نيويورك – الوكالات: أحيت الولايات المتحدة أمس الذكرى الـ20 لاعتداءات 11 سبتمبر في مراسم رسمية بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان الذي تخللته الفوضى وعودة طالبان إلى السلطة. وعند النصب التذكاري للضحايا في نيويورك جرى الوقوف دقيقة صمت عند الساعة 8:46 صباحا (12:46 ت.ج)، وهو الوقت الذي اصطدمت فيه أول طائرة مخطوفة ببرج التجارة العالمي. ثم بدأ أقارب الضحايا، العديد منهم وهم يذرفون الدموع، بتلاوة أسماء من قتلوا في الهجمات خلال الحفل الذي حضره الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الأسبق باراك أوباما وأقيم تحت حراسة أمنية مشددة. وحلت الذكرى العشرون بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بشكل نهائي، لكن الخلافات والصعوبات السياسية التي يواجهها بايدن تلقي بظلالها على أي شعور بأنه تم طي الصفحة. وفي تسجيل مصوّر نشر عشية الذكرى، حض بايدن الأمريكيين على الوحدة التي تعد «أعظم نقطة قوة لدينا». وقال في رسالة من البيت الأبيض مدّتها ست دقائق: «بالنسبة إلي، هذا الدرس الرئيسي من 11 سبتمبر: في أكثر لحظات ضعفنا وفي التجاذبات التي تجعلنا بشرا وفي المعركة من أجل روح أمريكا، الوحدة هي أعظم نقطة قوة لدينا». وفي «جراوند زيرو» في نيويورك جرى الوقوف ست دقائق صمت أي ما يعادل الوقت الذي استغرقه ضرب البرجين وانهيارهما ولحظات تعرّض مقر البنتاجون للهجوم وتحطّم الرحلة رقم 93. وقالت مونيكا إكين-مورفي، التي فقدت زوجها البالغ 37 عاما مايكل إكين في مركز التجارة العالمي، إن الذكرى هذه المرة «أكثر صعوبة» من العادة بالنسبة إلى العديد من الأمريكيين. وبالنسبة إليها، على غرار العديد من الناجين، فإن حدة الألم لم تخف رغم مرور عقدين. وأضافت لفرانس برس: «أشعر كأنه (الاعتداء) وقع للتو». وكبر جيل بأكمله منذ صباح 11 سبتمبر 2001. وعلى الأثر، ألقي القبض على مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقتل. وشُيّد برج جديد شاهق في مانهاتن، حل مكان البرجين. وقبل أقل من أسبوعين، غادر آخر الجنود الأمريكيين مطار كابول، مسدلين الستار على ما عرف بـ«الحرب الأبدية». لكن طالبان، التي كانت في الماضي توفر ملاذا لبن لادن، عادت إلى السلطة في أفغانستان. وفي خليج جوانتنامو، مازال العقل المدبّر للاعتداءات خالد شيخ محمد بانتظار محاكمته مع أربعة متّهمين آخرين، وذلك بعد تسع سنوات على توجيه التهم إليهم. ولا تزال الرواية الكاملة لكيفية شن الاعتداءات سرية. وأمر بايدن الأسبوع الماضي بنشر وثائق سرّية من التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) خلال الاشهر الستة المقبلة. وفي «جراوند زيرو»، قتل 2753 شخصا من دول عديدة في الانفجارات الأولى أو عندما قفزوا من النوافذ أو فقدوا لدى اندلاع النيران في البرجين المنهارين. وفي البنتاجون، خلّفت طائرة مخطوفة اصطدمت بالمقر فجوة اشتعلت فيها النيران، ما أسفر عن مقتل 184 شخصا في الطائرة وعلى الأرض. أما في شانكسفيل في بنسلفانيا، فقد تحطّمت طائرة الرحلة رقم 93 للخطوط الجوية المتحدة «يونايتد» في حقل عندما قاوم ركّابها الخاطفين، قبل بلوغ هدفها الذي كان على الأرجح مقر الكابيتول في واشنطن.
مشاركة :