الفيديو الذي نشره أحد المغردين رغم أنه مناشدة للمسؤولين في دولة الكويت لتصحيح أوضاع الشوارع بالكويت إلا أنه من جهة أخرى فتح أعياننا - نحن البحرينيين - على مستوى الخدمات التي تقدمها الحكومة الرشيد ودرجة وعي والتزام المواطن، لقد تحدث عن مستوى النظافة التي تتمتع بها البحرين، وكذلك الخدمات التي تقدمها الإدارة العامة للمرور في وضع الإشارات والعلامات المرورية وسلامة الشوارع والأرصفة، وفي عملية مقارنة بين دواعيس وممرات البحرين وشوارع خيطان، طالبًا بأخذ الخبرة من البحرينيين!! هذا الحديث يجرّنا إلى رؤية وطننا البحرين بشكل أدق، فالبحرين كانت ولا تزال متميزة في كل شيء، وفي جميع المجالات، لربما نحن في البحرين لا نشاهد ذلك التفوق والتميز بسبب أننا بالداخل ونعيش حياةً سريعةً، ولكن من يرى البحرين من الخارج، ويعمل مقارنة مع بعض الدول يرى الفارق الكبير الذي يصب في صالح البحرين وشعبها، وما التغريدة الأخيرة إلا إحدى المؤشرات على جمال البحرين ورقيّ شعبها، فكل شيء في البحرين جميل، وهذا ما نشاهده في مدنها وقراها، والذي نالت من أجل ذلك الشهادات التقديرية والاشادات الدولية. لقد أثبت المواطن البحريني على وعيه والتزامه بالقوانين المرورية، وهو الأمر الذي دفع كل الزائرين والوافدين للالتزام بجميع الأنظمة حتى أولئك القادمين من دول لا تشدد في الإجراءات المرورية فإنهم مع دخولهم البحرين نراهم في غاية الرقية والاحترام والالتزام، لذا يتساءل الفرد كيف حصل هذا الوعي والالتزام حتى أصبحنا مثالاً وأنموذجًا؟! إنها مسألتان، الأولى تطبيق قانون المرور بكل صرامة وقوة، ورغم أن البعض يشعر بقسوته إلا انه في ذات الوقت في صالح الجميع، الأمر الآخر هو الوعي والالتزام الذي يتمتع به المواطن والمقيم والزائر. قد يشعر الفرد بقسوة الغرامات أو الأحكام الصادرة في حق المخالفين، ولكن حين النظر إلى مستوى الحوادث المنخفض بسبب تطبيق القوانين والإجراءات يتأكد له أن ذلك في صالح المجتمع، فقبل سنوات قليلة، وتحديدًا قبل صدور قانون المرور الجديد كانت الحوادث المميتة نسبتها كبيرة، وهو الأمر الذي دفع بالكثير للمطالبة بتشديد العقوبات حفاظاً على الأرواح!. الجهود التي تقوم بها الإدارة العامة للمرور كبيرة ومشهودة، ويمكن مشاهدة ذلك في الخدمات التي تقدّمها الإدارة، التميز في الخدمة، وسرعة الإنجاز، وتوفير المال والوقت، وهذه الخدمات يقابلها وعي والتزام المواطن بالإجراءات، وهو المكسب الذي تحقق، وما الشهادات التي نسمعها ونراها في وسائل التواصل الاجتماعي إلا بسبب ذلك الوعي والالتزام. لا يتحقق التقدم ويتم الإنجاز إلى بتعاون الجميع، وما تقوم به الإدارة العامة للمرور في الشوارع والطرقات إلا من أجل سلامة الناس، وما وعي والتزام المواطن بالقوانين والأنظمة المرورية إلا لتحقيق ذلك الهدف.