مركز بروكسل لمكافحة الإرهاب لـ«الاتحاد»: أوروبا أجهضت المشروع الإخواني وفي طريقها لحظرهم

  • 9/12/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشف دراسة جديدة صادرة عن مركز توثيق الإسلام السياسي التابع للحكومة النمساوية المعني برصد ومراقبة وتحليل أنشطة منظمات الإسلام السياسي عن روابط مؤسسة رابطة الثقافة النمساوية جماعة الإخوان الإرهابية. ولفتت الدراسة إلى أن جماعة الإخوان أنشأت نظاماً معقداً من المنظمات غير الوطنية، ومعاهد التدريس والفتوى والفروع المحلية المختلفة في أوروبا، مشيرة إلى أن هذه المنظمات الفرعية لا تكشف عن ارتباطها بالتنظيم الدولي للجماعة، إلا أنها في الواقع تحافظ على اتصالات وثيقة سرية مع أشخاص من بيئة الإخوان المسلمين في أوروبا. من جانبه، قال رئيس مركز بروكسل للأبحاث ومكافحة الإرهاب رمضان أبوجزر، إن أكثر ما يؤرق التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية هو خشيتهم من تنبه أجهزة الأمن الغربية لخطورة هذا التنظيم والأشكال التى يتعامل بها، موضحاً أن اجتماعاً للتنظيم الدولى في 2019 تقرر فيه تشعيب وتصعيب مهمة الملاحقة الأمنية؛ لأنه اعتمد على المئات من المسميات المختلفة التى تأخذ شكل جمعيات ومراكز ومنظمات لا تمت بصلة للجماعة. وأضاف أبوجزر لـ«الاتحاد» أن هذه الجمعيات والمنظمات تستخدم القوانين المحلية لمختلف الدول الأوربية للانتشار والتوسع، فيما حقيقة الأمر إن تبعيتها للتنظيم لا تكون من خلال التواصل المباشر، لكن عبر التنسيق الخفي بينهم، وهو ما اكتشفته النمسا مؤخراً ومن قبلها ألمانيا، مؤكداً أنه في بلجيكا وفرنسا جارٍ العمل على قدم وساق لتصنيف الشخصيات والجمعيات والمراكز التى كانت لها صلات بالتنظيم الدولي كجواسيس وعناصر استخباراتية. إلى ذلك، فقد فحصت الدراسة النمساوية الروابط الدولية للأشخاص الذين نشطوا في فروع رابطة الثقافة في فيينا وغراتس؛ بهدف إظهار الروابط المتنوعة بين ثقافة الرابطة الإسلامية وبيئة الإخوان المسلمين في أوروبا، فضلاً عن توجهها الأيديولوجي وعلاقته بأفكار الإخوان المسلمين. واتضح أن رابطة الثقافة مدمجة في شبكة المنظمات الدولية من بيئة الإخوان المسلمين، بما في ذلك اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، ووفق الدراسة، لعب أشخاص مثل أيمن علي، الإمام السابق لمسجد النور التابع لرابطة الثقافة في مدينة جراتس النمساوية قبل أن يصبح مستشاراً للرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي دوراً مركزياً في دمج الرابطة في الشبكة الأوروبية للإخوان المسلمين. ويعيد رئيس مركز بروكسل للأبحاث ومكافحة الإرهاب، خلال حديثه لـ«الاتحاد»، تأكيد أن الهزيمة الكبرى التى مُنيت بها جماعة الإخوان في تونس والمغرب وليبيا ومن قبلها مصر، تسببت في تراجع خطاب الإخوان في أوروبا بعد كشفهم على حقيقتهم وترويجهم للإرهاب، لافتاً إلى أن أسرارهم بدأت تتكشف، وأن معلومات تدور في الأروقة الأوروبية الآن بحظر الجماعة في كل الدول الأوروبية. وكان المجلس الوطني في النمسا قد أقر قانوناً جديداً لمكافحة الإرهاب والتطرف في منتصف 2021 يستهدف تعزيز جهود الدولة لحظر نشاطات التنظيمات الإرهابية وملاحقة مموليها، وتتيح التشريعات الجديدة تغليظ العقوبات على البيئات الحاضنة للمتطرفين وتسهل عملية مراقبتهم، وكذلك مراقبة خطاب الكراهية والتشدد الديني واستغلال شبكة الإنترنت في هذه الأغراض. وعانت فيينا هجوماً إرهابياً مطلع نوفمبر الماضي، أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين، قبل أن تتمكن السلطات من قتل المنفذ، الذي تبين أنه كان معروفاً لأجهزة الأمن وأراد السفر إلى سوريا للالتحاق بتنظيم «داعش»، وبعدها كثفت السلطات النمساوية مداهمات مؤسسات المتشددين في البلاد، وأعلنت استحداث جريمة «الإسلام السياسي»، ضمن إجراءات عديدة لسد الثغرة التي ينفذ منها الإرهابيون.

مشاركة :