النحات المصري أحمد سرور لـ «الوسط»: أسعى لأن تحمل أعمالي في طياتها آمال وتطلعات المتلقي

  • 10/25/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى النحات المصري أحمد سرور إلى أن تكون أعماله الفنية تحمل في طياتها آمال وتطلعات المتلقي، وأن تحمل أعماله الفنية رسالة تهدف للرقي بالمجتمع. «الوسط» التقت مع النحات المصري المقيم في البحرين ويعمل مدرساً بإحدى المدارس الصناعية منذ سنوات، وسألته عن هذه الموهبة لديه وكان اللقاء كالآتي: من أين وكيف كانت بدايتك مع هذه الموهبة؟ - البداية كانت منذ الصغر حيث حبي للفن خاصة الرسم ثم تطورت وبدأت أرسم أشكالاً مجسمة لأن الكلفة كانت عن أن مفهوم النحت لم ينضج بعد بسبب عدم الممارسة، ولكن لم أتوقف عن الرسوم التمهيدية بمجسمات نحتية يغلب عليها الطابع التجريدي. وأثناء زياراتي لمرسم الفنان الكبير حسين بيكار أطلعته على رسوماتي و «اسكتشاتي» فقال لي معجباً أنا أرى نحاتاً وليس رساماً، فقط عليك أن تقوم بتنفيذ ما خططته، ولفت نظري أن مرحلة خلق العمل الفن في رسومه التمهيدية أصعب من التنفيذ وبعد اختيار الخامة المناسبة لدى الفنان القدرة على تطويقها والتحكم بها لإخراج عمله الفني. من كان له الفضل في إبراز وتنمية هذه الموهبة لديك؟ - الفضل لله سبحانه وتعالى الذي هيأ لي القدرة على التخيل والتذوق وتجسيد هذا الخيال إلى واقع ملموس، ثم إلى الفنان الكبير الراحل حسين بيكار لأنني كنت مبهوراً برسوماته ولوحاته وخطوطه، وهو الذي نبهني ولفت نظري إلى وجود نحات قلباً وقالباً داخلي فكان لزاماً علي أن أتعامل وأختار المادة المناسبة لتنفيذ أعمالي سواء كانت رخاماً أو خشباً أو برونزاً أو حديداً ما هي العقبات والتحديات التي واجهتك؟ - أكبر هذه العقبات التي واجهتني وتواجه أي نحات هي المادة التي يتعامل معها ومدى قدرته على التعامل بها لتنفيذ منحوتاته سواء كانت هذه المادة أو الخامة مثل الرخام، أو الحجر، أو الخشب، أو المعادن بأنواعها هذا بالإضافة إلى طبيعة العمل الفني ومدى ملاءمة المواد مع الأعمال ومدى توافرها. كما يوجد حسب نظري لكل المواد الطبيعية مثل الخشب والرخام والحجر بأنواعه مشكلة وهي أنها تحتاج إلى مساحة كبيرة خاصة إذا كان العمل الفني كبيراً نسبياً، هذا بالإضافة إلى عامل الوقت لو أخذنا في الاعتبار أنني فنان غير متفرغ وعملي الأساسي مدرّس في قسم اللحام وهذا يأخذ من وقتي الشيء الكثير. وهل شكلت تلك العقبات ضغطاً عليك؟ - نعم، وكل هذه العقبات شكلت ضغطاً نفسياً وتحدياً، ودائماً ما أجد نفسي في حالة البحث عن حلول لتجاوز هذه العقبات، وما لفت نظري للخامات المتوفرة وبكثرة وتنوع السكراب المعدني أو ما يسمى الحديد «الخردة « وأجزاء السيارات المستعملة وتمارين الطلاب في الأقسام العلمية، كقسم الخراطة وقسم اللحام، وبعد طول بحث مضنٍ وجدت ضالتي في خامة متوفرة ومتاحة ورخيصة جداً، وبالتعامل معها يتم خلق أعمال فنية جيدة، وعمل كل مقومات العمل الفني وجمالياته وهو ما يطلق عليه حديثاً «waste to art» تحويل المواد المستهلكة إلى أعمال فنية قيمة، وجدير بالذكر أنه بسبب أعمالي المنشورة على الإنترنت التي يراها المهتمون والمتخصصون تم دعوتي لمهرجان فني عالمي في الصيف الماضي بإسطنبول وكان عنوان المهرجان هو من القمامة إلى أعمال فنية «waste to art»، وقد مثلت مملكة البحرين في هذه الفعالية الفنية الدولية وقمت بتنفيذ عملية نحتية من مقتنيات وزارة الثقافة التركية. هل تمكنت من توظيف هذه الهواية عبر تشكيل نماذج توصل بها رسائل متعددة، وكيف ذلك؟ - في الحقيقة الفن رسالة والهدف منه الارتقاء بمستوى الناس الفكري والحسي، سواء الأديب أو الشاعر أو الرسام أو النحات ومن خلال النتاج الفني يجب أن تتضمن رسائل متعددة ويجب أن تكون مقروءة ويستوعبها جميع الناس على اختلاف ثقافاتهم. ومن خلال تجاربي المتواضعة أنتجت أعمالاً فنية ذات مضامين إنسانية وتحمل في طياتها رسائل متعددة، كـ «لا تجزع... كل المفاتيح لديك». هل باعتقادك أن توظيف أي موهبة لصالح المجتمع أمر جيد؟ وكيف ذلك؟ - الفنان الموهوب هو الذي يتفاعل مع المجتمع ويوظف موهبته في تجسيد أعمال فنية ذات مضامين للرقي بالذوق العام. وكيفية توظيف وإيصال النتائج الفنية، هو أنه يظل الفنان في تواصل دائم مع أمال وطموحات الناس الذين من حوله وأن لا يكون في معزل عن المجتمع ويهتم بفضاءات محررة لا تمت للواقع بصلة ونتاجه الفني يكون غير مقروء ومبهم. ما هي الآمال والطموحات لديك؟ - أن يكون إنتاجي الفني مقروءاً للمشاهد ويحمل في طياته آمال وتطلعات المتلقي.

مشاركة :