عندما اعتقد المسؤولون الأميركيون في السابق أن إيران ستظل حليفاً مهماً، قامت طهران بشراء أسلحة متطورة ومعدات دفاعية من الولايات المتحدة لأسباب سياسية واقتصادية. وفي الحقيقة كانت إيران أكبر مشترٍ للمعدات العسكرية الأميركية قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وتزايدت مبيعات الأسلحة لإيران بصورة استثنائية في الفترة ما بين 1972 و1976. ولكن منذ الثورة الإسلامية، بات شراء إيران للأسلحة من الدول الكبيرة في العالم ممنوعاً، ولم تشترِ معدات حديثة من الغرب منذ ذلك الحين. ويعتقد بعض المحللين أن انهيار حكومة أفغانستان، واستيلاء حركة طالبان على السلطة وانسحاب الولايات المتحدة شكّل فرصة ذهبية لإيران لمتابعة تحقيق أهدافها في أفغانستان. وأخيراً، ظهرت بعض الصور المثيرة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر من خلالها قافلة من الشاحنات الضخمة التي تنقل معدات عسكرية أميركية من أفغانستان إلى إيران. واستناداً إلى تقارير غير رسمية، فقد اشترت إيران عربات «همفي» وعربات مصفّحة أخرى من «طالبان» من أجل الأبحاث والهندسة. وواجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، انتقادات لاذعة بعد انتشار صور في وسائل الإعلام تظهر معدات أميركية عسكرية في أيدي «طالبان». وقبل بضعة أيام من ظهور التقارير التي تتحدث عن شراء أسلحة أميركية من «طالبان»، كتب ممثلا مجلس النواب الأميركي الجمهوريان جيمس كومر، وغلين غروثمان، رسالة إلى وزير الدفاع لويد اوستن يطالبان فيها بمعلومات حول خطط وزارة الدفاع لاستعادة الأسلحة الأميركية المتروكة في أفغانستان، وقال الرجلان في الرسالة «لانزال نتساءل ما إذا كانت إدارة الرئيس بايدن لديها خطط لمنع (طالبان) من استخدام هذه الأسلحة ضد الولايات المتحدة أو حلفائها أو بيعها إلى دول أجنبية عدوة لواشنطن، مثل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية». وإضافة إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب: «يجب المطالبة بإعادة جميع المعدات العسكرية التي تركت في أفغانستان على الفور إلى الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي يتضمن كل سنت من تلك الأسلحة التي يبلغ ثمنها نحو 85 مليار دولار». وعلى الرغم من أن الحكومتين الإيرانية والأميركية لم تعلقا على تلك الصورة، إلا أنه من الواضح أنها ترقى إلى الضربة الموجعة لإدارة بايدن. وقال وزير الدفاع الأفغاني قبل استيلاء «طالبان» على الحكم، بسم الله محمدي، في تغريدة وصف فيها إيران بأنها «جار سيئ»، وأضاف في التغريدة ذاتها «إن أيام أفغانستان السيئة لن تستمر إلى الأبد». ويعتقد بعض المراقبين أن «طالبان» في حاجة ماسة للعملة الصعبة كي تعزز بها الاقتصاد الأفغاني الذي دمرته الحرب. وبالطبع فإن بيع بعض من الغنائم الجديدة التي حصلت عليها يمكن أن يوفر لـ«طالبان» التمويل الضروري لتشغيل القطاع العام الافغاني وإعادة بناء البنية التحتية للدولة. وقال الصحافي الأميركي، غوارن كيسك، على موقع للتواصل الاجتماعي: «ربما تمكنت إيران من عقد اتفاقية مع (طالبان) لشراء بعض العربات والمعدات من أجل البحث، وإذا حصلت إيران على قطع غيار لمروحيات أميركية فإن ذلك سيكون بمثابة حياة جديدة لتطوير الطائرات العسكرية الإيرانية». وعلى الرغم من أن قائد القيادة الوسطى، الجنرال كينيث فرانكلين ماكنزي، يؤكد أن الطائرات الأميركية التي تركت في أفغانستان لا يمكن تشغيلها ولا أن تطير مرة ثانية، إلا أن هذه الطائرات ستكون مفيدة لهندسة تطوير الأسلحة في إيران وأعداء أميركا الآخرين. وقبل أشهر من انهيار الحكومة الأفغانية، قامت إيران بتسريع تواصلها الدبلوماسي مع «طالبان». وأكدت بعض التقارير أنها قدمت دعماً عسكرياً إلى «طالبان» في مسعى منها لتسريع انسحاب الأميركيين من الدولة. ولكن طهران أنكرت هذه الادعاءات. وقال أحد كبار المسؤولين الأمنيين الأميركيين خلال مؤتمر صحافي عقدته وزارة الدفاع الأميركية: «قدمت إيران لـ(طالبان) دعماً مالياً وتدريبات متعددة». وأشارت بعض التقارير إلى أنه في السنوات الأخيرة عملت إيران و«طالبان» معاً وبصورة مستقلة ضد عدوهما المشترك الولايات المتحدة. وإذا استمر هذا التعاون، فمن المتوقع أن يتم إرسال بعض المعدات العسكرية الأميركية، سواء اعتبرت عديمة الفائدة أم لا، إلى إيران من أجل استخدامها لأغراض الأبحاث العسكرية. ووفقاً لمسؤولي «طالبان» فإن الحركة حصلت إثر دخولها إلى كابول على 2000 عربة مصفحة، بما فيها عربات من نوع «همفي»، ونحو 40 طائرة، منها مروحيات من نوع «بلاك هوك»، ومروحيات هجومية، وطائرات عسكرية بلا طيار. ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كانت الأسلحة الأميركية ستقع في أيدي مجموعات مسلحة أخرى مثل القاعدة، وهي العدو الإرهابي للولايات المتحدة، أو أن إدارة الرئيس جو بايدن وضعت خططاً لمنع استخدام هذه الأسلحة من أجل الإضرار بالمصالح الوطنية الأميركية. ظهرت بعض الصور المثيرة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر من خلالها قافلة من الشاحنات الضخمة التي تنقل معدات عسكرية أميركية من أفغانستان إلى إيران. وفقاً لمسؤولي «طالبان» فإن الحركة حصلت إثر دخولها إلى كابول على 2000 عربة مصفحة، بما فيها عربات من نوع همفي، ونحو 40 طائرة، منها مروحيات من نوع بلاك هوك، ومروحيات هجومية، وطائرات عسكرية بلا طيار. • محمد موسوي زادا: صحافي ومحلل للقضايا الدولية والسياسة الخارجية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :