس الأمريكي يدعو إلى الوحدة "وحدة" في "غرواند زيرو"، قتل 2753 شخصا من دول عديدة في الانفجارات الأولى أو عندما قفزوا من النوافذ أو فقدوا لدى اندلاع النيران في البرجين المنهارين. وفي البنتاغون، خلّفت طائرة مخطوفة اصطدمت بالمقر فجوة اشتعلت فيها النيران، ما أسفر عن مقتل 184 شخصا في الطائرة وعلى الأرض. أما في شانكسفيل في بنسلفانيا، فقد تحطّمت طائرة الرحلة الرقم 93 للخطوط الجوية المتحدة "يونايتد" في حقل عندما قاوم ركّابها الخاطفين، قبل بلوغ هدفها الذي كان على الأرجح مقر الكابيتول في واشنطن. وفي خطابه المسجّل ليل الجمعة، حض بايدن الأميركيين على توحيد صفوفهم أثناء استذكارهم المأساة. وقال "لا تعني الوحدة أن على معتقداتنا أن تتطابق، لكن يجب أن يكون لدينا احترام وثقة ببعضنا البعض وبهذه الأمة". وخطط الرئيس ليكون هذا اليوم مفصليا في ولايته الرئاسية التي بدأت منذ نحو ثمانية أشهر. لكن بدلا من الإشراف على لحظات تعكس الوحدة، سيسافر بايدن في أنحاء بلد يشعر بالامتعاض من عملية الإجلاء من كابول التي اتسمت بالفوضوية، وقتل خلالها 13 جنديا أميركيا بتفجير انتحاري وسط إدراك واسع بالفشل والهزيمة التي لحقت بالولايات المتحدة. أما بالنسبة لأقارب الضحايا، فالحادي عشر من أيلول/سبتمبر مرتبط كما كان دوما بإبقاء ذكرى أحبائهم حية. وقال فرانك سيلر الذي قضى شقيقه الإطفائي ستيفن في مركز التجارة العالمي، "ما حصل أشبه ببيرل هاربور". وأضاف "الأشخاص الذين لم يكونوا على قيد الحياة لا يحملون المشاعر ذاتها التي يحملها أولئك الذين عايشوا ما حدث. لكن أميركا لم تنس قط بيرل هاربور ولن تنسى 11 أيلول/سبتمبر".
مشاركة :