شكلت قرارات الحكومة الأمريكية لملاحقة إرهابيي الحادي عشر من سبتمبر في أفغانستان وكذلك غزو العراق، بداية لتورط استمر لعقود في كلا البلدين و"استجابة كارثية" للهجمات التي وقعت قبل 20 عاما، ما أدى إلى عواقب وخيمة، حسبما ذكر مشرع أمريكي سابق. "في الوقت الذي تأتي فيه ذكرى هذا الحدث وتذهب، فقد تذكرت، بطبيعة الحال، للأسف أولئك الذين فقدوا أرواحهم في ذلك اليوم. لكنني كنت مثقلا أيضا بعواقب الاستجابة الكارثية لذلك اليوم الذي تعرضت له حكومتنا"، حسبما ذكر جريج كوزاك، العضو السابق بمجلس النواب بولاية أيوا الأمريكية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني يوم الجمعة. وأدلى المشرع السابق بالولاية بهذه التصريحات في الوقت الذي تحيي فيه البلاد الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، عندما قتل ما يقرب من 3000 شخص في أعنف الهجمات الإرهابية على الأراضي الأمريكية. وقال كوزاك: "بينما كانت الرغبة في الانتقام مفهومة، قررت الحكومة الأمريكية ليس فقط ملاحقة مثيري الاضطرابات الواضحين في أفغانستان، ولكن أيضا غزو العراق، وهي خطوة قامت على التضليل الإعلامي والتصميم على تجاهل المعلومات المخالفة للإجراء الذي قررت القيام به، وعلى "أكاذيب واضحة". وأضاف: "كانت هذه ليس فقط بداية تورطنا في الحروب الأبدية المستمرة منذ عقود في كل من العراق وأفغانستان- ولم تنجح أي منهما في إفادة شعوب الدولتين اللتين طالت معاناتهما- ولكن أيضا (حربنا غير الشرعية على الإرهاب)، وهو هدف غير متبلور يستعصي علينا تعريفه أو تحديده". كما أشار كوزاك، الذي خدم في المجلس التشريعي لولاية أيوا من عام 1973 إلى عام 1981، إلى أن هناك "مشاعر قوية وقديمة جدا إزاء كونهم ضحية" تعتري الأفكار اليمينية في بلاده، وأن الحرب على الإرهاب لم تؤد إلا إلى صب الزيت على النار. وقال: "سرعان ما أصبحت القصة تدور حولنا ولا نفكر في سبب شعور البعض في الشرق الأوسط بالاستياء من الولايات المتحدة". وبمناسبة الذكرى العشرين للهجمات المأساوية، قال النائب السابق للولاية إن قلبه حزين. وأضاف "ربما غادرنا أفغانستان -أخيرا وبصورة خرقاء- لكننا لم نزل (في) العراق فحسب، بل إننا أيضا استثمرنا بشكل كبير في موقف في الشرق الأوسط يستدعي إعادة النظر فيه بشدة".
مشاركة :