أكد مدير برنامج الاتزان الرقمي «سينك» عبدالله الراشد، أن البرنامج ينظر إلى الاتزان الرقمي من منظور علمي يستمد ويمد الجانب الثقافي الذي يعد أساس البرنامج، وقال: هذا البعد الثقافي يلامس كل شيء في حياتنا، فمن المعلوم أن الثقافة ليست مجرد ظاهرة فقط، بل حتى دواخلنا وما يخلج فيها، وهذا كله تؤثر عليه التقنية، وكون هذا الموضوع له بعد ثقافي، أصبح من اهتمام مركز «إثراء» ومنه تم إطلاق هذا البرنامج الضخم. رفع الوعيجاء ذلك بعد إطلاق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» برنامج الاتزان الرقمي «سينك» الذي يهدف إلى رفع الوعي والتأثير على المجتمع في ممارسة العادات الرقمية السليمة، ومعالجة الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، لتقديم رؤية قيادية للعالم الرقمي الجديد في مرحلة ما بعد الجائحة، إذ يعتزم المركز عقد قمته العالمية في 7 ديسمبر القادم بحضور نخبة من الخبراء والمؤسسات المحلية والعالمية. أهمية البرنامج وأوضح الراشد أن أهمية هذا البرنامج تنبع من المدى الموجود لتبعات هذه الظاهرة العالمية، وأضاف: نحن في المملكة نعد من أكثر الشعوب استهلاكا للتقنية على مستوى الفرد عالميا، إذ أشارت الدراسات التي أجريناها إلى أن ثلثي الأشخاص المستخدمين للتقنية يعبرون عن رغبتهم في تقليل الاستخدام، وكل هذه الدلائل تؤكد أهمية أن يكون هناك برنامج محكم بخطة إستراتيجية، يساعد على رفع الوعي حول الاتزان الرقمي. نسبة عالمية وقال رئيس وحدة الرؤى السلوكية في وزارة الصحة د. محمد الحاجي: إن وجود وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة يحقق أعلى النسب عالميا، ما أدى للوصول إلى درجة الخطورة إلى حد ما، وذلك في نواحٍ كثيرة، مثل كيفية التفكير وتسيير حياتنا اليومية التي تأثرت كثيرا بشبكات التواصل، كونها جزءا رئيسا في يومنا، وبالتالي كلما كبرت مساحة استخدامها تزداد أهمية الاتزان الرقمي.وأضاف: المبادرة تجمعنا لنضع حدودا وضوابط، حتى لو كانت حدود فردية، بغض النظر عن الأمور المنظماتية، فالاتزان النفسي الفردي أصبح تحديا كبيرا على الأفراد، وبالأخص أولياء الأمور الذين يحاولون وضع بعض الكوابح لأبنائهم في استخدام الأجهزة وشبكات التواصل، فبالتالي مثل هذه المبادرات طويلة الأمد تؤدي إلى رؤية يسيرون نحوها في «إثراء».برهان علمي وتابع: برنامج مثل الاتزان الرقمي يسير على ٣ أذرع، ونحن نعرف أن الذراع البحثي هدفه تغذية صناع السياسات بتوصيات تساعدهم في سن لوائح وأنظمة وتوصيات أسرية، تساعد المجتمع كله في عملية الاتزان الرقمي، فبالتالي أتمنى أن تحول منتجات هذه المبادرة إلى سياسات لا تأتي اعتباطا، بل تستند إلى البرهان العلمي لتكون سياسات ذات أثر فعال في المجتمع. رفع الوعيوقالت الأستاذ المساعد في تخصص علم النفس بجامعة الملك سعود، د. هيلة السليم: إنه من الضروري قرع الجرس لرفع الوعي فيما يخص الاتزان الرقمي، وأشارت إلى أن البرنامج يقام لأجل ذلك، ولكن بالاعتماد على الدراسات العلمية، كما أنه معلق منذ البداية في كل المجتمعات، ولكن المجتمع السعودي يختلف عن أي مجتمع، ومن المؤلم عدم وجود بحوث علمية في هذا المجال، وأضافت: أدى ذلك إلى توجهي لعمل بحوث في هذا المجال، مثل «الهوية الأونلانية» والتأثير السياسي والثقافي فيها، وتأثير المجتمع أيضا، كوننا مجتمعا فريدا من نوعه، لذلك لابد من الوقوف على هذا المجتمع تحديدا. وتابعت: المجتمع السعودي جزء من برنامج «سينك» ومن المهم عمل رؤية كاملة لمعرفة ما إذا كانت هناك ظاهرة أم لا، وهل الضرر أكبر أم النفع، فنحن نتفق على أن هناك ضررا وفائدة من الاستخدام الرقمي، ولكن يجب رسم «دايجرام» واسع لجميع العوامل المحتملة التي تتسبب في الجانب المضيء أو المظلم. تعزيز الهويةوحول دور الفرد والمؤسسات في الاتزان الرقمي، قالت السليم: يجب أن تكون هناك سياسات مبنية على طبيعة المجتمع وطبيعة الأفراد وتفكيرهم وأخذهم للأمور، فمن المهم تعزيز الهوية الوطنية والهوية العالمية، فالشباب الآن يفعلون ذلك بطريقة تلقائية عبر المواطنة العالمية، ولكن بطريقة عشوائية وغير واعية وغير واضحة، ما يهدد الهوية الوطنية، لذلك يجب رسم السياسات فيما يخص الاتزان الرقمي. أما فيما يخص المنظمات فعليها مسؤولية كبيرة لاستخدام البحوث العلمية في صناعة سياسات تساعد على التغيير بشكل فريد وغير مقلد، بعيدا عن استيراد الأفكار من الخارج، ولكن بما يتناسب معنا ومع طبيعة ظروفنا ومجتمعنا.استخدام وسائل التواصل في المملكة يصل إلى حد الخطورةثلثا النشطاء يرغبون في تقليل الاعتماد على التقنيات الرقمية
مشاركة :