أكد المشاركون في المؤتمر الأول لجريدة الشروق ، ان التحول الرقمي لم يعد خيارا خلال الفترة الحالية وإنما ضرورة لتحقيق التنمية. وعقدت " الشروق " مؤتمر الاول تحت عنوان " التحول الرقمي بين إنجازات الحكومة ومتطلبات المواطن " والذى شهد حفل تأبين الزميل الصحفى احمد عواد المسئول عن ملف الاتصالات بالجريدة . وشارك فى رعاية المؤتمر شركات راية القابضة للاستثمارات المالية ، شركة بنية ، اي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية ، اورانج مصر ، فودافون مصر ، المصرية للاتصالات ، الهيئة القومية للبريد ، هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات(ايتيدا) الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ، OPPO . ووجه المهندس أحمد مكي، رئيس مجلس إدارة شركة بنية كابيتال، الشكر لمؤسسة الشروق لرعاية وتنظيم حفل التأبين للكاتب الصحفى أحمد عواد، واصفا الحفل بأنه يوم الوفاء للكاتب الراحل والذي كان له دورا كبيرا لنشر المعرفة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تاركا إرثا كبيرا من الحب من قبل أسرة الاتصالات كلها. وقال في كلمته أن التحول الرقمي لم يعد محل تساؤل إن كان سيتم الاعتماد عليه من عدمه، لكن الوقت والكيفية هي التساؤلات الذي يشغل العالم خلال الوقت الحالي، مشيرا إلى أن مصر جاوبت على تساؤل التوقيت منذ أكثر من ثلاثة أعوام باستراتيجية متكاملة للتحول الرقمي. وأشار مكى الى أن الشركات حاليا بالتعاون مع الحكومة تجيب عن تساؤل كيف سيتم تنفيذ التحول الرقمي، مؤكدا على أن استراتيجية التحول الرقمي تعطى فرصة للشركات لتطوير البنية التحتية التي تعد أهم محاور تنفيذ التحول الرقمي. أضاف أن شركة " بنية " شاركت خلال السنوات الأربعة الماضية في تنفيذ مشاريع مؤثرة على المستوى القومي، لم تكن موجودة بهذه القوة وهذا الزخم من قبل، لتمثل مصر قاعدة لتصدير تلك الخدمات التى تساهم فى التحول الرقمي على المستوى الأفريقي والعالمي. لإثبات أن مصر قادرة على التحول الرقمي وتقدم نماذج عالمية خارج مصر. وأكد رئيس مجلس ادارة شركة " بنية " على أن مصر خلال الفترات الماضية كان لها دورا هائلا في تطوير البنية التحتية بالاعتماد على المقاولين العرب في القارة الأفريقية، غير أن العصر الحالي هو عصر البنية التحتية التكنولوجية. أشار إلى أن العالم ينظر الى افريقيا باعتبارها قارة الفرص وانطلاقا من ذلك يجب القيام بدورنا في دعم الاسواق الافريقية ، مشيرا الى أن شركته بدأت ذلك بالتعاون مع دولة الكونغو لمد البنية التحتية من كابلات الفايبر بالتعاون مع شركة الاتصالات الكونغولية باستثمارات حوالي ٥٠٠ مليون دولار، حيث تم إنشاء شركة مشتركة بين شركتى " بنية " والاتصالات الكونغولية لمد الألياف الضوئية على المستوى القومي بالدولة الكونغولية. وأشار إلى أن " بنية " انضمت مؤخرا لمنظمة إفريقيا الذكية التي تضم ٣٣ دولة وعدد قليل من الشركات التكنولوجية لتصبح واحدة من الشركات القلائل بالمنظمة. شدد مكى على ضرورة توطين صناعة الألياف الضوئية التي تعد حجر الزاوية في البنية التحتية المعلوماتية و وهو ما قامت به شركة " بنية " من خلال إنشاء مصنع الألياف الضوئية في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، موضحا أن المصنع تلقى طلبات تغطى ٦٠% من حجم الإنتاج المتوقع للمصنع. واشار مكى إلى توقيع " بنية " اتفاقا مع منظمة IEEE لدعم رواد الأعمال في مجالات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في القارة الأفريقية. من جانبه الدكتور خالد العطار ، نائب وزير الاتصالات للتحول الرقمي والميكنة ، أن التحول الرقمي أصبح إحدي ضروريات الحياة في جميع دول العالم للوصول إلي مجتمعات معرفية تعتمد علي استخدام البيانات لتصحيح المسار ورفع القدرات التنافسية للدول وتحقيق رفاهية المواطنين . وأكد العطار أن أكبر مشكلة تواجه التحول الرقمي بصفة عامة تتمثل في هجرة العقول للخارج ، موضحا أن مصر تخوض مرحلة التحول الرقمي منذ مايو 2015 عند تجميع قواعد بيانات الجهات الحكومية ودراسة تنفيذ مشروعات حكومية عملاقة مثل التأمين الصحي الشامل . وألمح العطار إلي أن الوزارة تسعي إلي تحويل مصر لمجتمع معرفي يعتمد علي توظيف البيانات في إدارة السياسات ولكن يوجد حزمة تحديات منها ضرورة وجود قواعد بيانات حكومية أكثر انضباطا بهدف القضاء علي منظومة الفساد ، إلي جانب طبيعة الثقافة والموروث لدي الموظف الحكومي والذي ما زال يؤمن بأهمية وجود مستند رسمي مدون عليه ختم النسر . وتابع قائلا : يوجد أعداء للتحول الرقمي في مصر لأسباب كثيرة منها مصالح أو وجود سوء فهم أو غياب وعي ، مشيرا إلي أن الجمهورية الجديدة التي تسعي الدولة بإنشائها تقوم علي مبدأ المساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات . وشدد العطار علي ضرورة إعادة هيكلة منظومة الخدمات المقدمة لدي الجهات الحكومية لاستيعاب التطبيقات الذكية الجديدة وإتاحة الخدمات عبر أكثر من منفذ للمواطنين . وذكر احمد منصور ، الأمين العام للبريد المصري ، أن البريد يعمل حاليا علي تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي والشمول المالي من خلال فروع الهيئة البالغة 4200 فرع علي مستوي الجمهورية ، مبينا أن الهيئة تسعي إلي تغيير طريقة تقديم الخدمة للمواطنين باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة . اوضح منصور أن البريد المصرى يقدم أكثر من 150 خدمة بريدية وحكومية ومالية جزء منها خدمات مجتمعية ، إلا أن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية توعية المواطنين لتقديم الخدمة عن طريق القنوات البديلة . وتابع : أن الهيئة القومية للبريد بدأت تعمل علي تطوير مراكز لوجيستية وسيارات متنقلة وماكينات صراف الي بعدد 1750 ماكينة وتخطط لاضافة من 2000 إلي 3000 ماكينة جديدة أخري خلال العام المقبل ومن جانبه ، شدد هاني محمود ، مستشار رئيس الوزراء للإصلاح الإداري ورئيس مجلس إدارة شركة فودافون مصر ، أن نجاح عملية التحول الرقمي في مصر بحاجة إلي تغيير ثقافة المواطن المصري للحصول علي الخدمات الرقمية رغم وجود تجارب ناجحة سابقة تؤكد علي قدرة المواطن في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وقال محمود أن تكلفة تنفيذ بعض خدمات التحول الرقمي قد تصل لمليارات الجنيهات الأمر الذي بدأت الدولة المصرية في توفيره طبقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل الوصول إلي حياة رقمية متطورة ، معتبرا أن مصر تأخرت فترة من الزمن في اللحاق بركب الدول المتقدمة في التحول الرقمي . وتابع أن التقارير العالمية تؤكد أن دول العالم ستنقسم خلال عام 2030 إلي نوعين أحداهما نجحت في التعايش مع مقتضيات التحول الرقمي والاخرى فشلت فى ذلك .
مشاركة :