دعا مسؤولون دوليون إلى تكاتف المجتمع الدولي لإيجاد حلول سياسية لازمة اللاجئين – على رأسهم مئات ألوف اللاجئين السوريين – التي أصبحت أحد أهم التحديات التي تواجه العالم. ولقد هيمنت أزمة اللاجئين على مناقشات مؤتمر دولي تستضيفه جامعة أكسفورد البريطانية العريقة وينظمه مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين ومركز الأمم المتحدة لحوار الحضارات ومركز الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد. المتحدثون أكدوا على ضرورة العمل لوقف تدفق اللاجئين عبر الإسهام في حل الأزمات السياسية المسبّبة، وبينها الأزمة السورية، وكذلك العمل على تطوير آليات العمل للمنظمات الدولية لتمكينها من أداء دورها في استقبال اللاجئين وتوزيعهم واستخدام الموارد. كذلك طالب متحدثون، كان بينهم رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة، ووزير المياه والري الأردني حازم ناصر، بتقديم الدعم للدول العربية المستضيفة للاجئين. الوزير ناصر طالب بتقديم الدعم لبلاده التي أصبح اللاجئون يشكلون 22 في المائة من مجموع سكانها، وباتوا يمثلون ضغطًا على الموارد المحدودة للأردن. وتابع قوله أمام المؤتمر إن الأردن الذي كان يتعامل مع أزمة اللاجئين الفلسطينيين أصبح يستوعب أعدادًا كبيرة من اللاجئين السوريين والعراقيين، وهو ما يشكل ضغطا على موارده المحدودة. ومن ثم ناشد ناصر المجتمع الدولي «العمل على تقديم الدعم للأردن ولبنان، إذ إن نحو 80 في المائة من اللاجئين يعيشون فيهما خارج المعسكرات». ومن جانبه دعا السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق، إلى «تضافر الجهد الدولي لحل المشكلة السورية كسبيل وحيدة لمنع تدفق اللاجئين إلى العالم»، مطالبًا «بالعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة السورية يقوم على آلية (جنيف1)». وقال السنيورة في مداخلته إنه «إذا أراد الروس الولوج بشكل صحيح لحل الأزمة السورية فعليهم الانفتاح على خيارات الشعب السوري واحترام رغبته في التخلص من النظام الشمولي». واستطرد السنيورة (الرئيس الحالي لكتلة نواب تيار «المستقبل» في مجلس النواب اللبناني) أن الروس «سيدخلون من الباب الصحيح، وسيجدون السوريين إلى صفهم في محاربة الإرهاب، إذا تمكنوا من استيعاب أغلبية السوريين في اختيار مستقبلهم، وليس بالعودة إلى النظام القديم الشمولي الذي يمثله نظام بشار الأسد». وعن رؤيته للحل قال السنيورة: «آن الاوان للعودة لآلية (جنيف1) لحل الأزمة والتعاون بين الدول الإقليمية لحل المعضلة السورية والبحث عن حل سياسي يستوعب كل المكوّنات السورية، بما في ذلك الطائفة العلوية». وانتقد «التدخلات الأجنبية التي تفاقم الأزمة»، معتبرًا أن «التدخل الإيراني في سوريا يأتي ضمن سياق التدخلات الإيرانية في بعض الدول العربية كسوريا والعراق ولبنان واليمن». واستطرد قائلاً: «إن تلك التدخلات تسفر عن احتكاكات غير مرغوبة مع بعض الدول العربية»، ولفت إلى أن «السوريين يريدون التخلص من الإرهاب الذي أصبح يمثل تحديا لوجودهم، لكنهم لا يريدون في المقابل استبدال الإرهاب بنظام شمولي لا يمثلهم». وردا على مداخلة بيتر فورد، السفير البريطاني السابق لدى سوريا، الذي اعتبر أن «هناك مخاوف بأن انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيؤدّي إلى فوضى عارمة ينتج عنها طوفان من الجهاديين يهددون العالم»، قال السنيورة: «إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول عن تفريخ الإرهاب لبلاده، وهو يتعاون معه، ولم نشهد معركة واحدة بين نظامه والمجموعات الإرهابية»، وأضاف: «إننا لا نفعل شيئا إذا طالبنا السوريين الاختيار بين نظامهم الحالي والمجموعات الإرهابية التي تهيمن على أجزاء من بلادهم». من جهة أخرى، أقر مايكل فريندو، الرئيس السابق لبرلمان مالطة وعضو الاتفاقية الأوروبية حول مستقبل أوروبا، «بحق اللاجئين السوريين في الحصول على الحماية الدولية». وأيّد فريندو ضرورة عمل الأطراف المتعددة لإيجاد حل سياسي يضمن الاستقرار لسوريا. أما الكاتب ووزير الإعلام الكويتي السابق سامي النصف، فقال: «إذا اعتبرنا أن إيران تشكل عقبة في سوريا فعلى المجتمع الدولي أن يتحاور معها»، وأضاف: «إن الحل في سوريا يتطلب إيجاد منطقة آمنة وتسليح المعارضة بصواريخ (ستينغر) لتغيير ميزان القوى على الأرض».
مشاركة :