في أول اعتداء يستهدف الشيعة في بنغلادش، البلد السنّي المعتدل الذي يقدر عدد سكانه بـ 160 مليون نسمة، قتِل شخص على الأقل وجرح حوالى 80 في تفجيرات استهدفت أكبر حسينية في دكا، خلال تجمع حوالى 20 ألف شخص لإحياء ذكرى عاشوراء. وقال موقع «سايت» الذي يرصد مواقع الجماعات الإسلامية المتشددة على الإنترنت إن «تنظيم داعش تبنى التفجيرات قائلاً انها استهدفت شعائر تنم عن الشرك». وكان «داعش» تبنى قتل عامل إغاثة ايطالي ومزارعاً يابانياً في الاسابيع الأخيرة. لكن السلطات قللت من أهمية هذا التبني معتبرة ان التنظيم «غير ناشط في البلاد»، علماً ان مجموعات اسلامية قتلت في العامين الماضيين اكثر من 12 صوفياً، واستهدفت ايضاً الهندوس والمسيحيين. ويرى خبراء ان المتطرفين الاسلاميين يمثلون خطراً متزايداً في هذا البلد الذي يعيش على وقع ازمة سياسية ادت الى تشدد المعارضين للحكومة. وهم يؤكدون ان مقتل اربعة مدونين علمانيين هذه السنة ساهم في تقويض جهود الحكومة للتقليل من حجم التهديد الذي يطرحه المتشددون. وذكر مسؤولون ان فتى في الـ14 من العمر قضى فوراً اثر إلقاء ثلاث قنابل صغيرة في اتجاه حسينية دالان، فيما لم تنفجر قنبلتان. وبثت محطة «سوموي تي في» التلفزيونية صوراً تظهر اشخاصاً يهرولون في كل الاتجاهات بعد التفجير، وسيارة اسعاف تنقل اشخاصاً بينهم فتيات الى المستشفى، لكن مصادر طبية قالت إن «غالبية الجرحى اصيبوا بشظايا القنابل، واصاباتهم ليست خطرة». وروى شاهد يدعى روني ان المصلين كانوا متشحين بالسواد ويؤدون الصلاة في ذكرى عاشوراء، حين دوّت ثمانية او عشرة انفجارات وتبعها اندلاع نار. وصرح اسد الزمان ميا، المفوض في شرطة دكا: «يبدو ان المهاجمين كانوا ضمن الموكب». وشددت الشرطة اجراءات الأمن حول المساجد الشيعية في البلاد بعد الهجوم، في حين منعت النساء والاطفال من المشاركة في مواكب عاشوراء في منطقة محمدبور. وقال مسؤول شيعي من حسينية دالان للصحافيين: «تنظم هذه المواكب في هذا البلد منذ عقود لكننا لم نشهد أي هجوم كالذي وقع اليوم. نطالب بتحقيق سريع وعادل في ما حصل». ويأتي الهجوم في حين ان حدة التوتر في أوجها في بنغلادش بعد اعلان تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن أول هجماته في هذا البلد السنّي المعتدل الذي يقدر عدد سكانه بـ 160 مليون نسمة. باكستان على صعيد آخر، ارتفعت حصيلة قتلى التفجير الانتحاري على الارجح الذي استهدف موكباً للشيعة امام مقر اقامة زعيم محلي للطائفة في مدينة يعقوب آباد بولاية السند (جنوب) الى 24 شخصاً بعد وفاة مصابين متأثرين بجروحهم. واعلن قائد شرطة المنطقة سين راخيو ميراني ان 6 ضحايا على الاقل هم اطفال. وكانت السلطــات نـــشرت 10 آلاف جندي و6 آلاف من القوات شبه العسكرية تحسباً لأعمال عنف أثناء إحياء الشيعة ذكرى عاشوراء.
مشاركة :