موسم قطف الياسمين في أوجه في فرنسا لمئوية عطر «شانيل» الشهير «نوميرو سانك»

  • 9/13/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بلغ‭ ‬موسم‭ ‬قطف‭ ‬الياسمين‭ ‬أوجه‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬بين‭ ‬منطقتي‭ ‬الألب‭ ‬والبحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬لإعداد‭ ‬عطر‭ ‬‮«‬شانيل‮»‬‭ ‬الشهير‭ ‬‮«‬نوميرو‭ ‬سانك‮»‬‭ ‬الأكثر‭ ‬مبيعا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬يحتفى‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬بالذكرى‭ ‬المائة‭ ‬لإطلاقه‭. ‬ ولم‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬الزهور‭ ‬البيضاء‭ ‬الصغيرة‭ ‬للنبتة‭ ‬المعروفة‭ ‬علميا‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬ياسمينوس‭ ‬جرانديفلوروم‮»‬‭ ‬تزرع‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬عشر‭ ‬مزارع‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬مدينة‭ ‬غراس‭ ‬الفرنسية،‭ ‬مهد‭ ‬صناعة‭ ‬العطور‭. ‬ وهي‭ ‬تتفتّح‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬وتُقطف‭ ‬في‭ ‬النهار‭. ‬وقطفها‭ ‬من‭ ‬شجيرات‭ ‬القانة‭ ‬مهمّة‭ ‬شاقة‭ ‬تنجزها‭ ‬نساء‭ ‬بنسبة‭ ‬90‭%‬‭ ‬يحنين‭ ‬الظهور‭ ‬أو‭ ‬ينخفضن‭ ‬تحت‭ ‬أشعّة‭ ‬الشمس‭ ‬الحارقة‭ ‬لجني‭ ‬الزهور‭ ‬يدويا‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬تتكرّر‭ ‬آلاف‭ ‬وآلاف‭ ‬المرّات،‭ ‬إذ‭ ‬يتطلّب‭ ‬الأمر‭ ‬جمع‭ ‬8‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬زهرة‭ ‬لتشكيل‭ ‬كيلوجرام‭ ‬واحد‭. ‬ وتقول‭ ‬كوليت‭ ‬مول‭ (‬50‭ ‬عاما‭) ‬التي‭ ‬تزرع‭ ‬عائلتها‭ ‬هذه‭ ‬النبتات‭ ‬الفوّاحة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1840‭ ‬وبشكل‭ ‬حصري‭ ‬لدار‭ ‬‮«‬شانيل‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬1987‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬تمتدّ‭ ‬على‭ ‬20‭ ‬هكتارا‭ ‬هي‭ ‬قيد‭ ‬التوسّع‭: ‬‮«‬الياسمين‭ ‬رقيق‭ ‬جدّا‮»‬‭. ‬ ويستمرّ‭ ‬موسم‭ ‬قطف‭ ‬الياسمين‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬إلى‭ ‬أكتوبر‭ ‬ويأتي‭ ‬الجزء‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬العمّال‭ ‬الموسميين‭ ‬الذين‭ ‬يتراوح‭ ‬عددهم‭ ‬بين‭ ‬40‭ ‬و50‭ ‬شخصا‭ ‬‮«‬كلّ‭ ‬سنة‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬مول‭. ‬وتساعدهم‭ ‬في‭ ‬مهمّتهم‭ ‬أسر‭ ‬بلغارية‭ ‬تجتذبها‭ ‬الرواتب‭ ‬المقدّمة‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬حيث‭ ‬يساوي‭ ‬الحدّ‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجور‭ ‬أربع‭ ‬مرّات‭ ‬ذاك‭ ‬المقدّم‭ ‬في‭ ‬بلدها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬العلاوات‭ ‬على‭ ‬المحاصيل‭. ‬ ويقول‭ ‬فابريس‭ (‬56‭ ‬عاما‭) ‬زوج‭ ‬كوليت‭: ‬‮«‬يتطلّب‭ ‬الأمر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬والمرونة‭ ‬وخفّة‭ ‬اليد‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الزهرة‭ ‬خفيفة‭ ‬جدّا‭ ‬‮«‬لدرجة‭ ‬أنكم‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تشعرون‭ ‬بها‭ ‬عند‭ ‬إمساكها‭ ‬باليد‮»‬‭. ‬ ويسمح‭ ‬نظام‭ ‬جوفي‭ ‬للرّي‭ ‬بالتقطير‭ ‬بتوفير‭ ‬المياه‭ ‬بنسبة‭ ‬20‭%‬‭. ‬ويقع‭ ‬مصنع‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬المزرعة‭ ‬وفي‭ ‬داخله‭ ‬حاويات‭ ‬من‭ ‬الفولاذ‭ ‬المقاوم‭ ‬للصدأ‭ ‬تُنقع‭ ‬فيها‭ ‬الورود‭ ‬لاستخراج‭ ‬جزيئات‭ ‬عطر‭ ‬الياسمين‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬محاليل‭ ‬من‭ ‬مركّب‭ ‬الإيزوهكسان‭ ‬الكيميائي‭ ‬غير‭ ‬المسرطن‭ ‬الذي‭ ‬حلّ‭ ‬محلّ‭ ‬الهكسان‭ ‬قبل‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭. ‬ وقد‭ ‬حافظت‭ ‬منطقة‭ ‬جراس‭ ‬على‭ ‬صناعاتها‭ ‬التقليدية‭ ‬المدرجة‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬للتراث‭ ‬العالمي‭ ‬منذ‭ ‬2018،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الإنتاج‭ ‬السنوي‭ ‬للياسمين‭ ‬الذي‭ ‬تقلّص‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬يقتصر‭ ‬راهنا‭ ‬على‭ ‬13‭ ‬طنّا،‭ ‬أغلبها‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬مول‭ ‬لحساب‭ ‬‮«‬شانيل‮»‬‭. ‬ ولا‭ ‬شكّ‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ياسمين‭ ‬جراس‭ ‬يبقى‭ ‬‮«‬أهمّ‭ ‬مكوّنات‭ ‬عطر‭ ‬نوميرو‭ ‬سانك‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬يقول‭ ‬أوليفييه‭ ‬بولج‭ ‬خبير‭ ‬العطور‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬العريقة‭. ‬ ويكشف‭ ‬العطّار‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الياسمين‭ ‬‮«‬أتعبنا‭ ‬كثيرا‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‮»‬‭. ‬ويقتصر‭ ‬استخدامه‭ ‬على‭ ‬مستخلصات‭ ‬العطر،‭ ‬‮«‬أي‭ ‬الصيغة‭ ‬الأكثر‭ ‬تركّزا‭ ‬والأرفع‭ ‬مستوى‭ ‬التي‭ ‬تشكّل‭ ‬جوهر‭ ‬العطر‭ ‬نوميرو‭ ‬سانك‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يستعمل‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬العطرية‭. ‬ ويُعتبر‭ ‬‮«‬نوميرو‭ ‬سانك‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أبصر‭ ‬النور‭ ‬سنة‭ ‬1921‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬رائدا‭ ‬بمجموعة‭ ‬الروائح‭ ‬المنصهرة‭ ‬فيه‭ ‬والمستخرجة‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬مكوّنا‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تطغى‭ ‬عليها‭ ‬أيّ‭ ‬زهرة‭ ‬بالتحديد‭ ‬المنتج‭ ‬الأكثر‭ ‬مبيعا‭ ‬لـ«شانيل‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عطرين‭ ‬أحدث‭ ‬عهدا‭ ‬هما‭ ‬‮«‬كوكو‭ ‬مادوموازيل‮»‬‭ ‬و«شانس‮»‬‭. ‬ ويذكّر‭ ‬أوليفييه‭ ‬بولج‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬فكرة‭ ‬غابرييل‭ ‬شانيل‭ ‬كانت‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العطر‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬وسيلة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الأسلوب‮»‬‭. ‬

مشاركة :