أكد فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد» الأدوار المؤثرة للأفراد والقيادات والكيانات الدينية الفاعلة، التي تجعلها قوةً مجتمعية لا يُستهان بها كقدوات في تحقيق الاستقرار وبناء السلام في مجتمعاتها وقت الأزمات خصوصًا في المنطقة العربية التي تواجه تحديات اقتصادية وأزمة صحية عامة بسبب جائحة «كوفيد-19» وأشار إلى أن للقيادات الدينية ومؤسسات القيم الدينية أثر كبير على أرض الواقع، فهم أسرع في الوصول إلى الفئات المستضعفة وأكثر حشدًا للجهود للاستجابة للأزمات وأن دور مركز الحوار العالمي هو إيجاد مساحة للتواصل والاجتماع حتى يتمكنوا من توحيد الجهود والتعاون بين الفئات الدينية والثقافية تعاونًا أفضل لإيجاد حلول مستدامة لتحدياتهم المشتركة. واستكمل: إننا نعمل على تمكين القيادات الدينية ببناء قدراتهم ودعمهم في تنفيذ مبادرات الحوار المختلفة في مجتمعاتهم؛ حيث نساعد في بناء مهاراتهم ونوفر لهم الفرص والمساحات اللازمة لتنمية شبكاتهم، وهذا بدوره يؤدي إلى تعزيز التعاون الرامي إلى نشر ثقافة الحوار وبناء جسور السلام. ونوه الأمين العام لمركز الحوار العالمي بدعم المركز للقيادات ومنظمات القيم الدينية وومجتمعاتها حيث أنشأ المركز منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي (IPDC) ، وهي شبكة إقليمية للتعاون من أجل تمكين القيادات الدينية ومجتمعاتها من تحقيق إنجازات عظيمة على الخطوط الأمامية ومواجهة الأزمات.وأضاف أن منصة الحوار والتعاون في العالم العربي، وهي منصة الحوار الأولى من نوعها في المنطقة، تثبت بالتجربة العملية بأن إشراك القيادات الدينية هو قيمة تضاف إلى جهود صانعي السياسات وتدعمها من أجل بلوغ الأهداف المرجوة وتحقيق الصالح العام. وأضاف أن تنفيذ أنشطة وفعاليات المركز في المنطقة العربية يتم بالتعاون الوثيق مع منصة الحوار والتعاون في العالم العربي. وشدَّد ابن معمر على أن استراتيجية المركز تعمل على تجسير الفجوة بين القيادات الدينية وصانعي السياسات مشيرًا إلى أن المركز لا يدخر جهدًا من أجل المساعدة في سد الفجوة بين صانعي السياسات من ناحية وبين القيادات ومؤسسات القيم الدينية والإنسانية من ناحية أخرى من خلال إجراءات مشتركة ملموسة. جاء ذلك خلال حلقة نقاش رفيعة المستوى، شارك في تنظيمها كلٌّ من مركز الحوار العالمي «كايسيد» ومؤسسة البابا يوحنا الثالث والعشرين للعلوم الدينية حول دور القيادات ومؤسسات القيم الدينية في الاستجابة للأزمات في المنطقة العربية. وتعقد الحلقة النقاشية في اليوم الثاني لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين المنعقد في مدينة بولونيا، بإيطاليا بمشاركة بشتيوان صادق، وزير الاوقاف في حكومة اقليم كوردستان العراق، والدكتور سيد جواد محمد تقي الخوئي، أمين عام معهد الخوئي؛ مؤسس مشارك، المجلس العراقي للحوار بين أتباع الأديان (ICID)، وكرسي اليونسكو، تطوير دراسات الحوار بين أتباع الأديان، جامعة الكوفة والدكتور عبد الله الحميد، أمين العام اللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المملكة العربية السعودية، و هند قباوات، مديرة بناء السلام بين أتباع الأديان في مركز الأديان العالمي والدبلوماسية، والدكتورة نايلة طبارة، رئيسة مؤسسة أديان، وقداسة الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان، بطريرك الأرمن الأورثوذكس لبيت كيليكيا. يُذكر أن منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين؛ منصة دولية، تنعقد سنويًا قُبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين، وتجمع القيادات والمنظمات الدينية حول العالم. وتزامن انعقاد أول دورة للمنتدى، قُبيل قمة العشرين منذ عام 2014م، حتى الوقت الحاضر. وتعتمد آلية عمل المنتدى على عقد عدد من المنتديات الإقليمية بمشاركة القيادات والمنظمات الدينية، رفيعة المستوى؛ لمناقشة القضايا المحورية المطروحة في جدول أعمال قمة العشرين، واقتراح التوصيات حيالها؛ ومن ثم تسليمها لحكومة الدولة المستضيفة للقمة.
مشاركة :