في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عقد من الزمان، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إلى مصر، واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مدينة شرم الشيخ، في محاولة لإحياء مباحثات السلام، وفقا للرئاسة المصرية. واهتمت وسائل الإعلام العبرية بتلك الزيارة، لا سيما أنها الزيارة الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي لمصر منذ سنوات عديدة، حيث التقى رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، بالرئيس المصري عدة مرات، لكنها كانت على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وتعد تلك الزيارة هي الثانية لبينيت خارج إسرائيل، حيث كانت أولى وجهاته الولايات المتحدة الشهر الماضي، حيث التقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن. ورأت صحيفة “يسرائيل هايوم” أن تلك الزيارة تأتي في إطار رغبة الدولة المصرية في خلق مناخ إيجابي في المنطقة، ولفتت إلى أن البلدين لديهما الرغبة في وقف ما أسمته “التطلعات العثمانية التركية” خاصة فيما يتعلق بملف الغاز في شرق المتوسط، كذلك لديهما قلق من التطورات المتعلقة بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان، أيضا تتابعا تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن القاهرة مهتمة بملف التهدئة في قطاع غزة، إذ أنها لعبت دورا وسيطاً بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل للتوصل لتهدئة في الحروب الأخيرة،  قائلة: ” مصر مهتمة بإخماد التوترات بين إسرائيل وحماس، وتلعب دوراً رئيسياً في الوساطة بين الجانبين، وهو ما يعطي قوة للدبلوماسية المصرية لدى الولايات المتحدة وإسرائيل”. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إنه قبيل أسبوع من الزيارة كانت هناك تقارير عن نشاط مصري لاستئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس حول ملف الأسرى والمفقودين وإعادة جثث الجنود الإسرائيليين. فيما لفتت القناة السابعة من التلفزيون الإسرائيلي إلى أن المحادثات بين السيسي وبينيت ستتناول القضايا الثنائية وبحث الملفات المشتركة وسبل إحياء عملية السلام والتطورات على الساحتين، الإقليمية والدولية، فيما لم يعلق مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية على تلك الزيارة حتى الآن. ونقل موقع “ماكور ريشون” عن مصادر دبلوماسية وأمنية إسرائيلية أن أحد الملفات الرئيسية خلال تلك الزيارة هو الوضع في قطاع غزة، خاصة بعد الدور الذي لعبته القاهرة في الوساطة للتهدئة خلال التصعيد الأخير على القطاع. ولفتت صحيفة “معاريف” إلى أنه من بين أعضاء الوفد المرافق لبينيت هو ياروم بلوم، منسق ملف الأسرى والمفقودين، والذي التقى قبل قرابة شهر برئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، وهو ما يجعل ملف التطورات على الساحة الفلسطينية رئيسيا خلال المحادثات بين الجانبين.