دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى «الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، مؤكداً دعم بلاده لجهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استناداً إلى حل الدولتين، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية. واستقبل السيسي، أمس، بمدينة شرم الشيخ، رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 10 سنوات، في محاولة لدفع عملية السلام، حيث طالب السيسي تل أبيب بـ«التجاوب مع الجهود التي تجري في هذا الصدد»، بحسب مصادر مصرية لـ«الشرق الأوسط». وحضر مباحثات شرم الشيخ الثنائية من مصر كل من سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، بينما حضر من الجانب الإسرائيلي الدكتور إيال حولاتا رئيس مجلس الأمن القومي، والفريق أول آلي جيل السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، وشيمريت مئير كبيرة المستشارين، والسفيرة الإسرائيلية بالقاهرة. ووفق المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، فإن تم خلال الجلسة بحث تطورات العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلاً عن مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأكد السيسي «دعم مصر لجهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط كافة، استناداً إلى حل الدولتين، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والرخاء لشعوب المنطقة كافة». وأشار الرئيس المصري إلى «أهمية دعم المجتمع الدولي جهود مصر لإعادة الإعمار بالمناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لا سيما مع تحركات مصر المتواصلة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين بالضفة الغربية وقطاع غزة». ونجحت جهود مصر في التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في مايو (أيار) الماضي الذي استمر لمدة 11 يوماً. وقالت مصادر مصرية إن «مباحثات شرم الشيخ ركزت على مسارين: الأول، وهو المتعلق بالقضية الفلسطينية، في إطار التحركات المصرية، بالتعاون مع الأردن، لإحياء المحادثات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفق حل الدولتين، والمرجعية الدولية في هذا الشأن». وعقد السيسي، قبل 10 أيام، قمة ثلاثية مع نظيريه الفلسطيني والأردني، خلصت إلى «العمل معاً من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، وفقاً للمرجعيات المعتمدة، وعلى أساس حل الدولتين». أما المسار الثاني، كما أشارت المصادر، فمتعلق بـ«التعاون المصري - الإسرائيلي في مجال الطاقة، حيث يشترك البلدان في (منتدى غاز شرق المتوسط)». وعقدت مصر وإسرائيل اتفاقاً، العام الماضي، قامت بموجبه الأولى باستيراد الغاز الطبيعي، لأول مرة، من إسرائيل لإعادة تسييله وتصديره إلى أوروبا لمدة 15 عاماً، بقيمة 15 مليار دولار. وترتبط مصر منذ عام 1979 باتفاق سلام مع إسرائيل، وغالباً ما تقوم بوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويرجع آخر اجتماع بين رئيس مصري ورئيس وزراء إسرائيلي إلى عام 2011، عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الرئيس المصري الراحل حسني مبارك في مدينة شرم الشيخ، قبل شهر تقريباً من الإطاحة به. وتشهد العلاقات الإسرائيلية - المصرية خلال الآونة الأخيرة تحسناً لافتاً، دعمه قيام مصر بدور الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة. واستبقت إسرائيل زيارة بنيت إلى شرم الشيخ بقرار إلغاء تقييد سفر مواطنيها إلى سيناء، بدءاً من يوم السبت المقبل، بعد شهور من تقليص عدد المسموح لهم بدخول شبه الجزيرة المصرية إلى 300 فقط يومياً، على خلفية تفشي فيروس كورونا. وقالت وزيرة النقل الإسرائيلية، ميراف ميخائيلي: «تمكنا من إيجاد طريقة للسماح بمرور غير محدود، وكذلك الحفاظ على إرشادات كورونا»، وأضافت: «حريتنا في التنقل هي حق أساسي، ويجب حمايتها. لقد تم استخدام معبر طابا لسنوات بصفته طريق عبور للسياحة لمئات الآلاف من الإسرائيليين. وعلى هذا النحو، يتم عمل كل شيء لتسهيل الوصول إليه، والمرور عبره بسهولة وسرعة قدر الإمكان». وفي حين أفادت القناة الرسمية الإسرائيلية (كان)، أمس، بأن شركة «مصر للطيران»، الناقل الوطني المصري، ستبدأ تسيير «رحلات مباشرة إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي، بمدينة تل أبيب، عبر طائرتها الرسمية، وليس تحت العلامة التجارية (Air - Sinai) (سيناء للطيران)، أو عبر طائرات لا تحمل اسم الشركة أو علامات التعريف»، لم تصدر الشركة المصرية أي بيان رسمي بشأن تلك الأنباء، كما رفضت مصادر بالشركة الرد على استفسار الجريدة.
مشاركة :