«مثل الشنيفي وابن بتال ولا ابن قبلان ضيف الله» أتفهَّم أن يُردِّد أحد قصيدة سمع بها، أما أن ينسبها أو يفسرها بخلاف موضوعها فهنا يجب الرصد والتوضيح، حيث نُشر هذا البيت في بعض الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي من قصيدة في الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي -رحمه الله- وهو أشهر من نار على علم بتاريخه المُشرِّف، أما الشنيفي في القصيدة وتوثيقها الحقيقي فهو ما ورد في كتاب (رجال من الذاكرة) -الجزء الأول- لمؤلفه عبدالله زايد الطويان، وجاء فيه ما نصه على الصفحة 81 والصفحة 82: (المرحوم أبو يوسف/ سليمان بن يوسف بن علي الشنيفي ولد ببلدة ضرما سنة 1313هـ وتعلم وترعرع بها، وقد عاصر توحيد المملكة العربية السعودية، وعندما شب التحق بجيش الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي -رحمه الله- واشترك مع قواده بغزواتهم وعُرف الشنيفي بشجاعته ورأيه الصائب حتى قرّبه ابن مساعد إليه وصار قائداً لامعًا، وقد حضر معظم الوقعات التي كان آخرها معركة الحقو بالجنوب سنة 1351هـ. وفي سنة 1356هـ عينه الملك عبدالعزيز أميراً على لينه، وكانت في ذلك الوقت من أهم المراكز في شمال المملكة، وقد ظل بها الشنيفي أكثر من عشرين سنة كان خلالها مضرب المثل في الإدارة، وقد حاز على رضا الناس ومدحه الكثير منهم، قال بعضهم يقصد المرحوم/ الأمير عبدالعزيز بن مساعد ويثني على الشنيفي: يا مير عسى يجيك عيال ثلاثةٍ غير عبدالله مثل الشنيفي وابن بتال ولا ابن قبلان ضيف الله وفي سنة 1377هـ صدر أمر بتوليه إمارة تيماء، وهي إحدى أهم مدن الشمال الغربي لها ماضٍ مجيد وتاريخ حافل بالتراث وحاضر زاهر، وقد استمر الشنيفي بتيماء حتى تقاعد بالثمانينيات الهجرية. والشنيفي يعتبر من المحاربين القدامى المخلصين، وهو من بني ثور من قبيلة سبيع الشهيرة، أخواله هم بني تميم من المزاحمية، توفي هذا العلم سنة 1384هـ ودفن بمدينة الرياض، ترك وراءه السمعة الطيبة وخمسة من الأولاد: يوسف بن سليمان الشنيفي - سعد بن سليمان - علي بن سليمان - سعود بن سليمان - إبراهيم بن سليمان الشنيفي. وبلدة ضرما محافظة جميلة تقع بالقرب من الرياض غربًا، وقد اشتهر رجالها بالشجاعة والرجولة والصفات المُثلى في العرب).
مشاركة :