نفى مُختصون في الآثار بالمدينة المنورة عزم إحدى الجهات الحكومية بالمنطقة تطويق جبل الرُماة في المنطقة التاريخية بسيد الشهداء التي يحتضنها جبل أحد بالمدينة المنورة بـ»سور مرتفع» يحجب الزوار عن الجبل الذي يحمل إرثا تاريخيا للمسلمين في المنطقة التاريخية بالمدينة المنورة، والاكتفاء بالعملية التنظيمية التي أقرتها اللجنة المشكلة من قبل عدة جهات بالمنطقة، والمتمثلة في تخصيص مسارات مخصصة من خلال وضع درابزين جمالي بارتفاع 80 سم فقط من كل الجهات وتهميد الجهة الغربية من الجبل التاريخي لصعود زوار المنطقة على متن الجبل الذي يرتفع 20 مترا عن سطح الأرض لضمان سلامة الوفود وتنظيم حركة المُشاة العشوائية في المنطقة. في حين يحرص زوار المدينة المنورة على صعود جبل الرُماة الذي يقع بجانب جبل أحد على بعد 3 كيلومترات من الجهة الشمالية للمسجد النبوي الشريف لمحاكاة الواقعة التاريخية التي تمركز فيها عدد من المسلمين إبان عزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة على الجبل لحماية المسلمين من تسلل المشركين والتي خالف فيها الرُماة أوامر سيد الخلق النبي صلوات الله وسلامه عليه، مما دفع المشركين للالتفاف حول الجبل ومباغتة المسلمين في تلك المعركة العظيمة. من جانبه دحض الباحث والمؤرخ التاريخي الدكتور عبدالعزيز كعكي في حديثه لـ»المدينة» كل الأقاويل التي يرددها البعض المتمثلة في تقليص حجم جبل الرُماة الذي يمثل رمزا تاريخيا بالمدينة المنورة نتيجة احتفاظ بعض الزوار بأجزاء من حجارته أو ترابه، وقال: «بعد إزالة المباني التي كانت موجودة في السابق حول وعلى جبل الرماة، تسبب ذلك الأمر في إحساس الناظرين بأن هناك تقليصا في الحجم والتي إن حدثت فإنها بسيطة جدا وتعود في الأصل إلى عوامل التعرية التي تعرض لها الجبل على مر العصور»، وأضاف: «جزء من الجبل تم دفنه عند إنشاء وادي قناة المجاور له في منطقة سيد الشهداء بسبب رفع منسوب الأرض المجاورة للجبل التاريخي». وعن إحاطة جبل الرُماة بسور من جميع الجهات، أكد كعكي أن المخطط التطويري لمنطقة سيد الشهداء التي تبنته أمانة منطقة المدينة المنورة في وقتٍ سابق كان يتضمن تطوير العديد من المرافق بالمنطقة والتي بدأت في تنفيذ أجزاء من المشروع فيما تبقى أجزاء منه قيد الإجراء، وقال: «تضمن المشروع اقتراح تسوير جبل الرُماة لضمان سلامة الزوار في المنطقة التي يتوافدون للصعود إلى الجبل من جميع الاتجاهات، مما قد يشكل خطرا على حياة البعض نتيجة التعرض للسقوط وخصوصا من الجهة الشمالية والشرقية والتي تعتبر غير مُهيأة في الأصل لصعود الزوار بخلاف المنطقة المتاحة للصعود من الجهة الغربية للجبل التاريخي». وتابع الكعكي: «بعد دراسة المشروع ومناقشة من قبل عدة جهات اتفق المشاركون على تسوير الجبل بـ»درابزين» بارتفاع 80 سم فقط عن سطح الأرض بأعمدة من الرخام مشغولة بشبك من «الأرابيسك» تُعطي للموقع الشكل الجمالي من جميع الاتجاهات، فيما يتم تخصيص 4 بوابات من الجهة الغربية لصعود الحجاج والزوار على الجبل من المنطقة التي تعتبر أكثر أمنا على حياة زوار المنطقة التاريخية في المدينة المنورة». ونفى الكعكي عزم الجهات المختصة بتسوير المنطقة بهدف منع صعود الزوار على متن الجبل وقال: «تعتبر تلك العملية تنظيمية لحماية الوفود في المنطقة التاريخية بالإضافة إلى أن التصميم الهندسي لـ»الدرابزين» يراعي عدم حجب الرؤيا ولكن ينظم حركة المُشاة العشوائية للزوار في المنطقة». وألمح الكعكي خلال تصريحه مع «المدينة» إلى أن بعض الجهات المعنية في وقت سابق قد تقدمت بمقترح تضمن تسوير المنطقة بشكل كامل بجدار يعزل الزوار عن جبل الرُماة ولكن ذلك القرار قوبل بالرفض التام من قبل الأعضاء في اللجنة المشكلة الذين عززوا المقترح بقرار صدر عن وزارة الشؤون البلدية والقروية التي تعتبر الجهة المسؤولة عن تنفيذ تلك المشروعات في جميع المواقع بالمدينة المنورة. **************************************** السياحة: تباين في الآراء حول التسوير والقرار لم يصدر حتى الآن ****************************************** أكد مدير فرع هيئة السياحة والآثار صالح عباس في اتصال مع «المدينة»، أن اللجنة المشكلة من قبل الجهات المعنية قد ارتأت وضع مسار مخصص يتناسب مع حاجة الزوار لصعود جبل الرُماة لضمان سلامتهم وخصوصا كبار السن، وذلك ضمن خطة اللجنة المشكلة لتطوير المواقع التاريخية التي من ضمنها تطوير منطقة جبل أحد التاريخية. وأشار عباس في حديثه إلى رصد تباين في آراء ممثلي عدد من جهات حكومية كأمانة المنطقة وهيئة تطوير المدينة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفرع وزارة الحج حول آلية التسوير التي قد بحثتها اللجنة في وقت سابق، في حين لم يصدر حتى الآن قرار نهائي بوضع السور بالطريقة الأمثل التي تضمن سلامة زوار المنطقة التاريخية. المزيد من الصور :
مشاركة :